تحقيقات وتوقيفات في قضية سرقة الأعلاف في إدلب

17-07-2008

تحقيقات وتوقيفات في قضية سرقة الأعلاف في إدلب

كشفت التحقيقات الدائرة حالياً في إدلب والتي فتحت ملفاتها على خلفية سرقة كمية كبيرة من الأعلاف من مركز ناحية سنجار قضاء منطقة معرة النعمان أن لا أحد فوق القانون، إذ ان من بين الموقوفين ابن أحد المسؤولين بإدلب المتورطين في جريمة السرقة هذه.

وذكرت مصادر مطلعة أن الحارس «ع­ح­ع» وهو ابن أحد المسؤولين والذي يتربع والده على رأس هرم مهم ويشرف على قطاعات في غاية الأهمية بإدلب كان يسهل عملية سرقة الأعلاف من مركز سنجار متعاملاً مع المدعو عبد الكريم ادغيم أحد تجار الأعلاف في قرية جرجناز حيث كان يقوم بتحميل الأعلاف المسروقة من المركز بسيارته بالتعاون مع الحارس مستغلاً غفلة الإدارة عنه والفلتان الحاصل في تجارة الأعلاف في المحافظة. ‏

وأشارت المصادر بأنه تم ضبط كمية كبيرة من الأعلاف المسروقة في مستودعات التاجر ادغيم في قرية جرجناز وقد تم استعادتها وحجز سيارته إلا أنه توارى عن الأنظار منذ اللحظة الأولى لكشف أمره. ‏

وبيّنت المصادر بأن «ج­ت» رئيس مركز أعلاف سنجار و «ع­د» أمين المستودع و«ع­ح» حارس المركز قد تم توقيفهم وعرضهم على فرع الأمن الجنائي حيث تم ضبط أقوالهم وتنظيم الضبط الجنائي اللازم بحقهم وتم ايداعهم السجن المركزي في معرة النعمان لاستكمال التحقيقات وإحالة القضية إلى قاضي التحقيق في معرة النعمان للنظر فيها. ‏

وقالت مصادر مطلعة بأن التحقيقات في هذه القضية لا تزال متواصلة والسلطات القضائية والتفتيشية جادة لكشف المزيد من الخيوط المرتبطة بعملية سرقة الأعلاف وستواصل البحث عن المتوارين للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة وستوقف من يطوله التحقيق لأنه لا أحد فوق القانون. ‏

ورداً على سؤال حول الكمية المسروقة بيّن السيد سمير شحيبر مدير فرع الأعلاف بإدلب بأن إدارة الفرع تقوم بعمليات جرد مستودعات الأعلاف في سنجار وذلك بإشراف فرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش والرقابة الداخلية بالفرع وتقدر الكمية المسروقة ما بين 600­700 طن. ‏

وتجدر الإشارة إلى أن سعر كغ من العلف يباع في مراكز مؤسسة الأعلاف بـ 6 ليرات هذا إذا كان متوفراً ومقابل ذلك كان يباغ كغ من العلف في السوق السوداء بـ 20 ليرة سورية وما بين هذا وذاك يقع مربو الماشية في حيرة من أمرهم بين أن تموت الماشية أمام أعينهم أو أن يشتروا الأعلاف من السوق السوداء وعلى عينك يا تاجر، والتي هي بالأصل استجرت من المراكز الحكومية بشكل غير مشروع . ‏

ومن جهة ثانية علم أن فرع الجهاز المركزي للرقابة المالية بإدلب يقوم حالياً بإجراء تحقيقاته التفتيشية فيما يتعلق بتجارة وبيع أكثر من عشرين طن من الأعلاف في جمعية كفرومة الفلاحية بشكل مخالف، وما زال التحقيق متواصل لمعرفة ملابسات القضية للتعرف على الكيفية التي تم فيها تصريف المواد العلفية ووصولها إلى أيدي تجار السوق السوداء مستغلين في ذلك غلاء الأعلاف وحا جة مربي الأغنام إليها، كما يحقق الجهاز في بيع كميات كبيرة من الأعلاف في مركز مدينة أ ريحا من قبل أمين المستودع. ‏

وكشف المصدر أن الجهات المعنية والمختصة في إدلب حريصة كل الحرص على متابعة قضية سرقة الأعلاف للاطمئنان إلى صحة الإجراءات المتخذة والتحقيقات الجارية وضماناً للجميع حسب القانون منعاً لاستغلال أياً كان لنفوذه في الإضرار بمصالح الوطن والمواطن فالقانون مظلة وخادم للشعب ولا يقبل المساس به من قبل أي شخص كان. ‏

وما يدعو للسخرية أنه في الوقت الذي كانت صغار الأغنام ترضع الحليب المجفف عبر زجاجات الرضاعة عوضاً عن حليب الأم الذي غاب عنها بسبب قلة الأعلاف وفي الوقت الذي كانت الثروة الحيوانية تموت في منطقة سنجار عطشاً وجوعاً من قلة الأعلاف ومياه الشرب وفي الوقت الذي يتعرض فيه مربو الثروة الحيوانية في تلك المنطقة وغيرها إلى ابتزاز من تجار وسماسرة الأعلاف الذين يبيعونها في السوق السوداء بأسعار باهظة أسهمت في زيادة الأزمة ومنها قيام عدد كبير من الفلاحين باطعام الماشية خبزاً نظراً لارتفاع أسعار الأعلاف كانت مستودعات الأعلاف في ناحية سنجار تسرق على يدي حارسها الذي من المفترض أن يكون حاميها فكان حراميها. ‏

علام العبد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...