إدانات مصرية لمواقف متآمرة ومتواطئة ضد سوريا

21-02-2012

إدانات مصرية لمواقف متآمرة ومتواطئة ضد سوريا

الجمل: وصلنا البيان التالي من حركة الديمقراطية الشعبية المصرية ـ اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية ـ  أ.د. أشرف البيومي أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعتي ولاية ميشيغان والإسكندرية سابقا:

 ندين:  -مطالبة جامعة الدول العربية الجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل قوات حفظ سلام عربية-أممية 
- الدعوة لعقد مؤتمر ما يسمي "بأصدقاء سوريا" في تونس
- استدعاء السفير المصري بسوريا

ونعتبر كل هذه الخطوات متناسقة مع هدف إجهاض المخرج الوحيد للأزمة السورية وهو  الحوار الجاد والغير مشروط النظام والمعارضة الوطنية ويصب مباشرة في مخطط الدول الغربية والكيان الصهيوني والرجعية العربية لإزالة العقبة الباقية لتنفيذ مخططاتها في الوطن العربي.
 يهدف البيان أيضا إلي الدعم المعنوي للقوي الوطنية التي تنادي بتغيير جذري وهيكلي ولا تنجر وراء شعارات إسقاط النظام الخبيثة الرامية إلي إسقاط الدولة السورية وتفكيك مجتمعها.
كما يؤيد البيان خطوات التغيير التي سبقت نظيراتها في دول "الربيع العربي" وعلي رأس هذه الخطوات مشروع لدستور ديمقراطي مع بعض التحفظات.
 طالب مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية، والذي انعقد بالقاهرة في12 فبراير2012 برئاسة الشيخ حمد وزير خارجية قطر، مجلس الأمن إلي إصدار قرار لتشكيل قوات حفظ سلام عربية-أممية مشتركة للمراقبة والتحقق من نفاذ وقف إطلاق النار في سوريا. كما قرر المجلس في بيانه الختامي الوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل للمدنيين السوريين الأبرياء .....وإعادة الجيش إلي ثكناته.....وأكد المجلس أن استخدام العنف......يقع تحت طائلة القانون الجنائي الدولي ويستوجب معاقبة مرتكبيه. قرر المجلس أيضا إنهاء عمل بعثة المراقبين العرب برئاسة الفريق محمد الدابي و"وقف جميع أشكال التعاون الدبلوماسي مع ممثلي النظام السوري" والتشديد علي تطبيق العقوبات الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام السوري.   و"فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كافة أشكال الدعم السياسي والمادي لها" ودعتها لتوحيد صفوفها قبل انعقاد "مؤتمر تونس لأصدقاء سورية"ورحب المجلس بدعوة تونس لاستضافة هذا المؤتمر في 24 فبراير.
 إذا كان المقصود بقرارات ومواقف جامعة الدول العربية هو إسرائيل وليس سوريا الدولة العربية العريقة لكنا  رغم دهشتنا الكبيرة من المصفقين ولكن الجامعة أبت إلا أن تؤكد مرة أخري دورها كأداة  للاستعمار بعد تقديمها الغطاء المطلوب لاحتلال ليبيا وأضافت لرصيدها السابق في احتلال العراق.
كان يكفينا كل هذا التآمر ولكن الشيخ حمد أبي إلا أن يضيف إلي المآسي إهانة لذكائنا وإدراكنا بتأكيده بأن "العرب أمام مسئولية تاريخية لانقاذ عضو عزيز في الأسرة العربية وشعب عظيم هو الشعب السوري". وتناسي بالطبع العلاقات الحميمة بين قطر والكيان الصهيوني والقاعدة العسكرية الأمريكية التي تمثل أحد معالم قطر بجانب العديد من المؤسسات المشبوهة مثل مركز صبان الذي أعلن مؤسسه حاييم صبان أن قضيته الوحيدة هي حماية إسرائيل.

اعتبر سعود الفيصل وزير خارجية السعودية التي تمثل بلاده واحة اللا- ديمقراطية والتي يتداول فيها الحكم منذ عقود عديدة أفراد من العائلة الواحدة أن "ما تشهده سورية بما لا يدع مجالا للشك.....هي حملة تطهير جماعية للتنكيل بالشعب السوري .." وليست حرب ضارية غير معلنة تشارك فيها ميليشيات أجنبية وأموال طائلة سعودية. بالطبع تناسي التنكيل اللا-إنساني الذي يقوم به ملك البحرين والذي هبت السعودية لنجدته بإرسال جحافل الجيش السعودي.

