خطر العولمة على الحرف التقليدية

27-11-2006

خطر العولمة على الحرف التقليدية

استضافت الرياض من 7 إلى 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري المؤتمر الدولي الأول للسياحة والحرف التقليدية الذي نظمته الهيئة السعودية العليا للسياحة، بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في استانبول (ارسيكا) تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وشارك في المؤتمر باحثون من 50 دولة، وشهد جانباً من فعالياته الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وحضرها ممثلو منظمات دولية ومراكز ومؤسسات متخصصة عدة.

وأقيم على هامش المؤتمر معرض لـ»روائع القطع والمنتجات الحرفية من العالم الإسلامي»، وآخر عن الكتب والمطبوعات والصور التي صدرت في هذا الميدان. كما أقيمت سوق للحرف والصناعات التقليدية وعروض حية للحرفيين. وركزت أوراق العمل التي ناقشها المؤتمر على «خطر العولمة على الحرف التقليدية»، ولاحظ المشاركون أن «العولمة نجحت في تفكيك غالبية التعاونيات الحرفية، وضربت ركائز نظام التعاون التقليدي القديم في العمل والتنظيم والتعاون البشري، وصاغت أيديولوجيا ثقافية جديدة متفلتة من القيم التقليدية، مشيرين إلى أن هاجس العولمة «هو فقط نشر التكنولوجيا وتضخيم الاستهلاك السلعي».

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تأسيس مجلس للحرف اليدوية في العالم الإسلامي، على غرار المجلس الدولي للحرف اليدوية، على أن يجتمع سنوياً للتداول في قضايا تطوير هذا القطاع. ودعوا من خلال «بيان الرياض الدولي» إلى تنظيم هذا المؤتمر مرة كل عامين على الأقل. وعرض البيان للتوجهات المستقبلية الواجب إقرارها، كمسار لخطوات عاجلة، ينبغي اتخاذها لمزيد من التوعية بأهمية توظيف قطاع الحرف اليدوية ضمن القطاع السياحي.

وأكد البيان على أهمية تكثيف الجهود لإثارة الانتباه المحلي والإقليمي والدولي لحيوية قطاع الحرف اليدوية، وبالتالي العمل على إحيائه وتوفير وسائل الدعم اللازم له، والعناية بالحرفيين، وتقدير دورهم ومكانتهم في المجتمع، باعتبارهم عنصراً أساسياً في بقاء التراث الإسلامي.

كما أكد ضرورة توفير فرص التدريب والتكوين العام للحرفيين في الدول المختلفة، لرفع مستوى مؤهلاتهم بما يمكنهم من التعامل مع تحديات المنافسة التي تصبغ العصر الحديث، والدعوة إلى إنشاء مدارس وكليات تضم بالإضافة إلى الحرفي، المهندس المعماري والمصّمم التقليدي، وخبير التسويق، بما يؤدي إلى التشاور المستمر وتبادل الخبرات والتجارب، ومتابعة التكنولوجيا والمواد الحديثة.

وأكدت توصيات المؤتمر على أهمية دعم واهتمام وعناية حكومات دول العالم الإسلامي بالحرفيين والحرفيات، وتشجيع المجتمع المدني على المساهمة في إحياء التراث الحرفي ضمن النشاط السياحي، وذلك من خلال تفعيل هذا الدور لدعم هذه القضايا وتوفير فرص التدريب، وتنمية المهارات، والتمويل، والتسويق، وحماية الإبداعات الحرفية، وتوفير المواد الخام، والاشتراك في المعارض والندوات وتوفير قنوات الاتصال بخصوص التسويق وغيرها.

ودعا المشاركون في المؤتمر خلال الحفلة الختامية التي أقيمت في قاعة المحاضرات في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض، إلى تنشيط حركة الحرف اليدوية والعمارة الإسلامية من خلال تنظيم المزيد من اللقاءات العلمية والبحثية والتدريبية، لتوفير الفرصة لتأمين التواصل والتبادل بين حرفيي الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمهندسين المعماريين والمصممين.

وطالبوا الجهات المعنية في كل من الدول الأعضاء، بتوظيف الأعمال الفنية التراثية في المشاريع المهمة، وأكدوا أهمية إنشاء القرى الحرفية التي يمكن ربطها بالقطاع السياحي.

وشددت التوصيات على ضرورة البحث عن فرص لتوفير المواد الخام محلياً، وإنشاء جمعيات محلية تهتم بتوريد الخامات وتصدير المنتج وتحسين التكوين لدعم الأسر المنتجة، ودعت إلى توعية المستهلك بالمميزات الخاصة بهذا القطاع، وتبادل الخبرات، خصوصاً في مجال علامة الجودة المختومة، التي تلصق على ظهر المنتج وتحمل بيانات حول الجودة والدقة والمقاسات والنموذج وتاريخ الصنعة.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...