«تويتر» السعوديّة.. بين جهنّم وبول الإبل

20-05-2013

«تويتر» السعوديّة.. بين جهنّم وبول الإبل

انشغل المغرّدون السعوديون الأسبوع الماضي، بهجوم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السّعودية الشيــخ عبد اللطيف آل شيخ، على مواقع التواصل، وخصوصاً تويتر. وقال آل شيخ في تصريح عام: «من يجعل «تويتر» دليلاً له، خسر الدّنيا والآخرة»، معتبراً أنّ «الغرض من الهجوم على البلاد (على مواقع التواصل الاجتماعي)، هو إيجاد الاضطرابات الموجودة في الدول المجاورة والتي يحــدث بهــا الآن إزهاق للأنفس وانتهاك للأعراض وتدمير للأمــلاك وتشتيــت للأسـر». ورأى أن «هنــاك فــئات تسعى إلى إيجاد الإحباط في نفوس الناشئة والتأثير في الأفراد البسطاء»، من خلال تويتر.
تحوّلت تصريحات آل شيخ خلال الأيام الماضية، إلى مادة سجاليّة في فضاء تويتر السعودي، خصوصاً أنّ الموقع يحظى بشعبيّة واسعة في المملكة، ويعدّ منبراً للكثير من النشطاء في مجال السياسة وحقوق الإنسان. وعبر وسم (هاشتاغ) «مستخدم تويتر خسر الدنيا والآخرة»، اعتبر بعض المغردين أن «الفتوى في قمة الإفلاس»، وأنّ «المحزن في الموضوع أن الناس اليوم تثق بموقع تويتر أكثر من ثقتهم بكلام آل شيخ».
وسأل بعض المغرّدين: لماذا يركّز آل شيخ على مواقع التواصل، ناسياً قضايا الفساد. وسأل آخرون إن كان الخوف من تأثير تويتر كوسيلة تعبير حرّة، سبب تلك التصريحات. واقترح مغرّد آخر أن «يُمنح آل شيخ جائزة «آمي» كأكثر كوميديّ مضحك لهذا العام». فيما سألت التغريدة الأكثر رواجاً على هذا الوسم: «سماحتك، أما زال باب التوبة مفتوحاً حتى أغلق حسابي وتعطيني فيزا للجنة، أم أنّ عدد تغريداتي قد طمس على قلبي؟».
لم يكن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نجم التغريد السعودي الأوحد خلال الأيام الماضية. إذ انشغل رجال الدين السعوديون، بابن عمّه، محمد آل شيخ، بعدما غرّد قائلاً إنّه لا يعترف «بصحّة حديث العلاج ببول الإبل، لأن البول وشربه ضد الفطرة السليمة»، سائلا «هل العلاج بالخلايا الجذعية هو سطحي والعلاج ببول الإبل هو التطور؟»، وزاد: «لا حديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال، هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام». وعلّل محمد آل شيخ كلامه بحديث لشيخ الأزهر أحمد الطيب الذي دعا فيه إلى ضرورة توعية المواطنين بطرق العلاج الصّحيحة من خلال وسائل الإعلام. وابتكر مجموعة من رجال الدين السعوديين وسم (تاغ) بعنوان «طامة جديدة لمحمد آل الشيخ». وسأل أحد المشايخ: «لماذا لا يسمعنا المفتي والشيخ آل شيخ رأيهما الآن وقد مسّ أحدهما بحديث نبوي؟»، ودعا آخرون إلى أن: «يكون هناك عقوبة لمن يتعدى على أحاديث الرسول، حتّى لا يتحدث كل مريض كما يريد». بينما وصل أحد المغرّدين إلى حدّ السؤال: «هل يتغير قوله لو أن الغرب وضعوا بول الإبل في زجاجة دواء؟». وقال مغرّد آخر: «تباً لتلك الحصانة النسـبية التي تجعل هذا السفيه يسرح ويمرح بلا رادع، قاتله الله». وقال مغرّد ساخراً: «شركة البول الفاخر تنفي جميع الشائعات التي تدعي أن الأبوال قد تم تخفيفها وتؤكد لا يقل تركيز الأبوال عن 30 في المئة!».

دجى داود

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...