أساليب الادخار وفوائده

21-09-2017

أساليب الادخار وفوائده

لا خلاف على أن للادخار فوائد عديدة بالنسبة للأفراد والعوائل وعلى الاقتصاد المحلي ككل، كون الادخار يعتبر استثماراً لهأساليب الادخار وفوائده عائد، كما أن إدراك أفراد الأسرة لمعنى الإدخار يضمن الاستقرار المادي للعائلة، وهذا الاستقرار يمتد إلى فترات طويلة في حياة الأسرة، أي يكفل لها نوعاً من الهدوء والبعد عن التقلبات والأزمات المادية الناجمة عن الإسراف أو عدم التحوط للغد.

نحن نحتاج إلى أن ندخر ونوفر، وللتوفير فنون، والمطلوب أن يدرك الإنسان قيمة التوفير، وأن تكون لديه ثقافة ادخار عالية، ومن المهم أن يشعر المرء أنه غير بخيل، بل هو حريص، لأن البخل يعني ألا ينفق الإنسان لا على نفسه ولا على أسرته، بعكس المدخر فهو ينفق ويرفه عن نفسه، ويشتري لأسرته كل ما ترغب فيه، لكن في حدود لا تجعل منه إنساناً يضطر إلى الاستدانة كي يفي أسرته حاجاتها حتى نهاية الشهر، لأن السلف هو دين سنضطر إلى إعادته عند أول راتب، ما يجعلنا ندخل في دوامة الحاجة والعجز مرة أخرى.

إن سياسة الادخار من أهم السياسات عند أي فرد، فالإنسان لا يعرف الظروف المستقبلية مثل المرض أو الحاجة للتعليم، وللإنفاق على تعليم الأبناء أو حتى تعليمهم الجامعي، وأيضاً لا بد من الادخار لأجل أيام التقاعد، خاصة أن الإنسان يمر بحالات مثل الفقاعات ثم الطفرة ثم الانهيارات. ومهما كان المدخول للأسرة صغيراً على رب الأسرة وبالتفاهم مع زوجته أو من يعاونه على تسيير أمور حياة الأسرة أن يقتطع ولو من خمسة إلى عشرة بالمائة من الدخل، وهو أمر للاحتياط مهما صغر المبلغ فهو أفضل من الاقتراض والدخول في مزيد من التعقيدات المالية.

كل منا لديه دخل ثابت يزيد أو ينقص، حسب مؤهلاته، وحسب الظروف الاجتماعية، والعوامل الاقتصادية والسياسية والثقافية.

لكن العاقل هو من يحاول أن يصوغ هذه العوامل ويطوعها لمصلحته، وألا يجعلها تحد من عزيمته بل عليه أن يجرب حتى يعدل أو يغير أوضاعه حتى ينجح، وألا يغفل عن تجارب من سبقوه في مجاله نفسه.

وحول أسلوب الادخار

نضع قوائم للإنفاق والمشتريات، ومن خلالها نعلم ما الذي علينا شراؤه بسرعة، وما الذي يمكننا تأجيله، ونضع مبلغاً لا نتجاوزه، ونتصرف حسب ذلك المبلغ، على أن نضع البدائل، لأنها هي المفتاح الذي يجعلنا نستطيع توفير جزء من أموالنا

حل الجمعيات

عن تجربتها، تقول نسرين (موظفة ) “منذ أن بدأت العمل قبل 25 عاماً وضعت لي هدفاً، وهو ألا ألجأ إلى الإنفاق ببذخ، وأنتظر من يقرضني حتى نهاية الشهر، ولهذا عندما سمعت من الزميلات أنهن بصدد تنظيم جمعيات انضممت لهن، وكانت البداية بـ 250 ليرة ثم خمسمائة ، وأصبحت أشارك بالمزيد مع تحسن الأحوال، وكنت أجد أن ذلك أفضل من القروض والفوائد، كما أن تلك المبالغ التي حصلت عليها من الجمعيات كانت تسد لي حاجات ملحة”.

وتعد الجمعيات وجهاً آخر للادخار، فهي أنسب للإنسان الذي لا يستطيع أن يوفر، لأنه إن سجل فيها سيضطر لأن يدفع.

تقدم نسرين إرشادات توفير من تجربتها الخاصة، فهي تنصح باقتطاع مبلغ مالي ثابت من الراتب الشهري وإبعاده عن اليد لكي لا يتم تبديده، وعندما يتم تجميع مبالغ مناسبة يمكن استثمارها في مجالات شبه مضمونة، مثل وضعها في أسهم تدر مبالغ سنوية أو نصف سنوية من الأرباح أو الإسهام في شراء أراضٍ مناسبة أو نشاط تجاري، وبذلك يكون لدينا مورد مالي ينفعنا حاضراً أو مستقبلاً.

ومن الحقائق الثابتة أنه لا يجتمع حس التوفير مع التفاخر وحب المظاهر، وعندما نرغب في تكوين مشروع علينا أن نتحمل التخلي عن رغبتنا في الشراء، ولكن ذلك لا يعني أن لا نشتري، فنحن نشتري ما لذ وطاب من الأطعمة، ونهدي أطفالنا ألعاباً حديثة، وهواتف متحركة، ونذهب بهم لأماكن ترفيه، ولكن كل ذلك بشكل مدروس، لأن بداية أي شخص يرغب في الاستثمار تعتمد على العمل الجاد والتدبير، وأن تكون لدى الشخص حكمة في إسعاد أسرته، وأن يدخر ويحسن الاستثمار.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...