الأسد يتلقى دعم درعا والجيش يضبط تلكلخ

17-05-2011

الأسد يتلقى دعم درعا والجيش يضبط تلكلخ

التقى الرئيس بشار الأسد، أمس، وفدا من أهالي محافظة درعا، للمرة الأولى بعد العملية الأمنية التي جرت في المدينة وبعض من محيطها، حيث قال بعض أعضاء الوفد انهم شكروا الرئيس السوري على دخول الجيش وطالبوا ببقائه، فيما قال بيان للجيش إن وحداته أوقفت مطلوبين في تلكلخ وصادرت أسلحة وبزات عسكرية.
إلى ذلك، كرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الغرف التجارية والبورصات التركية في أنقرة، أن «تركيا تتابع التطورات في سوريا كما لو كانت شأنا داخليا بالنسبة اليها». وأضاف «التقيت الأسد مرات عدة. لقد نصحناه بأن يتوخي الدقة والحذر، لا سيما تجاه الأعمال التحريضية، والامتناع عن استخدام القوة لقمع التظاهرات. لقد اقترحنا عليه تنفيذ الإصلاحات بسرعة. نبذل جهودا كبيرة لمنع الصدامات الطائفية في سوريا. لقد قدمنا اقتراحات لجارتنا القريبة سوريا لإعادة الأمن والهدوء». الاسد خلال لقائه وفدا من درعا امس (سانا)
وذكرت وكالة (سانا) أن الأسد بحث ووفدا من أهالي درعا «الأحداث التي شهدتها درعا والأجواء الايجابية السائدة حاليا هناك نتيجة للتعاون بين الأهالي والجيش والخطوات الإصلاحية الجارية في البلاد وآفاقها».
ونقلت عن أعضاء الوفد «تقديرهم لتضحيات الجيش والجهود التي قام بها بالتعاون مع الأهالي والسلطات المحلية لتأمين مستلزمات الحياة اليومية وحاجات الناس خلال هذه الفترة وإعادة الأمن والأمان إلى درعا».
وقال العضو في الوفد عبد الحميد طه إن الوفد طالب بإبقاء الجيش في درعا في الوقت الحالي و«متابعة ملاحقة المرتزقة والعصابات»، مضيفا انهم توجهوا «بالشكر للقيادة على قرارها بإدخاله».
وأضاف طه ان الوفد طرح على الأسد فكرة تعويض من تضرر من العملية الأمنية، وإن الأسد تحمس لذلك، شرط ألا يكون المعني بذلك من حمل سلاحا ضد الدولة، وتم الاقتراح بتشكيل لجان شعبية بهذا الصدد، وكانت المحافظة بدأت تستقبل طلبات من هذا النوع، وفقا لما قاله مواطنون ومسؤولون من المحافظة.
من جهته، قال موسى الكراد من منطقة درعا البلد إن وضع بلدته «طبيعي، وإنه حين غادرها كانت الحركة فيها اعتيادية» معلقا على ملاحظة «وجود احتقان» في البلدة بالقول إن «الاحتقان الموجود بفعل الخوف من الانتقام» ممن وصفهم بـ«العصابات التي أرهبت الناس».
وأضاف الكراد، الذي فقد ولده خلال الأحداث في درعا، «انه مستعد لتقديم 13 ولدا لديه فداء للبلد والرئيس الأسد»، موضحا أن منزله لا يبعد سوى 50 مترا عن المسجد العمري في درعا البلد، وحين «دخل الجيش استضفناه وشرّبنا مع عناصره الشاي». ولفت إلى أن ما قيل عن «حصار لدرعا وجوع» كلام «إعلام كاذب» لأن كل أهالي حوران يخزنون المؤن لشهر على الأقل كما تجري العادة، منوها بأن الأفران تعمل لخمسة أيام متواصلة في الأسبوع الواحد. ويشدد الكراد على أنه على ثبات رأيه بأن من كانوا في درعا البلد في تلك الفترة «هم من العصابات التي حملت السلاح»، قائلا «أنا مستعد لتسميتهم فردا فردا»، مضيفا «أنا هُددت مرتين من قبلهم»، مكررا «نعم. نحن من طلبنا دخول الجيش».
وأعلنت وزارة العدل السورية إمكان تلقي لجنة التحقيق القضائية الخاصة جميع شكاوى السوريين حول القضايا المتعلقة بالأفعال التي أودت بحياة المدنيين أو العسكريين أو إصابتهم وجميع الجرائم الناجمة عنها أو المرتبطة بها.
من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي المتعلق بتنظيم حق التظاهر السلمي بوصفه حقا من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها الدستور السوري. وشملت التعليمات 15 مادة تضمنت في مجملها التعريف بالتظاهرة وبالجهتين المختصة والداعية واللجنة المنظمة والجهات التي يحق لها الدعوة للتظاهر، والمدة التي يجب على اللجنة المختصة البت فيها بموضوع الطلب الخطي والأسباب الداعية لعدم الموافقة على تنظيم التظاهرة، إضافة إلى آليات تحديد موعدها ومكانها والظروف التي يحق فيها لوزارة الداخلية إنذار اللجنة المنظمة بحل أو فض التظاهرة.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري مسؤول قوله، في بيان، إن «وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت خلال ملاحقتها المجموعات الإجرامية المسلحة في منطقة تلكلخ اليوم (أمس) عددا من المطلوبين الذين روعوا المواطنين وبثوا الذعر في نفوسهم، كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية التي كانت العناصر الإجرامية تستخدمها». وأضاف ان «حصيلة المواجهة كانت 15 جريحا من الجيش والقوى الأمنية وعددا من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإجرامية المسلحة».
وقال نشطاء في حقوق الإنسان إن 15 دبابة سورية انتشرت حول بلدة العريضة قرب معبر جسر القمار الحدودي مع شمال لبنان. وقال شهود على الجانب اللبناني من الحدود لوكالة «رويترز» إنه كان بإمكانهم سماع دوي النيران طوال الليل .
وقال احد سكان تلكلخ محمد الدندشي لـ«رويترز» إن هناك قصفا متقطعا ونيران أسلحة آلية في تلكلخ لكن الجيش لم يتقدم في ما يبدو عن مشارف البلدة، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن شاهد عيان قوله إن «الدبابات تقصف البيوت السكنية باتجاه حي الأكراد».
ولفت الى «انتشار الدبابات امام الفرن الآلي الذي تعطل عن العمل منذ ثلاثة ايام وأمام جامع عثمان بن عفان في حي البرج». واكد «سماع دوي اعيرة نارية واطلاق قذائف في منطقة جبل العريضة المتاخمة لتلكلخ» بعد اقتحام القوات السورية.
                                                                                                                                              زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...