«هديتك بإيدك»: امتهان الناس كمادة لبرنامج منوعات

13-11-2010

«هديتك بإيدك»: امتهان الناس كمادة لبرنامج منوعات

لم يفكر فيليب كثيراً عندما رفض هديته أمام كاميرا برنامج «هديتك بإيدك». فرغم حماسة الناس في سوريا لبرنامج منوعات يحترم عقل المشاهد وذائقته، إلا أن ذلك لا يعني قبولهم ببرامج منوعات تمتهن المشاركين فيها مباشرة على الهواء. فكيف إذا كان مصدر الامتهان «الفضائية السورية»، أي التلفزيون الوطني؟ محمد ذو الغنى
عرف فيليب أن هديته، بكل بساطة، ليست سوى صفيحة من صفائح السمن الحيواني. من المؤكد أن الرجل شعر بحراجة الموقف. ثم على الأغلب تخيل نفسه وهو يهم بحمل صفيحة السمن التي تزن قرابة العشرة كيلوغرامات أمام الكاميرا، وكيف سينظر إليه معارفه وأقرباؤه بعد هذا الموقف؟
مشاهد تقترب من السينما التسجيلية: جمهرة كبيرة من الرجال والنساء والأطفال داخل مراكز تجارية ضخمة في المحافظات السورية، كان آخرها مركز تجاري ضخم في مدينة حلب مساء الخميس الماضي. هناك وكالعادة تم توضيب «بلاتو ميداني» لحلقة خاصة من برنامج «هديتك بإيدك» الذي يعده ويقدمه الزميل محمد ذو الغنى.
ويأتي ذو الغنى الى المحطة بعدما قدم البرنامج ذاته على القناة الأرضية السورية في شهر رمضان الماضي، وانتقاله بعدها من برنامج «الهدف» الرياضي الذي كان يقدمه على «الفضائية السورية» إلى برنامج مسابقات يعتمد على تمويل رؤوس الأموال الناشئة. وهي بمعظمها تسعى إلى الترويج لمنتجاتها في أي مكان، حتى على جدران المراحيض العامة، وتشمل محلات الألبسة الجاهزة والبن والعطورات والسمن ومساحيق التنظيف والعلكة والمحارم.
الغريب في الأمر هو تبني «الفضائية السورية» هذا النوع من المعلنين على أثيرها، والصورة الكرتونية التي ينقلها برنامج «هديتك بإيدك» عن المواطن السوري. إذ يطرح البرنامج أسئلة سخيفة على جمهور «الصدفة»، وغالبيته من البسطاء. ويعمد معد ومقدم البرنامج بممارسة دور «الوشيش» لماركات رخيصة من السمن والزيت والقهوة والألبسة الرياضية، مع الإستخفاف المستمر في التعاطي مع الجمهور، الذي يتسابق لنيل فرصة المشاركة في المسابقة.
وكان ذلك واضحاً في الحلقة الأخيرة التي قام فيها ذو الغنى بترداد اسم الجهة المنتجة للسمن والمواد الغذائية، والتي وزعها على شكل جوائز على ربات البيوت والرجال والأطفال، طالباً منهم تكرار اسم ماركة السمنة التي فازوا بها بصوت عال! وحتى الفواصل الإعلانية التي تعرض بين فقرات البرنامج، ما هي إلا أفلام لترويج المنتجات التي يقوم «هديتك بإيدك» بتوزيعها على المتجمهرين، فيما يصوب المخرج معاذ علي الحمصي كاميراته وبلقطات «زوم» قريبة، نحو اسم ماركة السمنة والسلل الغذائية.
يشكل عدد كبير من المشاهد في البرنامج إهانة حقيقية ومباشرة للسوريين. سيما عندما ركزت الكاميرا عدستها على أحد الأطفال الفائزين بالسمنة، وهو يحاول حمل العلبة الثقيلة على ظهره في إحدى الحلقات. أو عندما نقلت وجه السيدة الكبيرة في السن وهي تحاول عبثاً رفع علبة السمنة الفائزة بها أمام عيون الناس، كأن هذه المشاهد مقاطع من المسلسل الكوميدي «بقعة ضوء»، وكأن المسافة بين الكوميديا والتراجيديا مختزلة تماماً في برامج من هذا القبيل. ولعل ذلك يعكس بشدة «الفقر» الهائل في برامج المنوعات التي ينتجها التلفزيون السوري، ومدى استسهاله بالإعتماد على تمويل أي جهة تجارية كانت لملء الفراغ في البث. حتى ولو كانت عبارة عن دكاكين في أسواق شعبية. والسؤال من يحمي المشاهد السوري من هذه البرامج الرخيصة التي تناقض ما تقدمه عموماً «الفضائية السورية» ذات الطابع التنويري والثقافي. يحدث ذلك في ظل غياب دور رقابي من قبل «المؤسسة العربية للإعلان»، فتتحول الصورة الجماعية للناس إلى مشهد كاريكاتوري خصوصاً وهم يحملون جوائزهم من السمن الحيواني الخالص، وكأنهم قبيلة من الجوعى!

