فضائية للموتى في ألمانيا

22-09-2007

فضائية للموتى في ألمانيا

وسط طوفان القنوات الفضائية الأوروبية التي يصعب حصرها تستعد فضائية ألمانية جديدة للانطلاق قريبا.
 حتى هنا يبدو الأمر عاديا، لكن غير العادي في الأمر أن المولود الألماني الجديد متخصص فقط في الوفيات والجنازاار القناة الجديدةت، بدءا من ترتييبات الدفن حتى المقبرة مرورا بجميع التفاصيل الخاصة بالجنازة.
 قناة الموتى ليست الأولى على مستوى ألمانيا وحدها ولكنها الأولى على مستوى العالم أيضا، وأطلق عليها أسم "أيتوس تي في" وتبث على الكابل الألماني وعلى القمر الاصطناعي "أسترا" ويعمل بها 10 أفراد.
 أما شعار القناه فهو الرقم 50 الذي يعني أنها تستهدف الوصول إلى المشاهدين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما أو أكثر. 
 وتركز القناة الجديدة على التوجه لمخاطبة العجائز والمرضى الذين تعتقد أنهم مشرفون على الموت، وهما شريحتان غابتا في الماضي من حسابات المخططين الإعلاميين في ألمانيا.
 وأعدت القناة خريطة برامجية تشمل تقديم معلومات عامة حول دور المسنين وشرح الفروق بين مستويات الرعاية الصحية الثلاثة المتوافرة للعجائز الذين يقدر عددهم في ألمانيا حاليا بمليوني شخص.
 وتصل فترة بثها الرئيسية إلى ست ساعات يوميا يعاد بثها ثلاث مرات بحيث يصبح البث اليومي على مدار الساعة.
 ترغب قناة "أيتوس تي في" في تبديد الغموض المحيط بالوفاة والترتيبات الخاصة بالجنائز لدى المواطنين الألمان الذين تعتبر أكثريتهم الموت محظورا مجتمعيا غير مرغوب في الحديث حوله.
واستبقت القناة موعد بثها بالإعلان عن إنتاج مجموعة من البرامج حول فلسفة الموت والطقوس المصاحبة له في الثقافة الألمانية والثقافات والحضارات المختلفة.
 كما أعدت سلسلة من الأفلام التسجيلية عن أشهر وأجمل المقابر في ألمانيا والدورات الإرشادية التي تنظم فيها بين وقت وآخر.
 وستتطرق القناة في تقاريرها لقواعد دفن الموتي في ألمانيا، والشروط المطلوب توافرها في التوابيت التي يلزم القانون الألماني بدفن الموتى فيها، والفارق بين التوابيت الخشبية والتوابيت المغطاة بالزنك.
 وستتناول أيضا ظاهرة تفضيل قطاع كبير من المواطنين الألمان حرق جثثهم بعد الوفاة، وتتعرض للقوانين المتعين أخذها بعين الأعتبار لمنع تلوث الهواء عند نثر الرماد المتبقي من الجثث المحترقة في الهواء. 
 وتولي القناة الجديدة أهمية كبيرة لخدمة النقل المباشر أو المسجل للجنازات وإذاعة إعلانات الوفاة برسوم مادية.
 وحددت مبلغ 2000 يورو تسعيرة لإعلان وفاة عادي يتضمن عرضا لـ10 صور للمتوفى في مختلف مراحل حياته. وسردا لقصة قصيرة حول سيرته على خلفية موسيقية حزينة، وتبلغ مدة هذا الإعلان دقيقة واحدة ويبث ويعرض 10 مرات يوميا في القناة وعلى موقعها الإلكتروني.  
 وتتطلع القناة في تمويلها أيضا إلى الإعلانات عن دور المسنين والمقاعد المتحركة لصعود العجائز للدرج في المنازل والمباني وشركات التأمين المتخصصة في ترتيب إجراءات الدفن والجنازات وإعداد المقابر.
 وقال رئيس القناة فولف شنايدر إن 860 ألف شخص يموتون في ألمانيا سنويا منهم 485 ألف شخص تنشر أو تذاع لهم إعلانات وفاة. 
 وأوضح أن حصول قناته على 5000 إعلان وفاة سنويا يكفل لها تمويلا مريحا. وأشار إلى وجود اهتمام بالإعلان في القناة الجديدة من أشخاص وجمعيات في الولايات المتحدة وكوريا واليابان.
 وذكر المدير أن القناة تلقت طلبات من أشخاص ألمان عبروا عن رغبتهم في مشاهدة إعلان وفاتهم بالقناة وهم على قيد الحياة.
 وقال إن الأفلام التسجيلية التي ستعرض في القناة حول أشهر المقابر في ألمانيا ستقدم أيضا تعريفا بالمقابر الإسلامية واليهودية وبرؤية أتباع هاتين الديانتين للموت وطقوس الدفن والجنائز عندهم. 

خالد شمت

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...