كندا وشركات الطيران في الخليج: خلاف تجاري ينذر بعواقب سياسية

18-10-2010

كندا وشركات الطيران في الخليج: خلاف تجاري ينذر بعواقب سياسية

تواجه كندا خلافا تجاريا مع شركات طيران خليجية قد يدفعها إلى التخلي عن قاعدة سرية في دولة الإمارات ضرورية جدا لقواتها في أفغانستان.
وبرزت القضية إلى الواجهة خلال الأسبوع الماضي بعدما رفضت كندا السماح لشركتي طيران «الإمارات» و«الاتحاد» بزيادة عدد الرحلات إلى كندا والمحددة حاليا بست رحلات في الأسبوع.
وردّت الإمارات على هذا الإجراء برفض تجديد عقد استئجار قاعدة «كامب ميراج» التي تستخدم لدعم القوات الأميركية وعملياتها في أفغانستان. كما رفضت السماح لطائرة وزير الدفاع الكندي بيتر مكاي دخول المجال الجوي الإماراتي.
ورأى المحلل السياسي من «المعهد العسكري الملكي في كندا» هوشانغ حسن ياري أن رد فعل البلدين كان «عنيفا جدا» في هذا الخلاف التجاري الذي سرعان ما تحول إلى خلاف سياسي.
واعتبر ياري أنّ «هذا الأمر ناجم عن تباين ثقافي»، موضحاً انه «في كندا يسود الاعتقاد بأنه من الممكن أن يكون هناك خلاف تجاري من دون أن يؤثر ذلك على سير القضايا الأخرى. أما بالنسبة للإماراتيين فإما أن نكون أصدقاء أو لسنا أصدقاء كما هو الحال في دول العالم الثالث كافة»، لكنه شدد على أنه «كان يفترض على كندا التفاوض».
من جهته، قال خبير الاقتصاد جاك روي، المختص في مجال النقل الجوي في «كلية الدراسات التجارية العليا» في مونتريال، «لم أر خلال عشرين عاما مثل هذا الخلاف بشأن حقوق الهبوط في المطارات التي غالبا ما تكون موضوع مفاوضات سرية بين المسؤولين». ورأى روي أن موقف كندا يشكل رد فعل حمائياً حيال زيادة شركات الطيران العربية لعدد رحلاتها بفضل الدعم المالي الذي تقدمه الدولة لها.
أما رئيس مجلس إدارة شركة «إير فرانس- كاي ال ام» بيار هنري غورجون فانتقد «التهديد» الآتي من الخليج، مشيرا إلى أن شركة طيران الإمارات أوصت بشراء 90 طائرة من طراز «ايه-380» في مقابل 45 لشركات «اير فرانس-كاي ال ام» و«بريتيش ايرويز» و«لوفتهانزا» مجتمعة. وأضاف «علينا أن نتصدى لهذه الظاهرة لان دعم الحكومة لهذه الشركات يسمح لها بتخفيض أسعار البطاقات الأمر الذي لا يمكننا القيام به».
وكان رئيس مجلس إدارة شركة طيران «اير كندا» كالان روفينسكو اتهم دولة الإمارات في الربيع الماضي بالسعي إلى «اغراق» الاجواء الكندية ببطاقات مخفضة واستقطاب المسافرين الذين لا يتوجهون إلى الخليج فحسب بل إلى وجهات اخرى.
ووسط هذا التوتر الشديد، تعتمد حكومة اوتاوا، التي كان عليها أيضا تسوية خلاف آخر مع دبي بشأن تعليق خدمات هاتف «بلاكبيري»، حذرا دبلوماسيا كبيرا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكندية كاترين لوبييه إن «الاتفاق المطبق (أي تسيير ست رحلات في الأسبوع لشركات الطيران العربية) يسمح حاليا بتلبية حاجات المسافرين الذين يتوجهون من أو الى كندا ودولة الإمارات العربية المتحدة».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...