"الساعة الأخيرة من ماضي السيدة حكمت"
تحية إلى روح مها الصالح - عرض مسرحي من سنوغرافيا وإخراج باسم قهار
بين التداعيات والهلوسة واستعادة الذكريات، بين البكاء والخوف والجنون، تستجمع السيدة حكمت كل طاقتها لمقاومة الساعة الأخيرة قبل هزيمتها من قبل حبيبها وزوجها الذي حشد قوته لاقتلاع ما تبقى لها من جذور ماضيها وانتمائها الاستعلائي. تستعين حكمت بالحنين وبقايا الحب وحتى إثارة الشفقة للدفاع عن إرث يتيم وتاريخ قد زال، لكنها تكتشف أن الزمن قد عبرها وأن كل من حولها قد تجاوزها وأنها لم تعد تصلح للبقاء كما تشاء وريما كما يشاء الآخرون، تصارع حكمت ضد زوج غائب لكنه مهيمن استطاع تعريتها لتكتشف كم هي ضعيفة ومهزوزة، وأن سكنها التاريخ هو محاولة لترميم حاضر رخو ومتهالك. وهكذا تكتشف متأخرة لأنها لا تملك سوى جسد هرم وروح خاوية وعقل مشغول باستعادة الماضي وتمجيده. هذا العرض كان من المقرر أن تخرجه الراحلة مها الصالح التي فارقتنا قبل أن تنجز عملها. وقد وافق المخرج باسم قهار أن يقوم بإخراجه باقتراح منها أثناء مرضها الذي كانت تجاهد لتخفيه وتتجاهله. وتقديم هذا العرض اليوم هو بمثابة تحية لروح مها سيدة المسرح التي ستظل حاضرة معنا، هي التي عاندت لتبقى على الخشبة حتى الرمق الأخير.