المشاريع الدينية الإسرائيلية على الأرض المصرية ومفهوم النفاق السياسي

14-03-2010

المشاريع الدينية الإسرائيلية على الأرض المصرية ومفهوم النفاق السياسي

الجمل: تشهد العاصمة المصرية القاهرة هذه الأيام, تجمعا يهوديا دينيا رفيع المستوى, وذلك بمناسبة افتتاح معبد الرابي اليهودي موسى ابن ميمون, وتقول المعلومات والتقارير بأن السلطات المصرية, قد بذلت جهدا مضنيا لجهة إعادة ترسيم وتجديد معبد ابن ميمون, بشكل جعل كبار الحاخامات والرامبانات اليهود, يلهجون بالشكر والتقدير للسلطات المصرية: فما هي أبعاد ومؤشرات الحدث ودلالاته؟
سردية معبد موسى ابن ميمون: ماذا تقول المعلومات؟
تقول التقارير والمعلومات, بأن السلطات المصرية, قد باشرت العمل على قدم وساق, في عمليات ترميم وتجديد معبد الرابي اليهودي موسى ابن ميمون, وذلك على مدى عام ونصف, وأفادت المعلومات, بأن المجلس الأعلى للآثار المصرية ظل يقوم بالدور الرئيسي لجهة الإشراف والرعاية.
 يتبع معبد ابن ميمون لـ"اليشيفا" اليهودية, وتقول المعلومات, بأن هذا المعبد قد سبق أن شيده اليهود خلال القرن الـ19, وذلك في نفس المكان الذي كان يعيش فيه ويعمل ويتعبد الرابي موسى ابن ميمون, قبل حوالي 800 عام.
تجديد وترسيم معبد ابن ميمون, هو جزء من خطة يهودية-إسرائيلية, تهدف إلى تجديد وترميم 10 معابد يهودية موجودة في مصر, هذا, وتقول المعلومات بأن حفل الافتتاح التشريفي لمعبد الرابي موسى ابن ميمون سوف يكون بحضور الأطراف الآتية:الرابي موسى ابن ميمون
• مجموعة من زعماء الحاساديين شاباد اليهودية.
• السفراء الإسرائيليين السابقين في مصر.
• السفير الإسرائيلي الحالي في مصر.
• أعضاء البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في مصر.
• البعثات الدبلوماسية الأميركية والأوروبية الموجودة في مصر.
• الجماعات اليهودية الموجودة حاليا في مصر.
تحدث الرابي اليهودي أندرو بيكر, مدير الشؤون اليهودية العالمية في اللجنة اليهودية الأميركية, قائلا بأنه كان المسئول عن التنسيق بين السلطات المصرية والأميركيين والإسرائيليين, لجهة إنفاذ مشروع إحياء المعابد اليهودية في مصر, وأضاف قائلا, بأنه بدأ جهوده منذ 5 أعوام, وإضافة لذلك, أكد الرابي اليهودي أندرو بيكر, بأنه وجد الدعم والمساندة القوية بواسطة الأطراف المصرية الآتية:
• كبار مستشاري الرئيس المصري حسني مبارك.
• وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط.
• مدير اللجنة العليا للآثار زاهي حواس.
وأشار الرابي اليهودي أندرو بيكر, مقدما شكره وامتنانه لدور الحكومة المصرية في توفير إجراءات الأمن والحماية للمعابد اليهودية, وأكد بأنه قد تفاهم مع السلطات المصرية, حول ضرورة أن يتم تخصيص أحد المعابد اليهودية العشرة, بحيث يقام فيه متحفا رئيسيا للتراث اليهودي, وقد وافقت له السلطات المصرية برحابة بالغة.
نقلت الصحف الإسرائيلية الأخبار والمعلومات, المتعلقة بسفر الرابي اليهودي يوشيف حاخت, ومعه 12 من كبار المتدينين التابعين لجماعة الشاباد اليهودية الإسرائيلية, في مدينة إيلات, قد غادروا إلى مصر, من أجل حضور حفل افتتاح معبد الرابي موسى ابن ميمون في مصر, وإضافة لذلك, فقد أكد الرابي يوشيف حاخت, بأنه تردد على مصر حوالي 20 مرة, وذلك لجهة القيام بإجراء الطقوس الدينية المتعلقة بإكمال قراءة المشنا توراة, والتي يقال بأن الرابي موسى ابن ميمون هو الذي وضعها.
