الجيش الإسلامي يشق هجوماً على تنظيم القاعدة في العراق

08-04-2007

الجيش الإسلامي يشق هجوماً على تنظيم القاعدة في العراق

انتقد «الجيش الاسلامي» بشدة تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين واعتبر انه «ناصب الجماعات الجهادية العداء»، متهماً إياه بقتل «مجاهدين تجاوز عددهم الثلاثين». وطالب في بيان نشر على الانترنت مساء أول من أمس «علماء المسلمين» بـ «الرد على التجاوزات الشرعية للقاعدة في العراق»، ودعا «قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم الشيخ المجاهد اسامة بن لادن (...) ان يتحمل مسؤوليته الشرعية والتنظيمية عن (أعمال) القاعدة» في العراق، متهماً هذا التنظيم بـ «استحلال قتل طائفة من المسلمين (...) كأئمة المساجد والمؤذنين والعزّل من أهل السنة».

ولفت الى ان «الناس يحمّلون المجاهدين عامة والجيش الإسلامي خصوصاً إثم السكوت على ما يقوم به بعض الإخوة في تنظيم القاعدة من تجاوزات شرعية، غير أننا نبرر ذلك بانشغالنا بقتال أعداء الله تعالى، والحفاظ على إخوة الإسلام والدين، والحفاظ على المشروع الجهادي، والحذر من استغلال ذلك من جانب أعداء الإسلام والمسلمين، وإعطاء فرصة كافية للإصلاح والرجوع للحق، فآثرنا معاملتهم بالحكمة والصبر الجميل».

وأضاف ان «صبر الجيش الاسلامي وجماعات المقاومة الاخرى على تجاوزات دولة العراق الاسلامية (التابعة للقاعدة) جرأهم على اتهام الجيش الاسلامي بشتى التهم الباطلة فمرة ينسبونه للبعث، ومرة إلى مناهج وتيارات إسلامية أخرى، وأخرى ينسبونه إلى جهات مخابراتية، وتهديد أفراد الجماعة بالقتل إن لم يبايعوا القاعدة». وتابع «ثم تطاولت (القاعدة) فقتلت بعض المجاهدين (الجيش الاسلامي) ظلماً وعدوانا تجاوز عددهم الثلاثين. ثم ناصبوا الجماعات الجهادية الأخرى العداء، وتحول إلى مواجهات مع بعض الجماعات مثل كتائب ثورة العشرين، ولا تزال إلى هذه الساعة في أبو غريب، كان من أحدثها قتل أحد قادتهم الميدانيين حارث ظاهر الضاري، وبعض أفراد جيش المجاهدين وأنصار السنة، كما هددوا الجبهة الإسلامية (جامع)».

وأضاف البيان ان «هذا الصبر الجميل جرّأهم أكثر، فاستحلوا قتل طائفة من المسلمين وخاصة الأهداف السهلة مثل أئمة المساجد والمؤذنين والعزّل من أهل السنة، وبينهم أعضاء في هيئة علماء المسلمين, بل أصبح عامة أهل السنة هدفاً مشروعاً لهم، وخاصة الأغنياء فإما أن يدفع لهم ما يريدون أو يقتلونه، وكل من ينتقدهم أو يخالفهم ويبين خطأهم يسعون الى قتله» لافتاً الى ان «القضية سهلة وتبريرها أسهل، فصار الاعتداء على بيوت الناس وأخذ أموالهم أمرا سائغا. وأصبح رمي الناس بالكفر والردة أمرا مألوفاً مشاعاً».

وانتقد البيان الخطابات الاخيرة لزعيم «القاعدة» في العراق ابو حمزة المهاجر وزعيم ما يسمى «دولة العراق الاسلامية» ابو عمر البغدادي الذي كان اتهم «الجيش الاسلامي» بالتعامل مع اجهزة مخابرات اسرائيلية. وذكر البيان أن «الجيش الاسلامي قام «بعشرات العمليات ضد القوات الأميركية» من «اقتحامات لقواعد وثكنات عسكرية اميركية وأسقط قواعد كبرى قبل ان يتأسس تنظيم القاعدة في العراق وبعده»، مضيفاً ان «الجماعات الأخرى تقوم أيضاً بعمليات مباركة تفوق الحصر».

وذكر البيان ان «الصحافي يسري فوده الذي انتج فيلما للجيش الاسلامي واتهمه زعيم «القاعدة» بالتبعية للموساد الاسرائيلي سبق ونفذ افلاماً مشابهة مع قادة تنظيم «القاعدة» في افغانستان والعراق وذهب الى اماكنهم ومقراتهم ولم يتهم بالعمالة».

وقال «يتهم (زعيم القاعدة) الجماعات بأنها تريد معاهدات مع الأميركيين، لكنه الظاهر انه لا يفرق بين المفاوضات المشروطة المنضبطة بضوابط الشرع ومعاهدات الاستسلام التي يسعى لها الخائبون، واشترط إذن دولته (دولة العراق الاسلامية) فمن اعترف بها حتى يشترط إذنها؟».

وأوضح «فيما يخص الجيش الإسلامي فإنه مع قولنا بمشروعية التفاوض مع الأعداء إلا إننا لم نفاوض أي عدو، لا الأميركيين ولا الصفويين ولا غيرهم إلى هذه الساعة، وشروط المفاوضات ذكرت كثيراً حتى أغني عن إعادة ذكرها».

وختم البيان بتوجيه نداءات الى «علماء الأمة بأن يقوموا بواجبهم الشرعي لتدارك المشروع الجهادي في العراق وحقن دماء المسلمين بإصدار الفتاوى الشرعية في المسائل المهمة» وإلى

«قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن أن يستبرئ لدينه وعرضه وأن يتحمل مسؤوليته الشرعية والتنظيمية عن تنظيم القاعدة، فإنه ومن معه مسؤولون يوم القيامة عما يحدث من قبل أتباعهم، ولا يكفي البراءة من الأفعال بل لا بد من تصحيح المسار». كما ناشد البيان «كل منتسب إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مراجعة نفسه، ولمن اقترف حراماً بأن يسارع الى التوبة».

وكان البيان عدّد في مقدمه ثوابت عمل «الجيش الاسلامي» بـ 17 نقطة اهمها «العمل الجاد المبني على الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة الذي يجمع بين الأصالة والتجديد» و «الواقعية (...) اذ انه لكل مرحلة وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها» و «اعتماد منهج العدل ووسطية الحق» و «الرجوع لأهل العلم والحكمة والخبرة والسابقة المشهود لهم بالصدق والاستقامة» و «النأي بأنفسنا عن نهج التعجل بالتكفير من دون تثبت أو بينة، ولو ثبت أن الفعل كفر فإنه ليس كل من أتى بمكفر يكفر بعينه، حتى تتوافر فيه الشروط وتنتفي الموانع» و «الاستفادة من تجارب الجماعات التي سبقتنا بأخذ إيجابياتها وطرح سلبياتها».

 

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...