إلى المختارة

27-03-2012

إلى المختارة

في سوريا الوطن مختلف. وعمق الحضارة مختلف. نسيجها المغزول على التنوع مع عبق الياسمين مختلف. حيث الوطن هو الأسمى والانتماء إلى آلام وجراح الأمة هو الأرسخ.
سوريا التي أربكت كل الحسابات. . كل شي فيها مختلف
من جبل العرب حيث نحن محكومون بانتمائنا وعروبتنا ,ارتبط وعينا بهذا النسيج المتأصل ,فيه ذابت كل الممرات الضيقة والدوائر الصغيرة إلى دائرة الوطن  الأوسع والذي لا مكان فيه للحسابات الصغيرة.
 تعلمنا أن الدين هو الذي يجمع وان الطائفية تفرق. وهي الرؤية الضيقة لمحاولات الأديان السماوية الارتقاء بالنفس الإنسانية إلى السمو والترفع عن كل أشكال  المصالح اللحظية والجسمانية الفانية.
إنها إعدام لمساحة المشترك بين الشعوب..وإحلال العزلة .ومعها لن يكون هناك للآخر مكان.
ولن يكون هناك قبول لمن يختلفون عنا بالفكر والإيمان. كلما زادت مساحة المشترك, زاد الوعي بحاجة الأخر.والمختلف عنا .ونضجت الرؤى عن سبب الوجود من العدم. لم يخلق الله هذا التنوع لتسمو فئة على أخرى بالولادة.
انتم المولودون من رحم الحروب, لم تستطيعوا الخروج من تلك الملاءة, ولا وجود لكم بدونها, انتم محكمون بالحروب. إن جيش سوريا ذلك الجيش القومي الوطني الذي حمل على كاهله كل هموم الوطن والقومية, حدد العدو والصديق. وجه بوصلته باتجاه الأعداء الأزليين لهذه المنطقة, مستعمرون جدد, مستعمرون قدامى, تقرأ في تاريخنا الطويل تاريخ مقاومات, لا تاريخ غزوات, وليس صدفة أن تجد أبطالنا أبطال مقاومة لا أبطال حروب وغزوات.
إن الجيش السوري ليس فرقا عسكرية تمارس القتل وتجند المرتزقة, وكذا أبناء الجبل ككل أبناء سوريا ليسوا ميلشيا يتم تجنيدها لتقاتل أبناء جلدتها, جبل العرب ,جبل الثورات ,عثمانيين وفرنسيين ,وغيرهم من المتآمرين على هذا الوطن, اقرأ التاريخ جيدا, التاريخ لا يعود إلى الوراء , لكن الذاكرة لا تنسى , إن من نجح ,بقوة السلاح, بتهجير الطوائف الأخرى من جبل لبنان يجب أن لا يرتدي قميص غاندي, فأمراء الحروب لا يفهمون لغة السلام و إن لمن الأصعب أن يكونوا أمراء سلام, من افرز هذه الحالة المتعصبة في لبنان, يجب عليه أن لا ينّظر لإعادة التجربة في بلد أخر.
إن أهل جبل العرب , ككل السوريين, منضوون تحت لواء هذا البلد ,يعملون في مؤسساته  ويؤدون واجبهم الوطني تحت راية هذا الجيش الأبي , والذي هو جيش كل السوريين, لا بل جيش العرب الذين لم يبيعوا قضيتهم
كل سوريا أهلنا , كما أهل درعا, وحمص و إدلب وحماه وغيرها ,حيث هي تقسيمات إدارية فقط و لا وجود لحدود ولا فواصل ولا مسافات بينها. كلها مزيج واحد في عقول وقلوب السوريين وفي وعيهم المتجذر والعصي على كل أشكال الكي الجديدة المستوردة والمشكّلة لتناسب مقاسات وتفصيلات ضيقة على قوميتنا. كل دماء السوريين تؤلمنا,
و جراحنا نداويها بأيدينا, والوطن لنا, أبناء سوريا نحن, لنا القضية, وأبوة وأمومة الصبي, لا احد يبيعنا ويشترينا باسم الدين, كما قال القائد العام للثورة السورية سلطان الأطرش, في بيان الثورة الأول
"الدين لله والوطن للجميع".
المفكرون هم أزمة هذا الزمن ,فليخرجوا من أزمة العقول الضيقة  وليريحونا من تحاليلهم التي لا تحلل ولا تحرم , وهم المحكومون بتسديد الفواتير.
وهنا يحضرني ما قاله المعلم كمال جنبلاط:" إن الجهل داء يجب استئصاله وإن اجتماع الحقد مع الغباء في إنسان واحد يصيبه بالعمى بشكل كامل فلا يعود يدري ما يجري حوله"..
حيث كان المعلم كمال جنبلاط يدحض المنطق التافه الذي يدعو إلى التغيير الانقلابي، لأن في اعتقاده ليس من المستطاع وغير صحيح في مفهوم التطور الطبيعي للمجتمعات والأوطان أن تستيقظ ذات صباح وتجدها قد انتقلت من حال إلى حال..
لماذا نصدقك الآن, أن الاستدارة مرة هو إعادة توجيه البوصلة, آما أكثر من مرة فهو تلون, فلماذا نصدقك الآن.
هي ليست لحظة تخل أخرى  .. وإلا لكانت معظم أوقاتك لحظات تخل. فلماذا نصدقك الآن
عاش الوطن.


أدهــــم عــــــزام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...