ماذا يعني تسمية تمام سلام رئيسا للحكومة اللبنانية

05-04-2013

ماذا يعني تسمية تمام سلام رئيسا للحكومة اللبنانية

صحيح أن فريق الرابع عشر من آذار يعتبر نفسه منتصراً بتسمية النائب تمام سلام رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، على إعتبار أن سلام هو أحد حلفاء تيار "المستقبل"، وصحيح أيضاً أن النائب البيروتي إنضم الى إجتماع بيت الوسط بعد عودته من السعودية على إعتبار أنه من أهل البيت، غير أن هذه التسمية لم يفسّرها أخصام الفريق الآذاري وكأنها هزيمة كاملة له بل رأى فيها الكثير من الإيجابيات.
أبرز هذه الإيجابيات بحسب مصادر هذا الفريق تكمن في أن الإختيار الذي وقع على سلام جنّب البلد أزمة حادة كانت قد فجرت الوضع الداخلي فيما لو ذهبت قوى 14 آذار الى مرشحها الأول ألا وهو اللواء المتقاعد أشرف ريفي. وتتابع المصادر: "هذا خير دليل أنّ هذا الفريق لا يستطيع أن يحكم لوحده ولم يكن قادراً على فرض رأيه على أحد وبالتالي لا يمكن أن يتحدث عن إنتصار حققه".
إيجابية أخرى تراها قوى الثامن من آذار والتيار الوطني الحر في تسمية سلام وهي أنها منعت وصول الوزير السابق خالد قباني كما الوزير السابق محمد شطح أو حتى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الى السراي الحكومي، لأن هؤلاء جميعهم من الشخصيات الإستفزازية المنتمية الى تيار "المستقبل" الأمر المرفوض بشكل مطلق من قبل "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". أضف الى ذلك أن تسمية سلام قطعت الطريق أمام إعادة تسمية نجيب ميقاتي الذي عانت معه قوى الثامن من آذار و"التيار الوطني الحر" الأمرّين على الطاولة الحكومية خصوصاً أن صديقه النائب وليد جنبلاط كان على وشك تسميته لولا التمنيات السعودية التي سمعها هناك.
أما الإيجابية الأبرز التي رأتها هذه القوى بتسمية تمام سلام رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، فتفسرها المصادر عينها على الشكل التالي: بما أن سلام أعلن عدم ترشحه للإنتخابات النيابية، وبما أن حكومته المنوي تشكيلها محددة المهمة وقصيرة العمر، هذا فيما لو تخطى عقبة التأليف غير السهلة، فهذا يعني أن الأولوية في هذه المرحلة أصبحت لإجراء الإنتخابات لا للتمديد لأي كان من المسؤولين أكانوا في مجلس النواب أم في رئاسة الجمهورية أو حتى في قيادة الأجهزة الأمنية، وهذا ما يريده "التيار الوطني الحر" الذي نقل عن رئيسه العماد ميشال عون قوله منذ أيام "أفضل قانون الستين على التمديد".
إذاً من المؤكد أن الخاسر الأول من تسمية تمام سلام لم يكن أبداً "التيار الوطني الحر" ولا حتى "حزب الله"، وبالتأكيد أيضاً أن تيار "المستقبل" لم يحقق فوزاً ساحقاً على خصومه، غير أن الهزيمة الكبرى لم تلحق إلا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي لم يلغ ولو للحظة واحدة إحتمال عودته الى السراي منذ أن استقال وقلب الطاولة رأساً على عقب، فإستقالته ولّدت نفوراً لدى جماهير "التيار الوطني الحر" وكذلك في شارع "حزب الله" وحركة "أمل"، كل ذلك من دون أن تعطيه دعماً سعودياً أو تسمية من جديد رئيساً مكلفاً من قبل كتلة "المستقبل" أو من النائب وليد وجنبلاط.

النشرة اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...