الحليب والألبان وإمكانية النهوض بتغذية الفقراء

27-11-2013

الحليب والألبان وإمكانية النهوض بتغذية الفقراء

أشار إصدار جديد لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، أمس، الى أنّ الحليب ومنتجات الألبان تملك إمكانيات هائلة لتحسين التغذية وسبل المعيشة لمئات الملايين من الفقراء في جميع أنحاء العالم.
ويقول تقرير «الحليب ومنتجات الألبان في التغذية البشرية»، إنه ينبغي على الحكومات زيادة الاستثمار في البرامج التي تضع الحليب ومنتجات الألبان في متناول الأسر الفقيرة ومساعدتها على إنتاج الحليب منزلياً.
وتؤكد كبيرة خبراء التغذية لدى المنظمة إلين مهيلهوف، المشاركة في وضع التقرير، أن «الحليب ومنتجات الألبان باعتبارها جزءاً من نظام غذائي متوازن، يمكن أن تصبح مصدراً هاماً للطاقة الغذائية والبروتين والدهون ... كما أنها غنية بالمغذيات الدقيقة (ذات) الأهمية في مكافحة سوء التغذية لدى البلدان النامية حيث تغلب على الحمية الغذائية للفقراء غالباً وجبات من الحبوب والنشا أساساً، وأغذية تفتقر إلى التنوع».
وأضافت أن اتباع نظام غذائي صحي يتطلب مزيجاً من المواد الغذائية المتنوعة، ومن ضمن ذلك الحليب ومنتجات الألبان حتى وإن لم تكن المصدر الوحيد للعناصر الغذائية الأساسية.
وقالت مهيلهوف إنه في حين لا يُنصح بحليب الحيوان للرضع دون سن 12 شهراً، إلا أن الألبان وسيلة فعالة للمواد الغذائية الحيوية ولتحسين نمو الأطفال الصغار، لا سيما أن التغذية أمر بالغ الأهمية في أول ألف يوم بعد الولادة.
ويحذر إصدار منظمة «فاو» من أنه بالرغم من الفوائد التي يمكن أن تظهر في الحليب ومنتجات الألبان، فلا تزال تلك المنتجات باهظة التكلفة بالنسبة للأسر الأكثر فقراً، والتي تعجز عن شرائها.
وفي هذا السياق، أشار تقرير المنظمة أيضاً إلى أن منتجات الحليب والألبان من المتوقع أن ترتفع بنسبة 25 في المئة بحلول العام 2025، لكن في المقابل فمن المرجح أن تبقى بعيدة عن متناول الأسر الأشد ضعفاً في البلدان النامية.
لذا، تحتاج الحكومات، وفقاً للتقرير، إلى معالجة هذه المشكلة من خلال جعل التغذية هدفاً محدداً في تنمية قطاع الألبان وأيضاً عن طريق الاستثمار في البرامج التي تساعد الأسر الفقيرة على الاحتفاظ بثروة من الحيوانات الصغيرة كالماعز، على المستوى المنزلي.
وفي تقدير خبير المنظمة لصناعات الثروة الحيوانية آنتوني بينيت، الذي شارك في الدراسة أيضاً، فإن «صناعة الألبان على النطاق المحدود مفيدة خصوصاً للأسر الفقيرة، إذ توفر الغذاء وأيضاً الدخل المنتظم»، مضيفاً أن ناتج الألبان يسوق يومياً لا مرة أو مرتين سنوياً كالمحاصيل.
واليوم فثمة نحو 150 مليون أسرة - ما يقرب من 750 مليون نسمة - تنخرط في إنتاج الحليب في جميع أنحاء العالم.
وأضاف بينيت إن «التحدي الرئيسي أمام الحكومات يكمن في وضع سياسات شاملة وتشجيع الاستثمار من جانب القطاع الخاص لمساعدة هؤلاء المزارعين المحدودي النطاق على الإفادة من الطلب المتزايد على الحليب ومنتجات الألبان في البلدان النامية، وبذا التمكّن من النهوض بسبل معيشتهم».


(عن موقع «فاو»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...