الإيباك والموساد يدفعان نحو عمل عسكري أمريكي ضد إيران

06-08-2006

الإيباك والموساد يدفعان نحو عمل عسكري أمريكي ضد إيران

الجمل: قبل سقوط القنابل على بغداد كانت ثمة مجموعة من كبار مسؤولي البنتاغون تقوم بإعداد سيناريو لـ(مهاجمة الهدف الجديد: إيران)، وذلك ضمن مشاهد تتوازى وتتشابه مع السيناريو العراقي، وبالذات في الاعتبارات المتعلقة بالاعتماد على المعلومات الاستخبارية الكاذبة (الادعاء بوجود أسلحة دمار شامل إيرانية)، واستخدام حلفاء الظل (توظيف المعارضين الإيرانيين بطريقة أحمد الجلبي نفسها).
بدأت الخطوات العملية لدفع الإدارة الأمريكية من أجل التورط في عملية شن الحرب ضد إيران في صبيحة 12/شباط 2003م..  البداية العملية كانت مع جهود لاري فرانكلين (الخبير في الشؤون الإيرانية) ضمن (مجموعة عمل الدول المارقة) التابعة للبنتاغون، والتي كانت تقوم بإعداد الدراسات والمذكرات للإدارة الأمريكية حول ضرورة مهاجمة إيران، عبر ميخائيل رابين (يهودي أمريكي مسؤول عن شؤون إيران والعراق بمكتب دوغلاس فايث الخبير في البيت الأبيض) وكانت هذه الضغوط تساندها ضغوط أخرى  يقوم بها بعض الأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين. ولاحقاً تبين أن كل هذه المجموعات تشكل شيئاً واحداً، تقوم بالإشراف عليه منظمة الإيباك (من داخل أمريكا)، والموساد (من خارج أمريكا).
تقدمت جهود الإيباك أكثر فأكثر، عندما قام روزين (أحد عملاء إسرائيل في البيت الأبيض) بالنجاح بـ(زراعة فرانكلين) كـ(جاسوس) لإسرائيل داخل البيت الأبيض، وبالذات في مجلس الأمن القومي، الذي يمثل قلب سياسات الأمن القومي والمخابرات في أمريكا.
ثم تزايدت اتهامات الإدارة الأمريكية لإيران بالسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وبدعم الإرهاب، كذلك برزت بعض المحاولات من جانب طوني بلير (رئيس الوزراء البريطاني لاتهام إيران بدعم التمرد في العراق).
إن عداء الإدارة الأمريكية الحالية لإيران، ليس فقط مجرد تنامي وتصعيد لأزمة الـ(ملف النووي الإيراني)، وإنما حصيلة للتوترات الإيرانية- الأمريكية بدءاً من لحظة سقوط نظام الشاه في عام 1979 وحتى نهاية تسعينيات القرن الماضي لتحفيز كل الإدارات الأمريكية من أجل الـ(قيام بشيء لردع إيران، وهذا الشيء اختارته بوضوح إدارة الرئيس بوش، وهو القيام بـ(عملية تغيير نظام) في إيران، وبسرية تامة قامت إدارة الرئيس بوش –قبل خمس سنوات تقريباً- بتكوين لجنة مصغرة من كبار مسؤولي البنتاغون تم إلحاقها بـ(مكتب تخطيط العمليات (الخاصة) من أجل إعداد الترتيبات اللازمة للقيام بعملية تغيير النظام.
اللجنة المشار إليها كانت تحت إشراف دوغلاس فايث -وانضم إليها لاحقاً ميخائيل لايدن- أحد زعماء المحافظين الجدد، والمدير التنفيذي للمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، وتطورت أكثر فأكثر جهود اللجنة، على النحو الذي أدى إلى جعل دونالد رامسفيلد في تشرين الثاني عام 2003م أن يوقع بالمصادقة على اللجنة التي عرفت بـ(كونبلان 02-8022: Conplan 8022-02) والتي تجدد طلب توجيه ضربة استباقية ضد إيران، تم استطاعت اللجنة النجاح في الخطوة التالية، والتي تمثلت في إصدار ما عرف بـ(أمر التأهب لتوجيه ضربة عالمية محدودة) وذلك في عام 2004، والذي تم تحويله إلى كبار العسكريين المختصين من أجل تنفيذ كل الاعتبارات المتعلقة بالجاهزية والاستعداد من أجل شن الضربات الجوية والصاروخية ضد إيران، بمجرد أن يصدر الرئيس بوش أمر التنفيذ النهائي.. وقد علّق لاحقاً الجنرال بروسيه كارلسون قائد الفرقة الجوية الأمريكية الثامنة قائلاً: (نحن الآن نملك القدرة لتخطيط وتنفيذ هذه الضربات خلال فترة زمنية تبلغ نصف يوم.. أو أقل).


الجمل قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...