شيخ الأزهر بزي كنسي مع شارة الصليب

20-03-2007

شيخ الأزهر بزي كنسي مع شارة الصليب

أكدت مشيخة الأزهر أنها بصدد اتخاذ اجراء قضائي ضد صحيفة مصرية مستقلة لنشرها صورة للشيخ محمد سيد طنطاوي على غلافها مرتديا زيا كنسيا عليه شارة الصليب، مصحوبا بعنوان "شيخ الفاتيكان الأكبر".

وقال الشيخ عبدالله مجاور رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر إن ما نشر "خارج عن كل تقاليد العمل الصحفي، لا يقره القانون ولا ميثاق الشرف الصحفي، ولابد أن يكون هناك تحرك رادع، ليس دفاعا عن شيخ الأزهر كشخص، وإنما عن رمز اسلامي يجب أن يكون له توقيره وإحترامه".

وأضاف الشيخ مجاور: لا شك سيكون هناك رد فعل كبير، فالصحيفة جاوزت الحدود بكثير، فالصورة لا تسيئ الأدب مع شيخ الأزهر فقط بل فيها أيضا استهتار بالديانة المسيحية. وتابع: "هذه سخرية لا تتفق مع أي دين من الأديان، فهذا رمز إسلامي وشخصية دينية وليست سياسية، فكيف نكتب عنها بهذا الأسلوب الساخر غير اللائق إطلاقا".

واستطرد بأن "كاتب الموضوع "تجنى عليه شخصيا، ونقل عنه شيئا لم يقله بهذه الصورة، مستخدما عبارة تصفه بالمراوغة، قائلا "هذا تعد ضدي وافتقاد للموضوعية الصحفية، يعني أن قصد الهجوم والاساءة كان مبيتا.

وكانت صحيفة الفجر قد نشرت في عددها (93) السبت 17 -3 -2007 صورة على غلافها لشيخ الأزهر مرتديا زي بابا الفاتيكان تعلوه شارة الصليب وممسكا في يده بعصا البابا، مع عنوان يقول "لا تذهب إلى البابا الذي أهان الرسول.. شيخ الفاتيكان الأكبر" .

ونشرت الصحيفة مقالا للصحفي محمد الباز في الصفحة السابعة مع الصورة نفسها، موجها انتقادات لشيخ الأزهر لاعلان قبوله زيارة الفاتيكان وتحديد موعد هذه الزيارة.

وقال الشيخ عبدالله مجاوز إن د. محمد سيد طنطاوي علم بما نشرته الصحيفة، لكنه كان مشغولا بعدد كبير من المقابلات، فلم يخرج من الأزهر أي تعليق، ولكن لابد أن يكون هناك موقف.

وعن زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان قال إن تصريحاته بشأنها جرى تحويرها في بعض الصحف المصرية، وصحتها أن موقف الشيخ منها سيتحدد في مايو القادم سواء بالقبول أو الرفض، أي أنها تحت الدراسة، وما جري لم يزد عن محاورات ومناقشات مع الفاتيكان لصالح الأمة وليست خاصة بالزيارة.

لكن الداعية الاسلامي الشيخ يوسف البدري قال إنه أبلغ النائب العام ضد الصحيفة ورئيس تحريرها، وضد كاتب الموضوع الصحفي محمد الباز، وأنه من المنتظر استدعاؤه غدا "الثلاثاء" إلى النيابة العامة للاستماع إلى أقواله.

وأضاف: بيني وبين شيخ الأزهر خلافات كثيرة، لكن هذا شئ، واهانته كرمز اسلامي شئ آخر، ومن المستحيل قبول هذا السلوك من الصحيفة.. "لا نهين رمزا للمسلمين ولا مكانة الشيخ. لا أقبل هذه الصورة القذرة التي تم تركيبها له، ولا هذا الكلام السيئ".

وقال إن هذه القضية تندرج ضمن قضايا الحسبة، حيث قام هو بوصفه أحد علماء الأزهر بابلاغ النائب العام وبدوره سيستدعيه لسؤاله، ثم يحولها للتحقيق.

من جهته قال الصحفي محمد الباز إن ما كتبه في جريدة "الفجر" كان تعليقا على اعلان الفاتيكان تحديد موعد زيارة شيخ الأزهر، وأن الفكرة الأساسية للموضوع هي نوع من الردع الصحفي نبين من خلاله أن المسألة خطيرة فعلا، وأنه لا يجوز أن يذهب شيخ الأزهر للفاتيكان الذي لم يهن الاسلام والرسول فقط بل أهان أمة كاملة في إطار الصراع بين الحضارات.

واستطرد الباز: أردنا التحذير من كارثة قادمة لعله يتراجع عن الزيارة، لكنهم بدلا من التراجع قاموا برفع دعوى قضائية ضدنا بواسطة الشيخ يوسف البدري، بينما التزم الأزهر الصمت كسائر المؤسسات الرسمية التي تتعامل مع الانتقادات الموجهة لها بأذن من طين وأخرى من عجين، وكأن شيئا لم يكن.

وتابع: سمعنا اليوم أن هناك تقارير صدرت من وزارة الخارجية تنصح شيخ الأزهر بضرورة تأجيل زيارته للفاتيكان وليس الغاءها لأنها ستكون مستفزة للشارع العربي والاسلامي.

وقال الباز إن الموضوع لا يستهدف د.طنطاوي بشخصه، والالتحام أو الاشتباك معه كان بوصفه شيخا للأزهر ورمزا للاسلام السني في العالم ، حيث أشرت إلى أنه يستقبل كرؤساء الدول خلال جولاته الخارجية.

وأشار إلى أنه قد تكون هناك قسوة في بعض العبارات، لكنه يأتي في سياق أسلوب جديد نسميه "الردع الصحفي" بحيث نحذر من حدوث كارثة قبل وقوعها لعله يحصل تراجع عنها.

ووصف الغضب من الصورة المركبة لشيخ الأزهر بأنه يعبر عن تفكير طائفي من المنزعجين، قائلا "هدفنا من الصورة أن نشبهه ببابا الفاتيكان عندما يتوافق معه في وجهة نظر معينة، وهو تقريب للمعنى وليس المقصود أن شيخ الأزهر أصبح بابا للفاتيكان أو شيخا له، لكن التفكير الطائفي اختصر كل هذا في الزي والصليب.

اسماعيل فراج

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...