الاتحاد من أجل المتوسط ينطلق الأحد في باريس محفوفاً بالشكوك

11-07-2008

الاتحاد من أجل المتوسط ينطلق الأحد في باريس محفوفاً بالشكوك

يطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد غد الأحد، مشروعه الرئيسي “الاتحاد من اجل المتوسط” بحضور قادة أكثر من أربعين دولة رغم استمرار بعض الخلافات والشكوك حول فعالية هذه المجموعة.

وتتميز القمة بحضور الرئيس بشار الأسد، كما يشارك فيها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت، علماً أن البرنامج لا يتضمن أي لقاء مباشر بين الرئيسين.

ورفض الزعيم الليبي معمر القذافي الدعوة منفردا، معتبرا أن المشروع “حقل ألغام” يهدف إلى وضع الدول العربية تحت سيطرة الأوروبيين.

وسعى ساركوزي إلى جعل هذه القمة الحدث الرئيسي خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي التي بدأت في الأول من الشهر الجاري، وستعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة في “غران باليه” وهو مبنى تم تشييده بمناسبة المعرض الدولي في 1900 ولن تستمر إلا لثلاث ساعات.

وسيشكل الاتحاد مجموعة غير متجانسة تضم 765 مليون نسمة تمتد من سواحل غرينلاند الدنماركية إلى رمال الأردن.

وبالنسبة لساركوزي الذي يرى أن “مستقبل أوروبا في الجنوب”، يفترض بالاتحاد أن يسمح بكسب المعركة “ضد الإرهاب والتطرف والأصولية”، ويستند الاتحاد على تعاون حول مواضيع ملموسة مثل إزالة التلوث والطاقة الشمسية والأمن المدني.

ويريد الرئيس الفرنسي أن يميز الاتحاد عن “عملية برشلونة” التي أطلقت العام 1995 بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط، ورغم النتائج المحدودة التي سجلتها عملية برشلونة لم يرغب الأوروبيون في التخلي عنها كليا.

واضطرت فرنسا إلى تجاوز معارضة دول عربية مثل الجزائر، مترددة في الالتزام باتحاد يضم “إسرائيل”، إضافة إلى منافسة مثلا بين الرباط وتونس حول استضافة مقر الأمانة العامة المقبلة للاتحاد.

وقد ترجئ القمة إلى فترة لاحقة الخوض في مواضيع شائكة ولا سيما قيادة الاتحاد، الذي سيرأسه مسؤول من الجانب الشمالي وآخر من الجنوبي، ويعتبر ساركوزي والرئيس المصري حسني مبارك من المرشحين لتولي هذين المنصبين.

وستشكل القمة أيضا مناسبة لنشاط دبلوماسي مكثف، وسيجري الرئيس السوري محادثات للمرة الأولى مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، فيما سيلتقي اولمرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ورأى مستشار للرئيس الفرنسي أن الاتحاد “يهدف إلى تشجيع مسيرة السلام” خصوصا في الشرق الأوسط.

وأوضح هنري غواينو “أن الاتحاد يهدف إلى توفير ظروف تفاهم وتوافق أفضل بين الشعوب” ردا على سؤال بشأن حضور “إسرائيل” قمة قادة ورؤساء حكومات المتوسط وأوروبا.

وحول المشكلة التي يطرحها وجود “إسرائيل” لبعض الدول العربية قال: وجود “إسرائيل” وسوريا والآخرين في باريس يمثل “إسهاما لا يستهان به في مناخ الحوار الذي استؤنف”.

وأضاف غواينو أن ذلك يشكل أيضا إسهاما لا يستهان به في “إرادة السلام التي يتم التعبير عنها في كل مكان، إن الاتحاد من اجل المتوسط ليس اتحاد السلام بل انه اتحاد من اجل السلام”.

وقال إن الاتحاد الجديد يملك حاليا مائة مشروع معروضا للبحث تراوح من مشاريع الجمعيات الساعية إلى النهوض بوضع المرأة إلى مشاريع البنى التحتية مثل مشروع قناة بين البحر الميت والبحر الأحمر إضافة إلى الأمن الغذائي والأمن المدني ومقاومة التلوث والإصلاح الزراعي وإنشاء مراكز البحوث العلمية وغيرها.

المصدر: أ ف ب

إقرأ أيضاً:

القمة المتوسطية وخفايا مشروع «الإتحاد من أجل المتوسط»

ملف الجمل حول مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» (1)

ملف الجمل حول مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» (2)

«المشروع المتوسطي»: المنظور الأمني في مواجهة المنظور الاقتصادي


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...