إسرائيل تبكي على هزيمة اليوم الأسود:عارعلى اللبنانيين أن يحتفلوا!

17-07-2008

إسرائيل تبكي على هزيمة اليوم الأسود:عارعلى اللبنانيين أن يحتفلوا!

أجمع المسؤولون في إسرائيل، أمس، على وصف عملية تبادل الأسرى والرفات مع »حزب الله« بـ»اليوم الأسود«، في وقت حاول الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز التخفيف من وطأة الهزيمة، بأن تحدث عن »انتصار معنوي لإسرائيل«، آخذاً على اللبنانيين احتفالهم بالنصر.
ووصف بيريز الاحتفالات التي أقيمت في لبنان لاستقبال الأسرى بالأمر »المعيب للبنان« زاعماً أن »الانتصار المعنوي الكبير هو لإسرائيل«. جنود إسرائيليون يحملون نعشي ريغيف وغولدفاسر على مقربة من الحدود أمس
وقال إنّ »إسرائيل تذرف الدموع. لقد دفعنا الثمن غاليا لكي يرقد (الجنديان) إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف بسلام بيننا. أين هو الانتصار المعنوي الكبير؟ انه هنا مع شموع الذكرى وليس هناك. عار على لبنان«.
أمّا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت فقال »عار على أي وطن أن يحتفل بالإفراج عن وحش بشري كسر جمجمة طفلة«، في إشارة إلى الأسير المحرّر سمير القنطار.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف القنطار بأنه »قاتل أطفال وحشي«، معتبراً أنّ »كل من يعتبره بطلا يسحق المبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية«، فيما أشارت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي افيتال ليبوفيتز إلى أنه »بالنسبة لإسرائيل والجيش، إنه يوم مؤثر جدا. إنه يوم بالغ الصعوبة بالنسبة إلى العائلات«.
في المقابل، دافع رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد عن قرار الحكومة بخصوص صفقة التبادل. وقال جلعاد، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن »الاستخبارات قامت بعمل رائع ومقنع في هذه القضية لكن هذا لم يكن دليلا بصريا، وبالنسبة لعائلتي الجنديين فإنه لن يقنعهما أي شيء من دون أن تريا جثتي ابنيهما«.
واعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تساحي هنغبي إن عملية التبادل »كشفت ضعف القيادات الإسرائيلية ونقطة الضعف لدى المجتمع الإسرائيلي«، مشيراً إلى أنّ »دولة بأكملها لم تكن قادرة على التحليل بأعصاب باردة مصلحتها الحقيقية، في حين أنه بإمكان الجانب الآخر، وبحق، الاحتفال على وقفته الصامدة«.
وأضاف هنغبي أنه حين رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إعطاء معلومات بشأن مصير الجنديين الإسرائيليين »كان ينبغي على إسرائيل أيضا أن تقطع أي اتصال بين العالم الخارجي والقاتل سمير القنطار والأسرى اللبنانيين الأربعة الآخرين«.
بدوره، انتقد عضو اللجنة الخارجية يوفال شتاينيتس صفقة التبادل، معتبراً أنّ »وسائل الإعلام هي التي حسمت في إقرار الصفقة والحكومة استسلمت لموقف الجمهور بدلا من قيادته«.
من جهته، قال عضو الكنيست عن حزب »المفدال« أرييه الداد إنّ بإمكان إسرائيل تحويل »هتاف النصر في لبنان إلى نواح وعويل«، مشيراً إلى ان »من اختطف جنودا أحياء ثم أعادهم جثثا يستحق الموت«.
وفي هذا الإطار، ألمح المحلل العسكري في صحيفة »يديعوت أحرونوت« رون بن يشاي إلى احتمال قيام إسرائيل باغتيال القنطار، موجهاً »نصيحة صغيرة« لعميد الأسرى قال فيها »إسأل رفاقك في منظمة التحرير وحزب الله عن مصير قتلة مدنيين إسرائيليين ويهود بعد مرور سنوات بدا فيها لهم أنه تم نسيان أعمالهم... وماذا حصل، مثلا، لقتلة الرياضيين في ميونيخ. تعلم من الماضي واستخلص العبر«.
أمّا وزير النقل شاؤول موفاز فأعرب عن خيبة أمله حيال تقرير حزب الله بشأن الطيار الإسرائيلي رون أراد، معربا عن اعتقاده بأن الأمين العام للحزب السيد نصر الله لديه المزيد من المعلومات عما ورد بالتقرير. وأضاف أن التقرير غير مقبول ليس فقط من جانب الحكومة ومسؤولي الاستخبارات بل أيضا من جانب الوسيط الألماني غيرهارد كونراد.
من جهته، وصف وزير الدولة عن »حزب العمل« عامي يعالون عملية التبادل بأنها »يوم حزين لكل إسرائيل، لكن اسـتعادة رفات (الجنديين) تثير ارتياحا لدينا. إنها مسؤوليتنا الأخلاقية حيال الجنود الذين نرسلهم للقتال«.
وأمام منزلي غولدفاسر وريغيف في نهاريا وكريات موتسكين في شمال إسرائيل، تجمع العديد من الأشخاص وبدأوا بالبكاء لدى رؤية مشاهد نعشين أسودين وضعت فيهما جثتاهما على شاشات التلفزيون.
وتحدث والدا الجنديين الإسرائيليين عن ألمهما وهما يتابعان التغطية التلفزيونية للنعشين اللذين يحملان رفات ابنيهما. وقال شلومو غولدفاسر »ليس من السهل رؤية هذا المشهد، رغم أنه ليس مفاجئا بشكل كبير بالنسبة لنا«، فيما اعتبر زفي ريغيـف أنه »كان مؤثرا للغاية عندما شـاهدناه (إلداد). لم نتمكن من متابعة الأمر لفترة طويلة. كان أمرا مروعا بحق«.
وقال حاخام مستوطنة كريات موتسكين دافيد دروكمان، بعد لقائه أفراد أسرة ريغيف »انه اليوم الأكثر سوادا. لا أتمنى ذلك لألد أعدائي. إنها نهاية مأسوية«.
إلى ذلك، وجه محللون إسرائيليون انتقادات لاذعة لعملية التبادل معتبرين أنها سابقة خطيرة قدمت نصرا دعائيا لـ»حزب الله«. ورأت صحيفة »معاريف« أن إسرائيل أهينت لأن نصر الله »سيرسخ صورته على انه القائد العربي الأول الذي حارب إسرائيل وهزمها«، مشيرة إلى أنّ »لا احد باستثنائه، لا الحكومة اللبنانية ولا الجامعة العربية ولا الأمم المتحدة ولا الصليب الأحمر... أعاد مواطنا لبنانيا فخورا، كان يهترئ في سجن إسرائيلي منذ ٢٩ عاما«.
واعتبرت صحيفة »إسرائيل هايوم« أن التبادل »يوجه رسالة سلبية إلى أعدائنا«، لافتة إلى أنّ »استعداد إسرائيل لتسديد ثمن حقيقي في مقابل جنود تجهل ما إذا كانوا على قيد الحياة، أو الأسوأ، تعلم أنهم قتلى، قد يؤول بالطرف الأخر إلى الاعتقاد بأن لا مصلحة لديه في الحفاظ على حياة الرهائن، لأنه سـيتلقى شيئا في المقابل في جميع الأحوال«.
أمّا صحيفة »جيروزالم بوست« فأكدت أنه »بالنسبة للعالم العربي، فإنّ حزب الله قد أحرز انتصارا كبيرا« فيما أشارت صحيفة »هآرتس« أن »حزب الله سيزداد قوة في لبنان« بعد العملية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...