نخيل الزيت يهدد بانقراض انسان الغاب في آسيا

03-06-2007

نخيل الزيت يهدد بانقراض انسان الغاب في آسيا

قيدت أذرع واقدام انسان الغاب فيما ينتظر مصيره في صمت بينما تجمع حشد صغير من المزارعين لمراقبة ما سيحل بالحيوانات التي أسرت وهي تشن غارة على أشجار نخيل الزيت.

وتسابق ماليزيا واندونيسيا اخر موطنين متبقيين لهذه الحيوانات الزمن لتحويل الغابات لمزارع نخيل الزيت المربحة لتضل الاف الحيوانات طريقها معترضة طريق هذه التجارة العالمية.

وتقول الامم المتحدة ان انسان الغاب يمكن ان ينقرض في البرية في غضون عشر سنوات ولكن المزارعين يصفون هذه الحيوانات بالافات لتسللها من مواطنها الاصلي في الغابات التي تتناقص مساحتها الى مزارعهم لتأكل براعم أشجار نخيل الزيت.

ويناضل مركز نيارو منتنج بورنيو لانقاذ انسان الغاب في كاليمانتان الوسطى لتفادي تحقق هذه التوقعات المقبضة وينقذ المركز الحيوانات التي تأسر ويعيدها للبرية وتصل تكلفة انقاذ الحيوان الواحد الى ثلاثة الاف دولار.

وتقول لوني دروشر نيلسن مؤسسة المركز وهي هولندية المولد "سيقتلون الحيوانات اذا لم نذهب لاخذها ... قتل انسان الغاب ارخص من إقامة سور او شراك."

ورغم ان الحاق الاذي بانسان الغاب عمل غير مشروع فقد جمع مركزها صورا مفزعة تبين مصير الحيوانات التي تتسلل الى المزارع فالبعض قطعت يديه او ذبح والبعض الاخر اصيب بالرصاص في راسه.

ومع اسر العشرات هذا العام امتلات الاقفاص وأصبح ايجاد أرض امنة لاطلاق سراحها يمثل تحديا مستمرا للمركز.

وتضيف "لايقتصر الامر على انسان الغاب ..الدببة والقردة ..الجميع يفقد موطنه."

ومضت قائلة "اذا كان انسان الغاب فقط .. سيكتفي الناس بقولهم.. حسنا انه الفصيل الوحيد الذي سينقرض..

"ولكنه ليس فصيلا واحدا يوجد ملايين الحيوانات في تلك الغابات وستنقرض جميعا اذا استمرت الحال على هذا النحو."

وتنتج اندونيسيا وماليزيا 83 في المئة من الانتاج العالمي من زيت النخيل ويستخرج الزيت من الازهار الطازجة وقد ارتفع سعر الزيت الخام ولونه بني ضارب في الحمرة بنسبة 17 في المئة منذ بداية هذا العام وكان قد ارتفع 40 في المئة في العام الماضي.

وزيت النخيل ثاني أكثر الزيوت النباتية انتشارا في العالم بعد زيت فول الصويا ويستخدم في صناعة الكعك ومعجون الاسنان والبوظة (ايس كريم) والخبز.

وتزايد الطلب على الوقود الحيوي المصنع من زيت النخيل رغم إعتراض منتقدين على هذا البديل "الأخضر" للنفط الخام باهظ الثمن نظرا لتسببه في تدمير الغابات لافساح الطريق لزارعة اشجار نخيل الزيت.

وتقول جماعة اصدقاء الارض للحفاظ على البيئة ان أربعة ملايين فدان من مساحة الاراضي التي زرعت عليها ماليزيا واندونيسيا أشخار نخيل الزيت في عام 2004 وبلغت اجمالا 6.5 مليون فدان كانت غابات في السابق.

وإزالة الغابات مسألة حياة أو موت لانسان الغاب.

ويقول سويجانتو (43 عاما) المسؤول بوزارة الغابات وهو يشير لصفوف متتالية من اشخار نخيل الزيت في كاليمانتان الوسطى اخر معقل لانسان الغاب "يمكن ان تروا مدى حرج الوضع."

وتابع "تعرف الشركة ان انسان الغاب يتمتع بالحماية وحين تحصل على تصريح بازالة 60 ألف فدان تزيل 60 ألف فدان سواء وجد فيها انسان الغاب أم لا. لا يهمهم الا الربح."

وترحل الحيوانات التي يتم اسرها الى مركز انقاذ حيوانات انسان الغاب حيث تطلق الحيوانات السليمة في عمق الغابات بينما تنضم الحيوانات المصابة أو الصغيرة لنحو 600 حيوان اخر في مركز لاعادة تأهيل.

وترعي 40 امراة من سكان المنطقة 18 حيوانا يتيما ويقدمن لها الالبان والادوية ويراقبونها وهي تتسلق الاشجار وتبني عششا.

وتقول سوكاواتي "لايزال البعض يعتقد انها مهنة غريبة ولكن البعص الاخر يراها امرا عاديا الان."

وتضيف "انها ذكية ومسلية.. تضحكني.."

وفي نهاية المطاف تطلق الحيوانات في الغابة.

وفي وقت سابق عاش انسان الغاب في جميع ارجاء جنوب شرق اسيا. والان لم يتبق سوى 7300 في جزيرة سومطرة و50 ألفا في جزيرة بورنيو.

ويختفي خمسة الاف حيوان كل عام.

وعلى مدار عقود من الزمن فقد انسان الانسان موطنه نتيجة عمليات قطع الاشجار غير القانونية وحرائق الغابات المهلكة في كل عام فضلا عن عمليات الصيد غير القانونية مقابل مئات الدولارات التي أدت أيضا لتراجع اعدادها.

ويقول خبراء ان التهديد الاخير هو الاخطر.

وصرح بهايو بامونجكاس من الصندوق العالمي لصون الطبيعة "يمكن لانسان الغاب تحمل مدى معين لعمليات قطع الاشجار لان معظم الحطابين لا يقطعون الاشجار التي يقتات عليها انسان الغاب."

وتابع "ولكن ليس امامهم فرصة مع زيت النخيل .. لا مفر اذا ازالوا الغابات بالكامل."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...