سامر محمد اسماعيل

المصدر: السفير

التعليقات

بالعكس تماما نحن في بلاد الغربة نفتخر عندما نشاهد مستوى الثقافة السورية للناس العاديين أعلى من أمثالهمفي الدول العربية الأخرى. و حن ننتظر لنشاهد هذا البرنامج لنتباهى و لانرى فيه أي امتهان للشعب السوري بالعكس نرى أنه مثقف و على درجة علية من الفهم الواسع و لذلك نحيي البرنامج و مقدمه و المشرفين عليه

ربما بالغ سامر اسماعيل في التركيز على الهدية أكثر من تركيزه على تفاهة البرنامج نفسه، والذي لا يصلح لأكثر من قناة تافهة محلية، وليس لقناة وطنية، فالهدية لم تمنح في سحب أو مسابقة، بل اعتباطا. كما أن الطلب من الرابح أن يقوم بترويج الهدية هو حركة رخيصة للغاية، وهي مهمة البرنامج، لا الرابح. أما ردي للقارئ، فما علاقة ثقافة السورية بالبرنامج، وبأي شيء بالضبط يمكن أن نتباهى به فيه.

الكذب والتلفيق الافتراء والتهكم هي العناصر التي اعتمدها كاتب المقال فالبرنامج لم أر فيه أي امتهان للشعب السوري الذي يفتخر بمقدم برامج على هذه السوية من الثقافة والاطلاع والتمكن من اللغة العربية التي طب فيها كاتب النقال أكثر من 15 مرة والذي يعد نفسه صحفيا وهو لا يعرف حالات النصب من الرفع كما جرى معه مثلا المقالة لم تستطع ولا قيد أنملة أن تعلق على مادة البرنامج أو الأسئلة التي تقدم المفيد والجديد في كل حلقة بل على العكس أنا أنتظر البرنامج مساء كل يوم خميس لأنني أتعلم وأستفيد منه كثيرا جدا وبأسلوب ظريف وطريف وخفة دم واحترام للمتسابق رائعة جدا وأيضا محبته وصدقه مع الأولاد رائعة جدا لكن يا سبحان الله كيف نتحول لحاقدين على من هم أفضل منا ثقافة وفهما ؟؟ ناهيك عن الثقافة المباشرة التي يبدع بها المقدم ذو الغنى من خلال سؤاله للمتسابق عن اختصاصه أو عمله أو دراسته لكي يعطيه سؤال من اختصاصه وبارتجال منقطع النظير أما الجوائز فأنا أراها ثانوية أمام المعلومة والثقافة وهي الأهم فشكرا للشاشةالسوريةالتي تمتعنا في الغربة بمثل هذه البرامج وشكرا للمذيع محمدذو الغنى الغني فعلا بلغتة عالعربية التي افتقدناها منذ رياض نعسان أغا ومروان صواف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...