«لا لا لاند» سابقة في تاريخ الـ«غولدن غلوب»

10-01-2017

«لا لا لاند» سابقة في تاريخ الـ«غولدن غلوب»

كل شيء في الدورة الـ 74 من احتفال توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب» لم يكن عادياً. أوّل من أمس، احتشد المشاهير من مختلف المجالات في فندق The Beverly Hilton في بيفرلي هيلز في كاليفورنيا لحضور الحدث الفني الذي تنظمه «رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية» منذ عام 1943. البداية كانت مع عرض غنائي مصوّر لمقدّم الاحتفال الكوميدي جيمي فالون بمشاركة عدد كبير من النجوم، لتحفل السهرة لاحقاً بالمفاجآت، من دون أن تخلو طبعاً من المواقف السياسية.

نجاح الفيلم الاستعراضي «لا لا لاند» (أرض الأحلام) فاق كلّ التوقعات، مسجلاً سابقة في تاريخ الـ«غولدن غلوب» باستحواذه على سبع جوائز. حصل الشريط على جائزة «أفضل فيلم» في فئة الفيلم الموسيقي أو الكوميدي، فيما نال مخرجه داميان تشازل (1985) جائزتي «أفضل إخراج» و«أفضل سيناريو أصلي». أما البطلان إيما ستون ورايان غوزلينغ، فحصدا جائزتي «أفضل ممثلة» و«أفضل ممثل» في فيلم كوميدي أو موسيقي. مؤلف موسيقى الفيلم جاستين هواتز حصل على جائزة «أفضل موسيقى تصويرية»، قبل أن تُمنح جائزة «أفضل أغنية» لبينجي باسيك وجاستين بول عن «مدينة النجوم». والجدير بالذكر أنّه لم يسبق أن فاز فيلم بهذا القدر من الجوائز في الـ«غولدن غلوب»، إذ كان أكبر إنجاز سابق من نصيب فيلمي «أحدهم طار فوق عش الوقواق» (1975 ــ إخراج ميلوش فورمان) و«قطار منتصف الليل» (1978 ــ إخراج ألان باركر)، بعد حصول كل منهما على ست جوائز. تدور قصة الفيلم حول «ميا» الممثلة الطموحة التي تُقدم مشروب اللاتيه لنجوم الأفلام ما بين تجارب الأداء، و«سيباستيان» الموسيقي المتخصص في الجاز الذي شق طريقه بصعوبة عبر عزف المنوّعات خلال الحفلات في الحانات الرخيصة. لكن مع تصاعد نجاحاتهما، يبدآن في مواجهة القرارات التي تُفكِّك علاقة حبّهما الهشّة، بينما الأحلام التي سعيا إلى تحقيقها حفاظاً على بعضهما البعض أمست تهدد علاقتهما بالفشل.
وفي فئة الأفلام الدرامية، نال moonlight (إخراج باري جينكنز) جائزة «أفضل فيلم درامي». يعرض العمل قصة شاب مثلي أسود ينشأ في أحد الأحياء الفقيرة في ميامي. كما توّج الممثل كيسي أفليك بجائزة «أفضل ممثل» عن دوره في فيلمmanchester by the sea (إخراج كينيث لونرغران)، فيما مُنحت الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير جائزة «أفضل ممثلة في فيلم درامي» عن دورها في Elle للمخرج بول فَرهوفن، الذي نال أيضاً جائزة «أفضل فيلم أجنبي».
جائزة «أفضل ممثل سينمائي مساعد» ذهبت لآرون تايلور ــ جونسون عن فيلم Nocturnal Animals لتوم فورد، فيما كانت جائزة «أفضل ممثلة مساعدة» من نصيب فيولا ديفز عن فيلم Fences لدينزل واشنطن.
