اعترافات مراهقة

24-08-2006

اعترافات مراهقة

«اعترافات جورجيا نيكولسون – الجزء السابع»، قصة عصرية مميزة، لم يكد يمر شهران على نشرها حتى وجدت مكانتها في غرفة كل مراهقة تتقن اللغة الانكليزية (الناشر: هاربر تامبست، أيار / مايو 2006، 278 صفحة).

تحكي قصة مراهقة طريفة و«مهضومة» تكتب يومياتها التي تتمحور حول كل الحوادث التي تواجهها والتي ترويها بأسلوب طريف ومضحك يجعلها تهزأ من كل من تصادف... بدءاً بنفسها وبشخصيتها المتقلبة بفعل عمرها اليافع الذي يرتكز اساساً على التقلب في المزاج في شكل دوري وسريع.

جورجيا، سبق وروت مغامراتها في ستة أجزاء سابقة، لكنها هذه المرة تحكي وجع قلبها المغروم بشاب جديد وصل الى مدرستها. ماسيمو الذي يتجاهلها ويفضل رفقة ليندسي المقرفة والمبللة عرقاً باستمرار.

تتجرأ وتطلب منه ان يصادقها... فيما هو يطلب مهلة للتفكير تجعل من حياتها جلجلة يومية مثقلة بالصبر والتريث والرومسنية.

هي مغرمة بماسيمو، وصديق طفولتها دايف يعترف بحبه لها، فيما المدرسة تحضّر لعرض مسرحية «ماكبيث»، للمؤلف الإنكليزي ويليام شكسبير، التي تتطلب تمارين مكثفة.

برنامج مثقل بالهموم للإبنة المراهقة التي تجعل من شخصية عائلتها «كاريكاتوراً» يهزأ منه القارئ بسهولة: شقيقتها الصغرى تشبه أي شقيقة مراهقة عصرية في الغرب. ووالدتها «أنموذج» معمم لكل امهات المراهقات، فهي تنفعل باستمرار لدى رؤية ابنتها مستلقية على السرير، تتكلم تارة على الهاتف، وتتصفح المجلات طوراً. فتصرخ من دون انتباه:» طبعاً انت متعبة، فأنت تحملين الكحل على عينيك والأحمر على شفتيك منذ ساعات الصباح الأولى».

جورجيا تعدّ الثواني في انتظار قرار ماسيمو الذي يتجاهلها. تحبذّ دعوتها وتنبذها مئتي مرة في الثانية الواحدة. ترفض ترددها وتجد له مئات التبريرات. تقتنع انها تعيش في «مخبز» للألم الذي يعصر قلبها وينمو بدرجات متسارعة تجعل إمكان تحمّله من المستحيلات... فتغرق نفسها في التمرينات المسرحية هرباً من نفسها ومن قلبها المتردد.

يوميات جورجيا ستجلب حتماً الضحكة الى كل من يقرأها. فهو - أو هي - سيعشق بطلتها المراهقة التي لا تنفك تكلّم نفسها بصوت عالٍ... وطوال صفحات الكتاب.

فالقارئ سياتبع حياة جورجيا، لحظة بلحظة. يعيش معها محاولتها الفاشلة لتجميل نفسها بالماكياج. يرثي لتجربتها بحلق حاجبيها، ينتقم معها من شقيقتها الصغيرة التي لا تنفك تنغِّص حياتها ليلاً ونهاراً. يرتجف قلبه معها لدى رؤية ماسيمو من بعيد، ويخاف معها من أول صعود لها على خشبة المسرح.

فجورجيا، كما كل مراهقة غربية، تتعلم مهارة المشي بين النقاط... تماماً مثل البهلوان الذي يحمل ست كرات بين يديه وينقلها بخفة بين يد وأخرى.

وهي أيضاً «نسخة طبق الأصل» عن الكاتبة لويز رينيسون التي لا تفارق السخرية والضحكة ثغرها، جاعلة من بطلة قصصها السبع، مراهقة عفوية ومحببة وقريبة من قلوب جميع القراء، بعيداً من المفهوم العصري للقصص الناجحة الذي يرتكز على العنف والدموية والقساوة.

فالكاتبة كما بطلتها طريفة في كل تصرفاتها. تهوى كتابة قصصها في النوادي الرياضية النسائية، وتسخر بتحبب من كل العثرات التي تصادف يومياتها والتي قد تجعل غيرها يثور ويبكي من سوء حظه... وكأن جورجيا اختصرت كل المراهقات البريطانيات في آن وجعلت زميلاتها الأميركيات يكتبن لها قائلين إنهن تعلمن «كيفية التحول بريطانيات».

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...