أسئلة وأجوبة حول اندلاع القتال في لبنان

22-05-2007

أسئلة وأجوبة حول اندلاع القتال في لبنان

الجمل:     دخل حصار وقصف الجيش اللبناني لمخيم نهر البارد يومه الثاني، وفي هذا الصدد تساءلت صحيفة التايمز اللندنية الصادرة صباح اليوم 22 أيار 2007م، قائلة:: (هل هذا الأمر يمثل جزءاً من أزمة أكبر؟)، وتجيب الصحيفة قائلة: (إن المعركة مع فتح الإسلام في حد ذاتها واقعة معزولة، فهناك رأي واسع بأنهم أشرار ويجب التخلص منهم، وليس لهم الكثير من التأييد في أوساط بعض السنيين القلائل الموجودين في الشمال، وبرغم ذلك، فالعنف –الحالي- يثير فعلاً المخاوف بأن لبنان أصبح على وشك الدخول في مرحلة عدم الاستقرار.
أما وكالة الأسوشيتيد برس، فقد نشرت صباح اليوم تقريراً اخبارياً أعدته سالي بوزبي، المحررة بالوكالة، حمل عنوان (أسئلة وأجوبة حول اندلاع القتال في لبنان)، تطرقت فيه لطرح العديد من التساؤلات، ومحاولة الإجابة عليها، وكان من بينها سؤال يقول: (هل توجد صلة سورية مباشرة مع هذا القتال)، وكانت الإجابة على النحو الآتي:
(هذا الأمر موضوع خلاف، فسوريا أنكرت أي دور لها، وقالت بأنها ظلت تعمل من أجل محاصرة زعماء فتح الإسلام، وليس دعمهم، وسوريا لها مشاكل خطيرة مع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي هي جماعات تستهدف النظام السوري نفسه... وتضيف المحررة قائلة: (ولكن المسؤولين اللبنانيين يتهمون سوريا باستخدام الجماعات مثل فتح الإسلام في عملية تصعيد المشاكل في لبنان..).
من المعروف تماماً في الأوساط الغربية، أن إسرائيل ظلت بعد هزيمتها على يد رجال حزب الله في حرب الصيف الماضي، من أجل القضاء على حزب الله، وبسبب فشل الغزو العسكرية، لجأت إسرائيل إلى محاولة نقل تجربة الحرب السنية- الشيعية التي اندلعت في العراق، خاصة أن خبرة إدارة الصراع (العسكري) بين السنة والشيعة، في العراق تمثل في حد ذاتها امتداداً لخبرة إدارة الصراع (السياسي) السني- الشيعي الذي تم تفجيره بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.. وكان يدور حول موضوع انسحاب القوات السورية ونزع سلاح حزب الله، على النحو الذي جعل السنة يقفون في جانب والشيعة يقفون في الجانب الآخر.
نقل مخطط الحرب السنية- الشيعية إلى لبنان، تم التخطيط له في الموساد الإسرائيلي ومراكز دراسات المحافظين الجدد، ومكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في البيت الأبيض الأمريكي، وذلك بعلم ودعم الأمير بندر بن سلطان مستشار الأمن القومي السعودي.
تنفيذ المخطط تضمن الآتي:
أن يتم دعم الحركات السنية المتطرفة من أجل القيام باستهداف حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله.. وذلك وفقاً للآتي:
- أن تقدم السعودية المال.
- أن تقوم بعض الأطراف اللبنانية (الموجودة ضمن تحالف قوى 14 آذار) بتقديم السلاح.
- أن تقوم الحكومة اللبنانية بتوفير الغطاء عن طريق غض النظر عن تحركات هذه الجماعات.
- أن تقوم المخابرات الأردنية بتقديم المساعدة، والمشاركة في تخطيط وتنفيذ العمليات الرئيسية، وبالذات عملية اغتيال وتصفية الشيخ حسن نصر الله.
- أن يقوم نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بمتابعة العمليات السرية داخل لبنان.
- أن تقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالمتابعة وتقديم السند والمعونة، عن طريق بعض (زبائنها) في لبنان، ومنطقة الشرق الأوسط.
الجماعات الإسلامية السنية المتطرفة التي تم القيام بدعمها هي:
- جماعة عصبة الأنصار: الموجودة بمخيم عين الحلوة الموجود جنوب بيروت.
- جماعة فتح الإسلام: الموجودة بمخيم نهر البارد بالقرب من طرابلس شمال العراق.
