انتشار صور الجوال يغذي جرائم الشرف في العراق

18-05-2008

انتشار صور الجوال يغذي جرائم الشرف في العراق

ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن تداول صور الممارسات الجنسية ساهم بشكل كبير في تصعيد وتيرة جرائم الشرف في إقليم كردستان العراق.

ويروي تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية السبت 17-5-2008، قصة "روناك" التي هربت إلى ملجأ للنساء في السليمانية بعد أن اتهمها زوجها بالخيانة، إلا أنها لم تسلم إذ أطلقت عليها النار من أعلى أحد الأبنية، وأصيبت في عنقها قبل أن تجرى لها عملية جراحية أنقذت حياتها.

ويقول التقرير إن عدد جرائم الشرف في العراق يزداد، وإن هناك بعض الذين يرمون الوقود على النساء ويحرقونهن، والبعض الآخر يقوم بإطلاق النار عليهن.

وينقل التقرير عن الأمم المتحدة قولها إن أكثر من 350 امرأة قتلت في كردستان العراق بجرائم شرف خلال الأشهر الستة الأولى من 2007.

وتقول الصحيفة إن أحد أسباب انتشار جرائم الشرف في العراق هو انتشار الهواتف المحمولة، التي تحتوي على كاميرات وذلك بسعر رخيص. ويشير التقرير إلى أن الرجال يحبون تصوير أنفسهم عندما يمارسون الجنس، ومن ثم يقومون بتوزيع الصور على أصدقائهم فينتهي الأمر بفضيحة تؤدي إلى جريمة.

وتقول الصحيفة إن الصور الملتقطة بواسطة الهاتف المحمول تشكل نوعا من الإثبات في بعض الأحيان للزوج أو الأخ أو الأب، وتدفعهم إلى تنفيذ جريمة شرف.

وكانت قضايا جرائم الشرف المتعلقة بصور الجوال قد بدأت عام 2004 مع انتشار فيلم جوال جنسي بين صبي وفتاة في الـ17 من عمرها في عاصمة إقليم كردستان أربيل. وبعد يومين من تداول الفيلم قتلت الفتاة بيد أسرتها وبعد أسبوع قتل الصبي بيد أقاربه.

ومنذ ذلك الحين ارتفعت وتيرة الممارسات العنيفة بحق المرأة، وأغلب الحالات سببها بطريقة أو بأخرى ضبطها في علاقات غرامية بكاميرا الجوال.

وأشار التقرير إلى تراجع حقوق المرأة في المجتمع بشكل كبير مع الاحتلال الأمريكي للعراق. وقال إنه بالرغم من الأرقام المرعبة لضحايا جرائم الشرف في العراق، فإن إقليم كردستان الذي يتولى رئاسته حكومة علمانية هو المنطقة الوحيدة التي تشهد تحسنا في حقوق المرأة، على عكس بغداد حيث تبرز الأحزاب الدينية.

وأضافت الصحيفة أن الشرطة والمحكمة في المناطق الكردية يبدون تعاطفا أكبر مع ضحايا جرائم الشرف، مقارنة بوضع المرأة التي لا تجد الحماية اللازمة في باقي المناطق العراقية.

وجاء في تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق في يونيو/حزيران 2007 أن عمليات العنف ضد النساء في كردستان ارتفعت بنسبة 18 بالمائة خلال الفترة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2006.

وأكدت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن حكومة إقليم كردستان، حدوث 15 عملية قتل بأدوات غير حادة، و87 عملية قتل بإشعال النار، و16 عملية قتل بالرصاص، خلال الربع الأول من عام 2007. أما الربع الثاني من نفس العام فقد شهد ثمان حالات قتل بأدوات غير حادة، و108 عمليات إشعال نار، و21 عملية إطلاق رصاص.

وأفاد تقرير صادر في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عن وزارة حقوق الإنسان بكردستان بأن عدد النساء اللواتي انتحرن بإشعال النار في أنفسهن ارتفع من 36 امرأة عام 2005 إلى 133 عام 2006، كما ارتفع عدد عمليات القتل التي تعرضت لها النساء من أربع عمليات عام 2005 إلى 17 عملية عام 2006.

وتعتبر جرائم الشرف، التي تنبع من الإيمان بأن شرف الأسرة أهم من أي شيء آخر، تقليداً قديماً في المجتمع الكردي في العراق وإيران وتركيا، بالإضافة إلى المناطق القبلية في باكستان وبعض المجتمعات العربية.

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...