على صعيد الأعمال التلفزيونية، حصل المسلسل الضخمThe Crown (كتابة بيتر مورغان، وإخرج ستيفن دالدري) على جائزة «أفضل مسلسل درامي»، في الوقت الذي مُنحت فيه الممثلة البريطانية كلير فوي التي جسدت فيه دور الملكة إليزابيث الثانية جائزة «أفضل ممثلة في مسلسل درامي». وكانت جائزة «أفضل ممثل في مسلسل تلفزيوني قصير» من نصيب الممثل توم هيدلستون عن دوره في مسلسل The Night Manager (إنتاج bbc). في الفئة نفسها، خطفت سارة بولسون جائزة «أفضل ممثلة» عن أدائها دور المحققة «مارسيا كلارك» في قضية «أو جاي سيمبسون» الشهيرة في عام 1995 في مسلسلThe People v. O. J. Simpson: American Crime Story.
على ضفة أفلام الأنيمايشن، صُنّف «زوتوبيا» للمخرجين بايرون هوارد وريج مور كـ«أفضل فيلم رسوم متحركة».
يمكن القول إنّ أقوى لحظات السهرة تجسّدت في الخطاب الذي ألقته الممثلة الأميركية القديرة ميريل ستريب (1949) إثر تسلّمها جائزة «سيسل بي دي ميل» عن مجمل إنجازاتها الفنية، وانتقدت فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
حظي كلامها بانتشار وترحيب واسعَيْن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه كثيرون بالـ«ملهم». خلال حديثها، شجّعت ستريب على حماية حرية الصحافة في الولايات المتحدة، مؤكدة أنّ أكثر اللحظات التي أثارت غضبها خلال السنة الماضية تمثّلت في مشاهدة ترامب يسخر من مراسل من ذوي الاحتياجات الخاصة: «انفطر قلبي. لا أستطيع إزالة هذا المشهد من ذاكرتي لأنّه لم يكن من فيلم ما، بل كان حقيقة». وشددت بطلة فيلمFlorence Foster Jenkins التي كانت تعاني من مشكلة في الحبال الصوتية على أنّ «عدم الاحترام يجلب عدم الاحترام، والعنف يحرّض على العنف. عندما يستخدم أصحاب النفوذ قوتهم للضغط على الآخرين، نخسر جميعاً»، لافتة إلى أنّ كراهية الأجانب التي اتسمت بها حملة ترامب الانتخابية «تتناقض مع تنوّع خلفيات نجوم هوليوود التي تعج بالغرباء والأجانب. إذا أخرجناهم جميعاً من البلاد، فلن يكون لديك ما تشاهده سوى كرة القدم والفنون القتالية المختلطة». وكانت ستريب قد استهلت حديثها بذكر أماكن ولادة العديد من مشاهير هوليوود، بدءاً من نفسها، مروراً بآيمي آدامز (إيطاليا)، وروث نيغا (إثيوبيا) لإظهار أن نخبة نجوم هوليوود ينحدرون من «أماكن متواضعة».
في المقابل، ردّ ترامب على بطلة فيلم The Devil Wears Prada عبر حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، متهماً إيّاها بـ«الانحياز»، مؤكداً أنّه لم يفاجأ بتوجيه انتقادات له من جانب «الليبراليين من عالم السينما»، معتبراً أنّ ستريب من «أنصار المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون».
في سياق الموضة، اكتسح المصممون اللبنانيون السجادة الحمراء كالعادة، منهم إيلي صعب (جيسكيا بيل) وريم عكرا (مادونا وإميلي راتاجكوسكي وريستن ويغ) وزهير مراد (ليلي كولينز وأوليفيا كلبو وإلسا باتكي وصوفيا فيرغارا) وجورج شقرا (تريسي إليسو وفيليستي هافمان)...
وتشكّل هذه الجوائز التي تمنحها «رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية» مؤشراً إلى نتائج احتفال توزيع جوائز الأوسكار التي ستُعلن في 26 شباط (فبراير) المقبل. يذكر أنّ الرابطة أطلقت هذه الجوائز في عام 1943، علماً بأنّها كانت تقتصر على الأفلام السينمائية، لكنها وسعت لتضم الأعمال التلفزيونية منذ عام 1956.

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...