" الأخبار " والحسابات الخاطئة

19-08-2006

" الأخبار " والحسابات الخاطئة

الجمل : وأخيراً صدرت جريدة "الأخبار" اليومية  في بيروت التي انتظرها السوريون أكثر من اللبنانيين ، تعطشاً لقراءة صوت آخر يأتي من خارج دوائر إعلام المال السياسي، صوت يثق بمصداقيته وبقراءته للأحداث، الصحيفة التي يعمل فيها أثنان من أكثر الصحفيين اللبنانيين شعبية في الأوساط السورية  جوزيف سماحة بافتتاحياته المميزة ورؤيته الثاقبة وابراهيم الأمين بجرأته وبتحليلاته النزيهة. وغيرهم من الصحافيين الذين رفضوا الاصطفاف السياسي الطارئ في وقت كان فيه هذا النوع من الاصطفاف مشروع استثماري رابح بكل معنى الكلمة. 
 تزامن صدور العدد الأول  من الأخبار مع إطلاق موقعها على الإنترنيت، و  جاء في افتتاحيتها التي حملت عنوان " توقيت صائب " بقلم  رئيس التحرير جوزيف سماحة "  تصدر (الأخبار) في توقيت نراه صائباً. لنقل، بالأحرى، إنه أقرب إلى الصواب في زمن يتميّز بوفرة الحسابات الخاطئة"
رافضاً المقولة  التي اعتبرت عملية المقاومة في 12 تموز أنها قائمة على حسابات خاطئة، وما ينسحب على ذلك من نقل المسوؤلية عن الدمار الذي لحق بلبنان إلى من الجلاد إلى الضحية، ومن يحمل لواء المقاومة والدفاع عن لبنان، واعتبر أن
"الذين رفعوا شعار «الحسابات الخاطئة» في لبنان وخارجه لم ينتبهوا كفاية إلى أمر بسيط. لم تكن عملية 12 تموز، في حدّ ذاتها، مبنيّة على «حسابات خاطئة». لكن كان يمكن إلباسها هذه الصفة في ضوء الردّ الإسرائيلي والنتائج التي يحقّقها. ولمّا جاء الردّ عنيفاً جرى التأسيس لمقولة «الحسابات الخاطئة». فتح الجيش الإسرائيلي الأبواب والأفواه للانتقاد "
ورأى  سماحة أن العدوان الإسرائيلي ونتائجه  ستشرع أبواب النقاش في لبنان والمنطقة والعالم حول ما يجري، وأن مهمة الإعلام النبيل هي  متابعة  و رصد هذه السجالات، ونقلها بأمانة والمشاركة فيها ، وأن جريدة الأخبار ستكون حاضرة في كل هذا، واضعاً مهمتين أمام  الجريدة  مواكبة ما يجري والعمل الداخلي من أجل الانتقال بـ«الأخبار» إلى صورتنا عنها ، وكتب "إلى أقاصي الشرق وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا، ومعلنين أيضاً أننا ننتمي، مهنياً، إلى معسكر الحرص على التعددية والديموقراطية والموضوعية والحداثة والثقافة الإبداعية "
وانتقد في افتتاحيته مفهوم المزرعة السائد في لبنان  حتى 12 تموز معلناً أن "جريدة الأخبار "  تحمل شعار  الاعتراض على العودة إلى هذا المفهوم .
و الحؤول دون ترميم المزرعة ،وذلك  من أجل التقدم نحو بناء دولة المواطنين التي يمكنها، بالعدل والحرص على السيادة، استيعاب الاستعداد المذهل للانتصار على الصعاب،وأن تنظر إلى المقاومة، أي مقاومة، بصفتها عصباً يشدّ النسيج الوطني، ويقوّي صلابته، ويدافع عن عروبته، ويمنع انزلاقه نحو الخراب الكبير الرافع وهم «الحياد» والداعي إلى حرمان الأمة من المساهمة اللبنانية الفذّة.
 
معيداً إلى الأذهان المقولة التي كانت رائجة في  لبنان بلد الحرية الإعلامية  بأن المسكوت عنه في مكان آخر، مباح هنا  في لبنان، داعياً إلى رفع سقف النقاش حول القضايا العربية والدولية لأنه  شرط لوعي ما يجري في لبنان،ولمواجهة التفكير الريفي، المركنتيلي، المقاطعجي الذي يشكّل العمود الفقري للمنظومة الفكرية للطبقة السياسية الحاكمة.
وتصدر " الأخبار " بـ 24 صفحة من الحجم الوسط ،وكان من المزمع  صدورها  قبل هذا التاريخ إلا أن ظروف العدوان على لبنان أخرت توقيته. وتضم مجموعة من السماء اللامعة في الصحافة  اللبنانية  كأنسي الحاج الذي ارتبط اسمه طويلاً بجريدة النهار،وإبراهيم الأمين  وجوزيف سماحة وخالد صاغية  اللذين ضاقت بهم الصحافة اللبنانية رغم اتساع هوامشها، و بيار أبي صعب وغيرهم . وينتظر منها أن تملأ فراغاً في المشهد الصحافي العربي واللبناني الذي أنهكه المال السياسي وخطاب الهزيمة. 
الجمل تتقدم بالتهاني الحارة للزميلة "الأخبار" مع تمنياتنا لها بالتوفيق والاستمرار والازدهار ، والتوفيق بممولين أولاد حلال من خارج المستثمرين في المزرعة.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...