 وفي تناغم مع هذه القرارات دعت نافي بيلاي ممثلة المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي  ضرورة تحرك مجلس الأمن لتأمين حماية الشعب السوري، هذا المجلس الذي أحجب تقرير الدابي الذي يؤكد علي تواجد عناصر مسلحة تواجه الجيش الوطني السوري. ومن المدهش أن المنظمة "الغير حكومية" التي أسند إليها مهمة إصدار تقرير عن حقوق الإنسان بسوريا هي منظمة " UN Watch" التي تعتبر"ذراع السياسة الخارجية " للوبي الصهيوني في أمريكا. 
وكان هناك ترحيب مشترك من وزيرة الخارجية الأمريكية مع نظيرها التركي عضو الناتو  باقتراح الجامعة العربية إرسال قوات حفظ سلام إلي سورية.
رحب برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعروف بعلاقاته الوثيقة بالمخابرات الغربية وبقطر  بقرارات الجامعة ورأي فيها "الخطوات الأولي التي ستدفع نحو إقامة المنصة التي سيشنق عليها النظام السوري" ورحبت المتحدثة الرسمية باسم المجلس بسمة قضماني المتعاطفة مع الصهاينة بفكرة مجموعة الدول المساندة لسورية المشابهة بمجوعة الدول الراغبة التي استخدمها بوش للاعتداء علي العراق عندما فشل في استصدار قرار من مجلس الأمن، هذا الاعتداء الذي ساهمت فيه جامعة الدول العربية بقيادة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي علي فكرة الممرات "الإنسانية" في سوريا وقال أنه يمكن أن يتولي حمايتها "مراقبون"مسلحون لكنه استبعد أي تدخل عسكري مباشر!!
 ولكن الطعنة الأليمة جاءت من الحكومة المصرية  بقرارها سحب السفير المصري من سوريا. هذه الطعنة أليمة ولكنها غير مستغربة إذ جاءت من مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون المصريون وهو الجناح الأم لتنظيم الإخوان الدولي الذي ينتمي إليه البيانوني المرشد السابق للإخوان السوريين والذين اختاروا حمل السلاح الذي تدفق عليهم من مصادر غربية ورجعية وإسرائيلية لاستغلال غضب موضوعي لشرائح شعبية مطالبة بالإصلاح وتوظيف ذلك لإسقاط النظام والاستيلاء علي السلطة. ونجد أيضا ضلوع تنظيم القاعدة في العمليات العسكرية كما أعلنت مصادر غربية وحسب ما أعلنه قائدهم الظواهري .
 وهكذا اكتمل التآمر الفاضح علي سوريا بمشاركة مجلس الأمن وجامعة الدول العربية برئاسة خليجية وإدارات حكومات أوروبا والولايات المتحدة ولا ننسي بالطبع عضو الناتو التركي ومساهمة قيادات معروفة ترفع شعارات إسلامية وكذلك الصهيوني العتيد برنارد هنري ليفي مهندس احتلال ليبيا من قبل ساركوزي رئيس فرنسا.
 هل يعقل أن هذا التحالف يبغي حماية الشعب السوري العربي ؟ ألم ينجح تحالف من نفس العناصر في حماية الشعب العراقي باحتلاله وتدميره. هذا يذكرنا بالقائد الأمريكي في فيتنام الذي قال أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ قرية ماي لاي هو إبادتها !!
إن الذين يتهموننا بتبني فكر المؤامرة عليهم أن يتذكروا العراق وسايكس بيكو والعدوان الثلاثي عام 56 والعديد من المؤامرات التي استهدفت الوطن العربي.
  بالطبع من المزري أن تشارك عناصر عربية في هذا التحالف الإجرامي ولكن في نفس الوقت تتلاشي الدهشة عندما نتذكر أن الأمة العربية وحكوماتها تابعة لقوي الهيمنة الغربية والكيان الصهيوني ماعدا العقبة الكأداء سوريا ومن ثم وجب القضاء عليها باسم نفس الشعارات الخادعة  التي استخدمت من قبل. أما الشعب الأمريكي فهو أيضا يعارض شن الحروب علي شعوب لم تشكل تهديد لمصالحه الحقيقية كما يشكو من اتساع في فجوة الثروة والبطالة وتقلص الحريات للمواطن الذي يحتج علي هذه الأوضاع في وجه قمع بوليسي شرس  تسعي حكومته لتحقيق الديمقراطية والرخاء بالعراق وأفغانستان وسورية وغيرها.
 إن القوة الأساسية التي يمكنها أن تقف في وجه هذا العدوان المتعدد الأطراف والمختلف الأبعاد هو الشعب السوري بتماسكه وبوعيه. ودعم هذا التماسك يتطلب مزيدا من معرفة الحقائق وفضح أبعاد المؤامرة وتعرية الإعلام المتواطئ وهذا يضع مسئولية علي المثقف والإعلام الوطني.
ياننا هذا ليس فقط للإدانة ولكنه لشحذ همم المثقفين والإعلاميين الوطنيين لتعريف الشعب العربي بالحقائق والوثائق حتى تتسع دائرة الصمود وحتى تفشل المؤامرة وتخرج سوريا من هذه المحنة أبية وأكثر عدلا وحرية لمواطنيها وقلعة يلتف الوطن العربي حوله لقهر الامبريالية والصهيونية وتحقيق التقدم.
 نتذكر مقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان في منتهي الوضوح في عدائه للاستعمار وللرجعية العربية وللكيان الصهيوني  عندما وصف سوريا  الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة ب "قلب العروبة النابض".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...