ولكن على ما يبدو فإن المخطط لم يتم تنفيذه، أو ربما يكون بالأحرى قد فشل، خاصة أن هذه الحركات شديدة الولاء لتنظيم القاعدة، الذي ليست له مصلحة في محاربة الشيعة، على الأقل في هذا الوقت، إضافة إلى أن وجود العناصر الفلسطينية داخل هذه التنظيمات هو في حد ذاته عامل رئيسي في إفشال أي مخطط للحرب ضد حزب الله اللبناني، خاصة أن هناك تحالفاً ومساندة بين حماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله حول أجندة أن العدو هو إسرائيل وأمريكا ولا أحد غيرهما.
وبعد كل ذلك يبقى السؤال: لماذا هاجم الجيش اللبناني مخيم لاجئي نهر البارد؟ وما هي الدوافع؟
تقول الحكومة اللبنانية بأن مجموعة من عناصر جماعة فتح الإسلامي حاولوا نهب أحد المصارف، وعندما حاولت عناصر الأمن اللبناني القبض عليهم، اشتبكوا معها بالأسلحة النارية، وتطور الاشتباك بعد تدخل الجيش اللبناني، وحتى الآن لم تذكر الحكومة اللبنانية أي تفاصيل حول محاولة السطو هذه، والتي نفتها جماعة فتح الإسلام.. هذا هو الجنب المعلن.
الأداء السلوكي العسكري الميداني للجيش اللبناني تمثل في محاصرة المخيم الذي يضم آلاف الأبرياء، وظل يقوم بعملية قصف المخيم بالدبابات والمدفعية، على النحو الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى.
أما الجانب غير المعلن، فقد ورد جزء منه ضمن تقرير واينمادسون الاستخباري الأمريكي الصادر في العاصمة واشنطن دي.سي صباح اليوم 22أيار 2007م:
(مصادرنا في لبنان وأيضاً صحيفة الديار اللبنانية أكدت بأن قاعدة عسكرية تابعة لحلف الناتو سوف يقوم الحلف ببنائها على أراضي المنطقة التي توجد فيها القاعدة العسكرية الجوية المهجورة في منطقة القليعات الواقعة في شمال لبنا.
والقاعدة سوف تعلم كرئاسة لقوات الانتشار السريع التابعة لحلف الناتو، وأسراب الهليكوبتر، ووحدات القوات الخاصة.. وذلك برغم رواية السلطات اللبنانية القائلة بأن هذه القاعدة سوف تستخدم في تدريب الجيش اللبناني وقوات الأمن اللبنانية.
القاعدة تم التشديد والإلحاح على إقامتها بواسطة بعض العناصر الموجودة في البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) وهيئة الأركان المشتركة الأمريكية. وقد حذرت إدارة بوش مؤخراً السلطات اللبنانية من وجود فرق لتنظيم القاعدة في شمال لبنان.
ويضيف التقرير قائلاً:
إذا ركزنا على تلميح بيت بوش الأبيض بأن جماعة إرهابية جديدة تسمى فتح الإسلام قد بدأت عملياتها في المنطقة المجاورة لقاعدة القليعات الجوية خلال يوم 20 أيار، وقد أغلقت فتح الإسلام الطريق لمنع وحدات الجيش اللبناني من الوصول إلى مخيم لاجئي نهر البارد الواقع على أطراف طرابلس، بحيث أدى القتال بين وحدات الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى.
على غرار القول السائد (قطعت جهيرة قول كل خطيب).. نقول: ليست هي سوريا التي طلبت من جماعة فتح الإسلام أن تقوم بإثارة الاضطرابات داخل لبنان من أجل عرقلة المحكمة الدولية، وإنما الرئيس بوش هو الذي طلب القضاء على جماعة فتح الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة، وذلك لتنظيف شمال لبنان من الإرهابيين، حتى يتم بناء وإعداد قاعدة حلف الناتو في منطقة القليعات، وضمان عدم تعرضها للهجمات الإرهابية، خاصة أن هذه القاعدة سوف تكون قاعدة تابعة للناتو اسماً، وتابعة لأمريكا مضموناً.
وتقول المعلومات بأن أمريكا سوف تكون هي المسؤولة عن هذه القاعدة طالما أنها عضو في حلف الناتو، وسوف تستخدمها في كل عملياتها القادمة في منطقة شرق المتوسط، ليس ضد سوريا بالدرجة الأولى، وإنما ضد لبنان واللبنانيين والمقاومة الوطنية اللبنانية أولاً قبل كل شيء.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...