الجلطة الدماغية تصيب الكبار والصغار

25-09-2013

الجلطة الدماغية تصيب الكبار والصغار

إذا رأيت شخصاً ما يجلس على كرسي متحرك ومصاب بشلل نصفي ويعاني من صعوبات في النطق، فربما تكون تلك العلامات من مخلفات جلطة دماغية. ماذا يحدث بالضبط عند التعرض لجلطة دماغية؟ وما هي إشارات التحذير التي يرسلها الجسم قبل حدوثها؟
كل شخص معرض للإصابة بجلطة دماغية في أي مكان وأي زمان، بغض النظر عن عمره. فالجلطة الدماغية تأتي فجأة من دون سابق إنذار، برغم إمكانية ظهور بعض البوادر الدالة عليها مثل الإحساس بوخز في الذراعين والساقين أو الإصابة بصعوبة في النطق أو عدم الإحساس ببعض عضلات إحدى جهتي الوجه. لكن هذه الأعراض لا تُفسر دائماً على أنها بوادر جلطة دماغية مقبلة.
ويميز الأطباء بين فئتين من الجلطات الدماغية. الأولى، هي نوبة إقفارية «Ischemic stroke»، وتشكل نسبة 80 في المئة من حالات الجلطة الدماغية، وتحدث نتيجة انسداد في أحد شرايين الدماغ. أما الثانية، فهي نوبة نزيفية «Hemorrhagic Stroke»، وتنتج عن تمزق في أحد الأوعية الدموية، حيث يتسرب الدم إلى أنسجة الدماغ. ويمكن في كلتا الحالتين أن يصاب المريض بأضرار يستحيل علاجها.

حتى الأطفال يصابون بالجلطة الدماغية

ويبلغ متوسط عمر المصابين بالجلطة الدماغية 70 عاماً عند الرجال و75 عاماً عند النساء. لكن هذا لا يعني أن فئة الأطفال والشباب بمنأى عن الإصابة بالجلطة الدماغية. فقد أظهرت الإحصاءات أن حوالي 300 طفل يصابون بجلطة دماغية في ألمانيا، مثلاً، وما يقارب الثلث منهم أطفال حديثي الولادة. بل ومنهم أجنة لم يولدوا بعد. ولا يتم التعرف في كثير من الأحيان على حالات الجلطة الدماغية عند الأطفال، لأن الأطباء أنفسهم يستبعدون حدوث ذلك لدى الفئات العمرية الصغيرة.
ويقدر عدد المصابين بالجلطة الدماغية في بلد كألمانيا بحوالي مئتي ألف سنوياً. وتعتبر الجلطة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في الدول الصناعية. كما يتزايد عدد المصابين بها بشكل متصاعد في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، تضاعف عدد المصابين بالجلطة الدماغية في الهند بحوالي الضعف في غضون ثمانية أعوام فقط. ويعتبر مرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم والتوتر العصبي من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالجلطة الدماغية.

أبحاث علمية لدراسة سبل العلاج

ومع تزايد حالات الإصابة بالجلطات الدماغية في جميع أنحاء العالم، أصبح الاهتمام ينصبّ على الدراسات العلمية الدولية التي تبحث في سبل علاج الجلطات الدماغية. وتعتبر ألمانيا من بين الدول التي استثمرت كثيراً في مجال البحوث العلمية التي تناولت طرق علاج الجلطة الدماغية، كما يوضح ذلك البروفسور يواكيم غورتر من «مستشفى أسكليبيوس» في مدينة هامبورغ. ويقول إن «ألمانيا حققت نجاحاً كبيراً في مجال علاج الجلطات الدماغية خلال العشر سنوات الماضية».
ويتابع أن بلاده «كانت مكان انطلاق مجموعة من الأبحاث التي بينت أنه في حالات الجلطات الدماغية يمكن إجراء جراحة قطع القحف، حيث يتم تقليل الضغط على الدماغ من خلال فتح الجمجمة. ويتم خلال الجراحة إزالة جزء من قحفة الجمجمة (غطاء الجمجمة) لمدة قصيرة ثم فتح الجلد الصلب من جلد الدماغ الموجود فوق منطقة الإصابة بالسكتة الدماغية وهو ما يتيح مساحة أكبر للدماغ المتورم. وعندما يتراجع التورم بعد ثلاثة أشهر أو أربعة يتم إعادة قحف الجمجمة إلى مكانها». هذه الجراحة وسبل علاج أخرى، كانت ثمرة عدة أبحاث ودراسات أجريت بالأساس في ألمانيا وكان لها تأثير على كثير من الدلائل الإرشادية الطبية الدولية.
التشخيص السريع والعلاج الفوري مهم لإنقاذ حياة المصابين بالجلطة الدماغية، لكن رعاية المرضى بعد فترة العلاج مهمة أيضاً. وترى أنكه زيبدارت، وهي مرشدة متخصصة في رعاية المصابين بالجلطات الدماغية، أن «هناك نقصاً في ما يخص تدريب مرشدين يسهرون على رعاية هذا النوع من المرضى».


(عن «دويتشه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...