اعتقالات واعتداءات في الضفة و 400 وحدة جديدة

14-03-2011

اعتقالات واعتداءات في الضفة و 400 وحدة جديدة

استغلت إسرائيل مقتل خمسة مستوطنين في الضفة الغربية، فجر أمس الأول، لتشن حرباً شرسة على الفلسطينيين اتخذت أشكالاً متعددة، بدءاً بالمصادقة على بناء مئات الوحدات الاستيطانية،فلسطينية وطفلها في ميدان الشهيدة دلال المغربي في البيرة في الضفة الغربية أمس مروراً بتكثيف حملات الاعتقال، وصولاً إلى تصعيد وتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين الآمنين، بالرغم من أن لا شيء حتى الساعة يثبت أن منفذ العملية فلسطيني.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية على بناء 400 وحدة سكنية داخل مستوطنات «غوش عتسيون»، و«معاليه ادوميم» و«أرئيل» و«كريات سيفير»، في قرار ذكرت صحيفة «معاريف» أنه كـ«رد فعل» على مقتل خمسة إسرائيليين في مستوطنة «ايتامار» قرب نابلس بهجوم نفذه رجل كان مسلحاً بسكين.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراؤه بأصابع الاتهام مباشرة الى السلطة الفلسطينية، معتبرين أن الحادث ناتج عن «التحريض الممنهج من قبل السلطة». وقال نتنياهو «نشهد أموراً فظيعة. ونحن نعرف على سبيل المثال انه ستتم تسمية مباراة لكرة القدم في مناطق السلطة الفلسطينية بـ(كأس دلال المغربي)، وذلك على شرف إرهابية انتحارية قتلت وجرحت العشرات في القدس. نرى، للأسف، السلطة وهي تعطي منحاً لأسر القتلة، ونشهد تسمية الساحات على أسماء الإرهابيين الذين قتلوا عشرات الإسرائيليين. هذه الأمور تتعارض مع التربية على السلام».
وأضاف نتنياهو، الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن «التحريض الفلسطيني الرسمي ضد إسرائيل، والذي يمتد في بعض الأحيان الى معاداة السامية، جزء لا يتجزأ من نسيج الحياة في السلطة الفلسطينية. هكذا ترسل رسائل معادية لإسرائيل في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية والخاصة وفي الخطب في المساجد وفي المدارس».
من جهته، قال وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشاي انه «لا يجب الاكتفاء ببناء 400 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، بل بناء 5 آلاف وحدة، أي بمعدل ألف وحدة لكل من القتلى الخمسة»، مضيفاً ان «الفلسطينيين لا يرغبون في السلام ، وأننا نضع رؤوسنا في الرمال مثل النعام في الوقت الذي تحرض السلطة الفلسطينية على القتل».
بدوره ، اعتبر رئيس حزب «البيت اليهودي» الوزير دانيال هوشكوفيتش أن «البناء في الضفة الغربية يجب أن يكون ضمن سياسة إسرائيل الثابتة»، داعياً المجتمع الدولي إلى «نبذ الفلسطينيين الذين يربون في المدارس على التحريض والقتل بدلا من إعطائهم دولة».
وهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ«تصفية الحساب» مع «القتلة» الذين نفذوا هجوم «ايتمار». ونقلت صحف إسرائيلية تصريحات لضباط بارزين قالوا إن «الجيش لن يهدأ له بال حتى يلقي القبض على قتلة الأطفال»، فيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك على أن «القبضة الحديدية» للجيش الإسرائيلي والشاباك ستنهال على الجناة، مضيفاً أنه «سيتم إلقاء القبض عليهم وسيقدمون للعدالة ويدفعون الثمن».
وأعلن جيش الاحتلال قرية عورتا، القريبة من مستوطنة «ايتمار» والعديد من قرى نابلس منطقة عسكرية مغلقة، فيما شنت قواته حملات اعتقال طالت عشرات الفلسطينيين. وقامت قوات من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بتمشيط شمال الضفة الغربية. وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنه جرى تركيز عمليــات التفتيش حول قرية عورتا ومستوطنة «إيتمار»، فيما تم نشر تعزيزات عسكرية وأمنية في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
يأتي ذلك في وقت صعّد المستوطنون هجماتهم ضد الفلسطينيين، حيث سجل يوم أمس عشرات الاعتداءات في الضفة الغربية نفذها مستوطنون ضد الفلسطينيين بحماية من جيش الاحتلال.
وفي محافظة نابلس، قالت مصادر فلسطينية لـ«السفير» إن مئات المستوطنين توزعوا على مفترقات الطرق الرئيسة، وأغلقوا الحركة أمام الفلسطينيين، فيما هاجم آخرون منازل الفلسطينيين في قرى حوارة وبورين وياسوف وعينابوس، فيما حال المواطنون هناك دون اختطاف فلسطينيين.
وفي رام الله، تم إحراق سيارة في قرية راس كركر، فيما تلقى أهالي قرى محيطة تهديدات بالقتل من قبل جماعات استيطانية متطرفة.
وفي الخليل رشق مستوطنون منازل الفلسطينيين القريبة من حي تل الرميدة في المدينة وأغلقوا الشوارع التي يمر منها الفلسطينيون.
وما زال الغموض يكتنف حادث مقتل المستوطنين الخمسة في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة أو فصيل فلسطيني مسؤوليته عن الحادث سوى جماعة أطلقت على نفسها اسم «كتائب شهداء الأقصى ـ مجموعة الشهيد عماد مغنية».
ونفت حركة حماس أي صلة لها بالهجوم، مشيرة إلى أنها لا تستبعد «خلفيات جنائية» للحادث. وحذرت الحكومة الفلسطينية المقالة من استغلال إسرائيل للهجوم لتبرير عمل عدواني على غزة، مشيرة إلى أنه «في الوقت الذي نفت فيه المقاومة الفلسطينية وحركة حماس علاقتها بعملية ايتمار فإننا لا نستبعد ان تكون خلفية جنائية وراء الحادث».
من جهتها، اعتبرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ان الهجوم «رد طبيعي» على العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، من دون أن تتبنى الهجوم. وقال المتحدث باسم سرايا القدس أبو احمد إن «العملية الفدائية رد طبيعي للمقاومة على الاعتداءات الصهيونية»، لكنه شدد على أنه «لا يوجد أي تبن للعملية من قبل حركة الجهاد».
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض الهجوم. وقال عباس «إننا نرفض وندين كافة أعمال العنف الموجهة إلى المدنيين مهما كان مصدرها وأسبابها»، مضيفا أن «العنف لن يولد سوى العنف» وأن «المطلوب هو الإسراع بإيجاد حل عادل وشامل للصراع».
وأدانت الولايات المتحدة أمس «الهجوم الإرهابي»، واصفة إياه بأنه «جريمة بشعة». واعتبر البيت الأبيض، في بيان، أنه «لا يوجد مبرر لقتل والدين وأطفالهما في منزلهم»، مضيفاً «ندعو السلطة الفلسطينية إلى إدانة هذا الهجوم الإرهابي بكل وضوح ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة البشعة».
كذلك، أدانت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط «بأشد العبارات» الهجوم، معتبرة أن «الهجمات على كل المدنيين في كل الظروف غير مقبولة». وعبرت اللجنة عن ارتياحها لـ«الإدانة الحازمة لهذا الهجوم» من قبل السلطة الفلسطينية، مشددة على «ضرورة تسريع الجهود لانجاح سلام اسرائيلي فلسطيني وإسرائيلي عربي».

أمجد سمحان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...