إيران تعلن قبول الغرب شروط التفاوض في اسطنبول

09-12-2010

إيران تعلن قبول الغرب شروط التفاوض في اسطنبول

أكدت إيران امس، ان القوى الغربية وافقت على شروطها لمتابعة المفاوضات حول الملف النووي، في إشارة إلى جولة مقبلة من التفاوض بين ايران ومجموعة الـ«5+1» في اسطنبول أواخر كانون الثاني المقبل، تم الاتفاق على إجرائها قبل انتهاء الجولة الاولى في جنيف أمس الأول. وفيما تشير المعلومات إلى إمكان إعادة إحياء صفقة لتبادل الوقود النووي مع ايران، أكدت طهران استعدادها للتباحث في الاقتراح، مشددة في الوقت نفسه على رفضها مناقشة وقف أنشطة التخصيب.
وأكد كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في تصريح للقناة الرسمية الايرانية «بدأت هذه القوى المفاوضات بطرح وجهة نظرها، لكن ايران قالت لها إن المناقشات يفترض ان تستمر على اساس شروطها. لذلك غيرت موقفها تغييرا جديا». وأضاف المفاوض الايراني «بعدما أصرت إيران وجادلت» وافقت القوى العظمى «على ان يتناول اللقاء المقبل في اسطنبول التعاون حول النقاط المشتركة» بين الطرفين وليس على الملف النووي الايراني وحده كما كانت ترغب هذه القوى.
وقد استأنفت ايران ومجموعة «5+1» (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن: الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالاضافة الى المانيا) الاثنين والثلاثاء الماضيين، في جنيف مفاوضاتهما المتوقفة منذ 14 شهرا حول وسائل تسوية الازمة الناشئة عن البرنامج النووي الايراني المثير للخلاف، حيث تم الاتفاق على استنئاف المفاوضات في أواخر كانون الثاني المقبل في اسطنبول.
من جهتها صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان المحادثات بين الدول الكبرى وإيران حول طموحات ايران النووية كانت «مفصلة وجوهرية». وقالت اشتون التي لعبت دور وسيط في المحادثات «اجرينا يومين من المحادثات المفصلة والجوهرية التي تركزت على البرنامج النووي الايراني وضرورة ان تفي ايران بالتزاماتها الدولية». وأضافت «نعترف بحقوق ايران لكننا نصر على ان تفي بالتزاماتها» مشيرة الى ان الدول الست مستعدة «للبحث عن قواعد مشتركة لمسائل ذات اهتمام مشترك». واكدت اشتون ان المفاوضات ستتواصل في نهاية كانون الثاني في اسطنبول، لكن هذه التصريحات أثارت ردا شديدا من جليلي الذي دان ما اعتبره «قلة احترام» من جانب المسؤولة الاوروبية ملمحا الى ان اشتون بدلت صيغة الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه خلال المناقشات الصباحية. وقال إن «الاتفاق الوحيد الذي وافقت عليه الدول الست ونحن ايضا هو العبارة الآتية: مواصلة الحوار في اسطنبول من اجل التعاون على قاعدة النقاط المشتركة. ان اي إعلان آخر يناقض هذا الاتفاق»، مؤكدا «أعلن بوضوح وصراحة أن إيران لن تبحث وقف تخصيب اليورانيوم في الاجتماع المقبل في إسطنبول مع القوى الكبرى».
من جهته، قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي اعتبر أن «إلغاء الحظر والعقوبات على ايران هو أفضل طريق للتعاون مع مجموعة الـ5+1»، إن بلاده مستعدة لبحث امكانية مبادلة الوقود النووي في محادثات تستأنف الشهر المقبل لكنه استبعد أي تباطؤ في برنامجها النووي. وقال في كلمة للطلبة نقلتها وكالة «مهر» للانباء «نحن نؤيد التعاون ويجب عليهم ان يأتوا وأن يتعاونوا معنا ويقومون ببناء 20 محطة نووية». وأضاف «حقوقنا النووية ومن بينها استمرار تخصيب اليورانيوم وتخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة وبناء محطات نووية موضوعات غير قابلة للتفاوض»، وتابع بالقول إن «التعاون في مجالات مختلفة مثل مبادلة الوقود وقضايا سياسية واقتصادية وأمنية عالمية هي موضوعات للتفاوض».
وأضاف نجاد ان «طلبنا من الغرب كان منذ البداية، هو ان يتعامل مع الشعب الايراني من منطلق الصداقة والتعاون وألا يكون بصدد اهدار حقوق الشعب الايراني المشروعة». وصرح بأن «الاخبار تفيد بأن الغرب قد استجاب لدعوة الشعب الايراني لذا فإننا نرحب بهذا الموقف». وأعرب عن امله، في ان تجري الجولة المقبلة من المحادثات والإسراع بالدخول في المرحلة التطبيقية للتعاون الثنائي والمتعدد الاطراف. وأوضح ان «ايران تسعى لكي تضطلع بدور في ادارة العالم وهذا ليس طمعا او غطرسة بل هو حق طبيعي لاي شعب».
إلى ذلك، اعلن دبلوماسي فرنسي ان اي جدول اعمال لم يحدد للاجتماع المقبل في اسطنبول موضحا ان ايران لم تطلب في جنيف رفع العقوبات. وقال الدبلوماسي «لا توجد ورقة تتضمن جدول اعمال. هناك تبادل واضح معه (الممثل الايراني خلال لقاء جنيف) يوافق فيه على اجتماع ونحن (الدول الست) نقول: اذا كان هناك من اجتماع نريده ان يتطرق الى البرنامج النووي الايراني». وأضاف «لا اعتقد انه سيكون لنا في اسطنبول اجتماع مع تبادل واضح ودقيق يسمح ببدء مقاربة محتملة على مراحل، هذه ليست الاجواء. لم يبد (الايرانيون) اي انفتاح حول اي شيء». وتابع اذا «بقيت طهران على هذا الموقف لن نذهب بعيدا».
وقال الدبلوماسي إن «مسألة رفع العقوبات لم تبحث في اي وقت من الاوقات» من قبل الممثل الايراني في اليومين الماضيين في جنيف، مضيفا ان «موقف فرنسا والدول الست يقضي بالطلب من الايرانيين احترام واجباتهم طبقا للقرارات الدولية، اي تعليق ثم وقف كل الانشطة المرتبطة (بتخصيب اليورانيوم)».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...