الحقيقة السورية

09-05-2011

الحقيقة السورية

مؤلم الاعتراف بأن ما يجري في سوريا لم يعد يشبه أي انتفاضة شعبية، بل هو يشبه حربا أهلية، لا يمكن إنكارها أو تمويهها بأنها ثورة شعب على نظام، أو قمع نظام لشعب. فقد انحدرت الغالبية العظمى من الأشقاء السوريين، الى هوياتهم الدينية القاتلة، بسرعة مذهلة، وبطريقة لا تخلو من المفاجأة حتى بالنسبة الى أقرب الناس اليهم، اللبنانيين.
منذ اللحظة الاولى لانفجار الصراع، في منتصف آذار الماضي، كان مدوياً، وبشعاً في آن، الشعار والهتاف والسلوك الطائفي المتبادل، بما يتخطى الحالة الليبية أو اليمنية أو البحرينية. فجأة تبين أن السوريين جميعا يعيشون على كره وحقد أكبر بكثير مما كان يحاول النظام ان ينفي، ومما كان الشارع يفصح. وفجأة ايضا ارتسمت خطوط تماس داخل المدن والبلدات والقرى، كان يعتقد أنها حكر على اللبنانيين وحدهم، وخلاصة تراثهم وتقاليدهم.. فإذا هي لعنة تحل اليوم على سوريا، وتسقط جميع الاقنعة القومية والوطنية والاسلامية التي ارتداها النظام والشعب طوال العقود الاربعة الماضية.
ما يُحكى عن الفصل الطائفي والمذهبي الحاصل هذه الايام بين الاشقاء السوريين، لم يعد حالة استثنائية تقتصر على بعض مناطق الاشتباك والتوتر، التي كانت حتى الامس القريب مناطق تعايش واختلاط وتصاهر، وهو يفوق بخطورته كل ما تنقله وسائل الاعلام مهذباً ومغلفاً بالسياسة، وما يتسلل في بعض الاحيان عبر الشاشات ذات البث المباشر، يتعدى كل ما يمكن ان يخطر في البال.. وهو لا يعيد الى الاذهان سوى تلك الصور اللبنانية البشعة عن ذرى الحرب الاهلية، التي يحاول اللبنانيون شطبها من الذاكرة من دون جدوى، لكنها لا تنفك تعود اليهم عند كل مفترق سياسي أو أمني، أو حتى رياضي.
أي تجاهل لتلك الحقيقة السورية المرة، لا يخدم إلا في إطالة أمدها، وفي إفساح المجال لأسوأ ما يمكن أن تنتجه كل حرب أهلية، من الرغبة الدفينة بالاستئصال والتصفية الكاملة للآخر، الى الحاجة لاستنفار البيئة الطائفية الخاصة بخطابات تجعل التسوية الوطنية مستحيلة، مع كل ما يستتبع ذلك من عمليات تطهير متبادلة للجغرافيا، بحيث يصبح لبنان أو العراق هما النموذج الوحيد المتاح، الذي تمهد له أنهار غزيرة من الدماء والدموع، على أنّ ما هو حاصل في ليبيا واليمن، اللذين باتا يتقدمان على سوريا في أن ثمة لغة سياسية متبادلة وثمة خطة سياسية محددة، هما على تواضعهما وتعثرهما أفضل بكثير من الانحطاط أو الفراغ السوري المزدوج، على مستوى النظام الذي لا يزال ينتظر دراسة اللجان النيابية لمشاريعه الاصلاحية، وعلى مستوى المعارضة التي لم تتشكل حتى الآن لا في جبهة ولا في ائتلاف ولا في تيار.. أو على مستوى الوسيط الخارجي العربي أو التركي الذي يمكن ان يتدخل في لحظة ما ويجمع الفرقاء السوريين حول طاولة واحدة!
قبل أيام انعقدت في موسكو ندوة لخبراء روس في الشؤون العربية، معظمهم اكتسب خبرته من الحقبة السوفياتية، انتهت الى خلاصة مرعبة في دقتها، هي ان الثورات العربية، يمكن ان تستغرق عشرات السنين، بعكس أوروبا الشرقية التي غادرت الاتحاد السوفياتي بثورات مخملية نموذجية وخاطفة!