السلام غير المتوازن: إشكالية دبلوماسية التصرف المناسب في الوقت غير المناسب؟
سعت الأوساط الرسمية والدبلوماسية المصرية, إلى تسويق اتفاقية كامب ديفيد, على أساس اعتبارات أنها تهدف إلى اعتماد مبدأ السلام المتوازن, بين مصر وإسرائيل, بحيث يجسد نموذجا للتعايش بين الطرفين بما يغري ويدفع الأطراف العربية الأخرى لجهة التقدم وتوقيع المزيد من اتفاقيات السلام مع الإسرائيليين. على خلفية التوازن المفترض, من الضروري, أن تبادل إسرائيل مصر احتراما باحترام, وبكلمات أخرى, فإن قيام السلطات المصرية بحماية وترسيم المعابد اليهودية, قابلته إسرائيل بانتهاك المساجد الإسلامية, وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى!!
• أصدرت إسرائيل قرارا بضم الحرم الإبراهيمي للآثار اليهودية, وبالمقابل لم تصدر حكومة حسني مبارك أي قرار يرد على ذلك.
• بدأت إسرائيل تنفيذ مخطط استهداف المسجد الأقصى, وبالمقابل لم تبدأ حكومة حسني مبارك في اتخاذ أي إجراء مقابل.
• منعت إسرائيل المصلين من دخول المسجد الأقصى, وبالمقابل سمحت حكومة حسني مبارك لليهود الإسرائيليين بالقدوم إلى مصر, وأداء الطقوس والشعائر في معبد الرابي موسى ابن ميمون ومقام أبو حصيرة.
• أرسلت الحكومة الإسرائيلية قوات الشرطة لجهة ضرب المصلين في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي, وبالمقابل, أرسلت حكومة حسني مبارك قوات الشرطة المصرية لضرب المصريين الذين تظاهروا احتجاجا لقيام الإٍسرائيليين بانتهاك حرمات المقدسات الإسلامية.
تقول المعلومات التاريخية, بأن الرابي اليهودي موسى ابن ميمون, قد جاء إلى مصر قادما من المغرب العربي وإسبانيا "بلاد الأندلس" وطاب له المقام في مصر, حيث أكمل إنجاز العديد من مؤلفاته, ومن أبرزها كتاب دليل الحائرين, والذي تقول الدراسات الفلسفية بأنه تميز بالآتي:
• التأسيس لأصول الكتابة السرية اليهودية.
• وضع الأسس لإعادة هيكلة اللاهوت اليهودي.
• وضع اللبنات الأولى التي أفسحت المجال لتبلور المذهبية الليكودية.
هذا, ويعتبر كتاب دليل الحائرين, بمثابة السفر الذي قدم القراءة السرية الأصولية للتعاليم التلمودية, وإضافة لذلك فقد سعت الفلسفة السياسية اليهودية المعاصرة, على يد الفيلسوف السياسي اليهودي ليوشتراوس, إلى إعادة إحياء الفكر السياسي الإسرائيلي المعاصر, من خلال إدماج منظومة القيم الميكافيللية مثل: الكذب النبيل, الحرب الدائمة بمفاهيم الحق التاريخي, وما شابه ذلك من الأفكار والتوجهات التي اعتمدتها جماعة المحافظين الجدد.
الآن, وبعد اكتمال ترميم وتجديد معبد الرابي اليهودي موسى ابن ميمون, فإن قوافل الحجيج اليهودي سوف تأتي من أجل إكمال طقوس الحج اليهودي الميموني وتقوم بـ(ختم قراءة المشنا توراة) في مصر, وهو أمر يجب أن لا ننظر إليه على أساس أنه سوف يشكل مجرد علاقات مصرية-إسرائيلية تتعلق بالسياحة الدينية, وبكلمات أخرى, سوف يسعى المتدينون اليهود إلى إدماج القاهرة, ضمن خارطة الأرض اليهودية, وجعلها جزء من "مملكة الرب اهرمجدون", وقريبا سوف ترتفع أصوات الحاخامات والرامبانات المطالبة بضم القاهرة إلى مملكة اسرائيل التي تبدأ من النيل ..


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...