بقيت على السطح
بقيت على السطح
ولم أتوغل إلى الأعماق
خشية الخطر.
خشية أن أنسى نفسي
وتغيب عني الطمأنينة.
لم أعد من رحلة
لأنني لم أذهب،
ولم أتعذب
لأنني لم أحب.
لم تمزق ثيابي في تظاهرة
- إن وجدت –
ولم أعرى ولم أجوع.
افتعلت قصص الحب
كما افتعلت العمل،
مللت من نكاتي
ومن أصدقائي الثانويين.
حين قررت أن أغير حياتي
لم أعرف أي اتجاه أسلك
حتى اكتشفت أنني عالق في الزحمة.
انتظرت الحب شفقةً
أو غرور
ولم أصادق أحد.
أردت أن أهيمن كطفلٍ أفسده الدلال،
وامتضعت من كوني لا أعرف كل شيء،
فبقيت على السطح.
قال لي الحكماء:
أننا لا ندرك إلا جانباً من بعض الأشياء،
ففضلت الحدس.
قال لي العشاق: إننا لا نحب إلا امرأة واحدة،
فرغبت بجميع النساء.
أردت أن أكون الروائي
لا أحد شخصيات الرواية،
لم أنغمس في عمر
ولم أنتمِ إلى أهل
وحطمني المستحيل.
لكنها أعوام ٌ تمضي
ومكافأتنا الوحيدة هي النسيان.
لم أعرف كيف كبرت
وكيف سرقت سنواتي دون تجربة،
وكيف توقف نموي
كقزم
كطفل في الثلاثين.
منار ديب
الجمل
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد