«درع الشمال» لتحصين نتنياهو من مخاوفه!

11-12-2018

«درع الشمال» لتحصين نتنياهو من مخاوفه!

مشهد جديد من مشاهد العجز العسكري لدى حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي يلاحظ عبر ما سمي عملية «درع الشمال»، ويقوم بتمثيله رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بشكل هزلي مثير للاستهزاء، مشهد عاد ليؤكد معادلة الردع والرعب الذي برع حزب الله اللبناني المقاوم في إقامتها تجاه العدو، كما برع في وضع قواعد اشتباك جديدة وتشكيل قوة استراتيجية باتت خطراً حقيقياً على الكيان المحتل.

عملية «درع الشمال» التي بدأت مع مزاعم كيان الاحتلال عن «اكتشاف أنفاق لحزب الله» على الحدود الجنوبية اللبنانية – شمال فلسطين المحتلة، تتواصل فصولها مع هلوسات جديدة لنتنياهو «بأن جيشه يواصل العمل مع الأجهزة الأمنية بصورة ممنهجة، للقضاء على سلاح الأنفاق التي يحفرها حزب الله اللبناني»، هي بالحقيقة عملية استعراضية يرمي عبرها نتنياهو لإظهار نفسه «كرجل ضامن لأمن واستقرار كيانه»، بحيث يبعد عنه الضوء حول قضايا فساد تلاحقه، يدلل على ذلك ردود الفعل الساخرة والمنتقدة في الداخل الإسرائيلي التي رأت في العملية حرفاً للأنظار عن الأزمات السياسية والأمنية وقضايا الفساد التي يمر بها الكيان الصهيوني، وعن مآزق نتنياهو المتراكمة، فضلاً عن أنها موجهة للداخل الإسرائيلي عشية انتخابات تلوح في الأفق، وهو ما يمكن أن نستشفه فيما اعتبرته زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني أن تضخيم قضية «اكتشاف الأنفاق» من قبل نتنياهو وتحويلها لدراما كبيرة بهدف تحقيق مآرب سياسية.

على المقلب الآخر، يهدف كيان العدو «لشيطنة» حزب الله كعادته أملاً في التأثير على وضعه الداخلي و«انتزاع» الحاضنة الشعبية من حوله، وما يلقاه من تأييد والتفاف حوله من قبل معظم الأوساط السياسية اللبنانية، بحيث يراد إظهاره «كقوة مزعزعة لأمن واستقرار الداخل اللبناني» بما يشكل عاملاً يؤخر من تشكيل الحكومة اللبنانية –بناء على حسابات العدو الخاطئة في التقديرات، ليأتي الرد على الأوهام الإسرائيلية من قبل الجيش اللبناني باستقدامه تعزيزات عسكرية ودبابات إلى المنطقة المحاذية للخط الأزرق الفاصل مع فلسطين المحتلة في بلدة ميس الجبل الجنوبية وتموضع قبالة الحدود مع فلسطين المحتلة، إلى جانب بيان أصدره مسبقاً بأن قواته على جهوزية تامة لمواجهة أي طارئ، في رسالة واضحة بأن الجيش مع الحزب على النسق ذاته، ومعادلة «الشعب والجيش والمقاومة» راسخة ومتجذرة.فشل توظيف العملية الإسرائيلية سياسياً وإعلامياً وداخلياً وحتى دولياً إلى الآن، يرى فيها مراقبون أن «درع الشمال» جعجعة إسرائيلية جديدة ومجرد دعاية سياسية فقط وليست لاستحضار حرب مع حزب الله ستكون نتائجها باهظة التكاليف على الكيان الذي هُزم سابقاً ولاحقاً لن ينتظره إلا الفشل والهزيمة، مع تذكير نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم أن كل مكان في «إسرائيل» سيكون في مرمى صواريخ الحزب.ولأن «إسرائيل» لا تجرؤ على مواجهة الحزب ولابد من تغطية قصورها في هذا الشأن على حد وصف أحد المحللين العسكريين الإسرائيليين، نجد أن عملية «درع الشمال» هي درع لتحصين نتنياهو المأزوم داخل كيانه الغاصب.

 


تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...