معادلة توازنات حزب الله من وجهة نظرغربية

10-07-2006

معادلة توازنات حزب الله من وجهة نظرغربية

الجمل :يعمل حزب الله على موازنة نوعين في الأجندة الأكثر تضارباً: الأول يتمثل في العمل كمعبر ومناصر للحركة العربية المعاصرة، والحركة الإسلامية المعاصرة.
وذلك استناداً على مبدأ مقاومته لإسرائيل. أما الثاني فيتمثل في التزاماته كحركة و لاعب سياسي في الأوضاع اللبنانية القائمة. كذلك فحزب الله ليس حركة متصلبة، بل هو تنظيم يطرح الكثير من وجهات النظر الشاملة. وفي هذا الصدد تعمل قيادته بشكل دائم على موازنة وجهات النظر المتعددة، وذلك على النحو الذي حافظ على تماسك وحدة الحزب.
صواريخ حزب الله طويلة المدى تعمل كجزء من الاستراتيجية الإيرانية لردع أي ضربات تقوم بها إسرائيل والولايات المتحدة، ضد إيران. هذا وفي الحقيقة وعلى الرغم من أن حزب الله قد يفقد تأييد (بعض الفئات اللبنانية) في حالة قيامه بالتدخل عسكرياً نيابة عن إيران، على النحو الذي يورط لبنان في مواجهة عسكرية إسرائيلية، خاصة وأن إسرائيل بكل تأكيد تفكر الآن في القيام بعملية غزو سريعة للبنان وتوجيه ضربة استباقية لقدرات حزب الله العسكرية بشكل يؤدي من ناحية أخرى إلى تخفيض قدرة إيران على الانتقام، وذلك على أساس اعتبارات أن القضاء على قدرات حزب الله العسكرية يؤدي بالمقابل إلى القضاء على أحد الخيارات التي يمكن أن تلجأ إيران إلى استخدامها في الهجوم المضاد عند مواجهتها للعدوان..
ولكن في حالة قيام إسرائيل بتوجيه مثل هذه الضربة، فإنها سوف تكون قد قدمت المبرر المادي لحزب الله لكي يستمر ويتمسك ببقاء مليشياته وأسلحته. خاصة أن حزب الله سوف يتشدد أكثر في تبريراته على أساس أنه يعمل من أجل حماية سيادة لبنان ومن ثم فإن ذلك سوف يؤدي أيضاً لتعزيز متانة حزب الله في الأوساط الشعبية اللبنانية والسياسية إزاء الأطراف اللبنانية الأخرى التي تطالب بذلك. كذلك أدت العلاقات المتدهورة بين الشيعة والسنة – على خلفية صراعات الشرق الأوسط الأخرى وبالذات الصراع الشعبي في العراق أدت وقادت إلى عسكرة بعض الجماعات الشيعية في المناطق الفقيرة بجنوب لبنان، وبيروت وصيدا. وذلك على النحو الذي أدى لنشوء توترات عقدت بقدر أكبر عملية نزع سلاح حزب الله.
برغم أن حزب الله قد أكد امتلاكه لـ أكثر من 13 ألف صاروخ كاتيوشا ، إلا أن هناك تكتماً حول وجود صواريخ طويلة المدى، وبرغم عدم وجود أي دليل واضح، فقد أصرت إسرائيل على وجود هذه الصواريخ طويلة المدى لدى حزب الله، وبأنها مخبأة بجنوب لبنان ضمن مجموعات صغيرة، بقرب مواقع إطلاقها، بشكل متفرق يسهل عملية إطلاقها بسرعة في حالة الهجوم ضد إسرائيل.
يرى بعض الخبراء أن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية حزب الله، سوف تعزز بقدر كبير قدرة حزب الله، وشعبيته، إضافة إلى تأكيد صحة المبررات التي يستند ويتمسك بها حزب الله حالياً في رفضه لعملية نزع سلاحه. كذلك سوف تقضي هذه الضربة على كل أطروحات معارضي حزب اله داخل لبنان.
حالياً، أدت مطالبة بعض الأطراف اللبنانية بنزع سلاح حزب الله إلى امتعاض السكان اللبنانيين الشيعة وبالذات في جنوب لبنان. وقد تفقد ذلك بقدر أكبر خاصة بين السنة والشيعة على خلفية الصراع السني – الشيعي الذي بدأ يتصاعد في العراق.

الجمل: قسم الترجمة

الكاتب: نيكولا يلانك
المصدر: معهد واشنطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...