ساطع نور الدين

المصدر: السفير

التعليقات

إن هذا المقال قائم على مغالطات كبيرة مقصودة كانت أو غير مقصودة أو ربما ولدت من رحم التضليل الإعلامي الوحشي الذي مورس على بلادي . نحن نعيش هنا و لم نلاحظ تلك المتاريس و لم ننساق إلى ذلك السلوك الطائفي المقيت اللذين ذكرتهما بل إن السوريين فاجأوا العالم بحبهم لوطنهم و انتمائهم العميق لهويتهم و طائفتهم السورية . اطمئن ياسيد ساطع لقد كشف المخطط البشع الذي مورس في سوريا،الحقيقة السورية أصبت ساطعة الآن و الدماء السورية الزكية التي نزفت هي من أعمال جماعات تخريبية و تكفيرية مرتبطة بأيادي خارجية أصبحت ملفات التحقيقات فيها مكتملة تقريبا. نتمنى أن تكتب حضرتك عن بعض الأيادي اللبنانية الخبيثة ( ليست أكثر من أدوات )التي لعبت بالداخل السوري . اطمئن يا سيد ساطع على سوريا فهي دوما سوريا وليست أحداً آخر ...

إن هذا المقال قائم على مغالطات كبيرة مقصودة كانت أو غير مقصودة أو ربما ولدت من رحم التضليل الإعلامي الوحشي الذي مورس على بلادي . نحن نعيش هنا و لم نلاحظ تلك المتاريس و لم ننساق إلى ذلك السلوك الطائفي المقيت اللذين ذكرتهما بل إن السوريين فاجأوا العالم بحبهم لوطنهم و انتمائهم العميق لهويتهم و طائفتهم السورية . اطمئن ياسيد ساطع لقد كشف المخطط البشع الذي مورس في سوريا،الحقيقة السورية أصبت ساطعة الآن و الدماء السورية الزكية التي نزفت هي من أعمال جماعات تخريبية و تكفيرية مرتبطة بأيادي خارجية أصبحت ملفات التحقيقات فيها مكتملة تقريبا. نتمنى أن تكتب حضرتك عن بعض الأيادي اللبنانية الخبيثة ( ليست أكثر من أدوات )التي لعبت بالداخل السوري . اطمئن يا سيد ساطع على سوريا فهي دوما سوريا وليست أحداً آخر ...

إن هذا المقال قائم على مغالطات كبيرة مقصودة كانت أو غير مقصودة أو ربما ولدت من رحم التضليل الإعلامي الوحشي الذي مورس على بلادي . نحن نعيش هنا و لم نلاحظ تلك المتاريس و لم ننساق إلى ذلك السلوك الطائفي المقيت اللذين ذكرتهما بل إن السوريين فاجأوا العالم بحبهم لوطنهم و انتمائهم العميق لهويتهم و طائفتهم السورية . اطمئن ياسيد ساطع لقد كشف المخطط البشع الذي مورس في سوريا،الحقيقة السورية أصبحت ساطعة الآن و الدماء السورية الزكية التي نزفت هي من أعمال جماعات تخريبية و تكفيرية مرتبطة بأيادي خارجية أصبحت ملفات التحقيقات فيها مكتملة تقريبا. نتمنى أن تكتب حضرتك عن بعض الأيادي اللبنانية الخبيثة ( ليست أكثر من أدوات )التي لعبت بالداخل السوري . اطمئن يا سيد ساطع على سوريا فهي دوما سوريا وليست أحداً آخر ...

كلام ليس دقيق للواقع السوري فالذي يستخدم هذه اللغة التحريضية هم عبارة عن الاخوان المسلمين يستخدمون القتله وتجار مخدرات ويقولون لمتظاهرون صغار رددوا هذه الشعارات مقابل مال فهم قلة لايشكلون المجتمع السوري بال يشكلون فكر الاخوان المسلمين الظلامي التكفيري للمجمتع . السوريين هم معتدلون

على ما يبدو أن الأموال التي تلقاها كاتب المقال من أصحاب الفتنة لم تنتهي بعد و السيد ساطع (ساطع في الفتنة) يريد نقل القذارة الطائفية اللبنانية المشهود لها عالميا إلى سوريا. خسئت انت و أسيادك فسوريا هي بلد الشمس حيث لا تنبت الطفيليات و لا السراخس فتربتها مالحة لا تصلح لما تقول. اكتب عن لبنانك و ابتعد عن سوريا أيها المأجور.

اللبنانيون لايمكن ان يخرجوا من الطائفية ومن الفكر المتمترس خلف الحقد ولو كانوا يحللون ويوصفون حالة خارج اللبنان . إن وجدت هذه المتاريس فهي موجودة ياسيدي في عقلك المتشبع طائفية ليس بسببك كشخص بل بسبب بيئة سياسية عفنة لم تصدر لدول المنطقة إلا الحقد والكره المستمر بين ابناء الوطن الواحد منذ عشرات السنين . السوريين عندما رفعوا شعار طائفتي سوري كانوا يقصدون هذه الجملة فالدين لله والوطن للجميع للجميع ياسيد ساطع . ونحن بعيدون كل البعد عن الصورة التي رسمتها وأسألك بالله أن تبقي تحليلاتك الطائفية لنفسك ولبلدك وحمى الله سوريا وشعبها وجيشها وقائدها من الفتنة والمفتنين .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...