«بدون محرم»: نحو التغيير في السعودية

04-10-2013

«بدون محرم»: نحو التغيير في السعودية

«بدون محرم»، برنامج يتمّ تصويره في بيروت، يعرض على قناة «النبأ» الفضائية المعارضة للنظام السعودي. يتحدّى البرنامج «المحرمات» و«فتاوى التعصب الديني»، من خلال الإضاءة على الواقع المرير الذي تعيشه المرأة السعودية. يعدّ فريق البرنامج مقاطع كرتونية تتناول قضايا عدّة، منها قيادة السيارة، والعنف، وعمل المرأة. في أستوديو البرنامج، التقينا فريق العمل الصغير، خلال تسجيل إحدى الحلقات، بإمكانيات متواضعة، وفي ظل المنع، وصعوبة في الوصول إلى المعلومات، وحتى إلى الضيوف.
يستند الفريق على مقابلات مسجلّة، ومدوّنات، وتغريدات، وإصدارات الكتب، لإنجاز حلقات تناقش أكثر المواضيع أهمية للمرأة السعودية، وأكثرها حساسية للنظام. ما يميّز «بدون محرم»، أنه أوّل برنامج عربيّ يناقش قضايا المرأة السعودية، ما تراه معدّته ريم بركات «انجازاً كبيراً، لأننا نملك هامشاً واسعاً من الحرية ولا نخاف من السلطة الحاكمة التي منعتنا وحجبتنا وحرضت علينا». وتضيف: «تستحقّ المرأة السعودية أن نخصص لها مساحةً إعلامية واسعة، لكثرة ما هدرت حقوقها».عاصفة شمسية ستزيد من النوبات القلبية
يستخدم البرنامج أسلوباً ساخراً ونقديّاً. على سبيل المثال، يطلق على الفتاوى الدينية مصطلح «نهفات رجال الدين»، باعتبار أن «رجال الدين هم السبب الرئيسيّ لمأساوية وضع المرأة السعوديّة». برأي بركات فإنّ «البرنامج لا يضايق المتشددين دينياً في السعودية فقط، بل المتحررين أيضاً، والذين بدورهم، إن رفضوا التشدّد، إلا أنّهم يرغبون بأخذ المرأة السعودية إلى واقع أكثر سوءاً من الواقع الحالي».
يلقى البرنامج صدىً واسعاً في السعودية، رغم حجب السلطات السعوديّة لقناة «النبأ» عن «نايل سات». تنقسم الأراء حوله بين مؤيد ومعارض، لكنّه تحوّل مادة مهمّة لمناقشة وضع المرأة السعودية من قبل الجمعيات الإنسانيّة والنسويّة، كما تؤكد إدارة البرنامج.
يحدّ منع التصوير داخل السعودية من إمكانية تطوير «بدون محرم»، لكنّ فريقه وجد البديل من خلال الاستعانة بالإعلام الجديد. لكنّ المشكلة الأبرز تتمثّل في صعوبة التواصل مع الضيف السعودي، موالياً كان أو معارضاً. «يطلبون منّا عدم الاتصال بهم مرة أخرى بمجرد أن يعرفوا هويّة القناة وانتماءها». كل ذلك اضطر إدارة البرنامج إلى الاستعانة بمختصّين عرب في القضايا السعودية، وهو ما يضعف البرنامج لأنّ «الأجدى بنساء السعوديّة مناقشة مشاكلهن، فأهل مكة أدرى بشعابها».
ثلاث حلقات تفصل البرنامج عن نهاية الموسم الأوّل، ليعود وينطلق من جديد بعد شهر، «بحلّة جديدة، وبمحاولة حثيثة لمواجهة كل المشاكل التي اعترضتنا خلال الموسم الأوّل، لأن الوقت قد حان لتخرج المرأة السعودية من واقعها المرير إلى واقع أكثر حرية وانفتاحاً وتحضراً».

سجى مرتضى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...