تجـارب علـى انعـدام الجاذبيـة فـي طائـرة «إيربـاص»

04-10-2012

تجـارب علـى انعـدام الجاذبيـة فـي طائـرة «إيربـاص»

يقدم مركز الفضاء الألماني رحلات بطائرة «إيرباص» للعلماء والباحثين لإجراء تجارب خلال انعدام الجاذبية. ومن أجل الوصول إلى ذلك يتعين على الطيار أن يطير بشكل قطع مخروطي، ما يجعل الأمر يشبه ركوب قطار ملاه في السماء الرحبة.
الأمر يشبه تقريباً رحلة إلى الفضاء، إذ يقوم مركز القيادة بالعد التنازلي، ثم يقوم الكابتن ستيفان بيتشيني برفع مقدمة طائرة الـ«إيرباص»، ويشعر الركاب بأن وزنهم وصل إلى ضعف الوزن الحقيقي في غضون 20 ثانية.
وسرعان ما يأتي الإعلان بعد بدء التجربة، وفي غضون ثوان، ينعدم وزن الركاب. ليس هناك المزيد من الصعود والهبوط. يضحك الركاب ويتدلون من السقف وتتشابك الأيدي بشكل منظم ويصطدمون بعضهم ببعض مثل كرات البيلياردو.
قلة من الناس تتاح لهم الفرصة لتجربة هذا الشعور، إما أنهم رواد فضاء أو ركاب رحلة لطائرة منخفضة الجاذبية، حيث يتم فيها التغلب على الجاذبية لفترة قصيرة من الزمن خلال مناورة طيران.
ويقدم مركز الفضاء الألماني هذه الرحلات من مدينة بوردو الفرنسية، غير أن المركز نظم مؤخراً رحلتين من برلين للعلماء والصحافيين وغيرهم من الضيوف.
ويقول بيتشيني «عندما ترمي شيئاً في الهواء فإنه يكون منعدم الوزن لفترة قصيرة من السقوط الحر».
وتبدأ المناورة عند ارتفاع ستة آلاف متر حين يقوم اثنان من طياري الـ«إيرباص إيه 300» برفعها إلى درجة ميل بمقدار 47 درجة، في حين أن الانطلاق العادي للإقلاع يتم بـ18 درجة على أقصى تقدير، وبعد ذلك يهبطان بانحدار شديد. وبعد نحو 20 ثانية يعيد الطياران الطائرة إلى وضع الطيران الطبيعي. وبالإضافة إلى 20 ثانية من انعدام الجاذبية التام، يواجه الركاب ضعف قوة الجاذبية قبل المناورة وبعدها.
وبعد إعطاء إشارة الانطلاق من جانب مراقبة الحركة الجوية، تكون الطائرة «إيه 300» مستعدة لأولى طلعاتها فوق بحر البلطيق.
ويقول رئيس مركز الفضاء الألماني يوهان ديتريتش فورنر إنه «خلال المرحلة التي يتم خلالها الدخول في درجة الجاذبية العالية، تهبط الشعيرات داخل أذنيك، ما يبعث إشارة إلى مخك بأنك لا تتحــرك. لكن إذا ما قمت بتحريك رأسك، فإن عينيك تخبرك بشيء مختلف».
فيرا أبيلن خاضت أكثر من 10 رحلات من ذلك النوع لكنها لم يكن لديها وقت للمتعة، حيث كانت تستقل مكاناً في المقصورة، مخصصاً للعلماء الذين يجرون تجارب. وتثبت أبيلن مجسات على رأسها لقياس وتسجيل استجابات المخ خلال تلك النشاطات، كما تجري عدة اختبارات لتحديد وظائف المخ خلال فترة انعدام الجاذبية.
ويستكشف عالم البيئة الحيوانية كريستيان لافروش ومساعدته جيسيكا فيشر سلوك الكائنات المائية الحية الصغيرة أثناء انعدام الجاذبية. ويتمثل السؤال الرئيسي، الذي يتعين الإجابة عنه، ما إذا كانت تلك الكائنات الحية تستمر في تناول الطعام. ويعتبر لافروش أنه «ربما يتعلق ذلك ببعثة محتملة إلى المريخ».
أما رئيسة برنامج الطيران البحثي لدراسة تأثيرات انعدام الوزن اولريكه فريدريش فتقول إنه «في المستقبل يمكننا أن نجعل مثل تلك الكائنات تتكاثر كجزء من الإمدادات الغذائية للبشر».
ويبدأ من يخوضون تلك الرحلة للمرة الأولى في إمتاع أنفسهم بالمنطقة العائمة الحرة، التي يسبحون فيها داخل الطائرة، وفي نهاية الرحلة يبدو الركاب من خلال شكل أفواههم وكأنهم ساروا في الصحراء لمدة يوم كامل. ويشعر الركاب أيضاً بأنهم رواد فضاء مرة أخرى، قبل السقوط على أرضية الطائرة وعودة الجاذبية مجدداً.


(«دويتشه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...