الدول الست تجتمع مجدداً: قرار «شكلي».. بلا عقوبات

27-09-2008

الدول الست تجتمع مجدداً: قرار «شكلي».. بلا عقوبات

نجحت الولايات المتحدة امس، في جمع الدول الست التي تتفاوض بشأن الملف النووي الايراني، حول طاولة واحدة في نيويورك، والخروج بموقف موحد بشأن الأزمة النووية، إلا أنها فشلت في تخطي الرفض الروسي لفرض عقوبات جديدة على ايران، مكتفية بمشروع قرار يكرر القرارات السابقة، وسط تشكيك أميركي في إمكان اعتماد أي عقوبات خلال العام الحالي.
وقال وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند، عقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الست في نيويورك كان من المقرر عقده امس الأول، »سنقدم قرارا قصيرا يعيد التأكيد على القرارات الحالية الصادرة من مجلس الأمن الدولي، ويعيد التأكيد على الوحدة بيننا«. وأوضح أن القرار لا يتضمن أي عقوبات جديدة، مشيراً رغم ذلك الى أن القوى الكبرى مصممة على المضي قدما في »مزيد من الخطوات«.
بدوره، شدد المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين، على أن القرار الجديد الذي من المتوقع أن يُصوّت عليه في مجلس الأمن اليوم، »لا يحمل أي عقوبات.. ولم يتم التوافق أو مناقشة أي عقوبات جديدة«. وأضاف »هناك قلق من أن مجموعة الدول الست لا تعمل، لذا قرر الوزراء (الخارجية) طرح هذا القرار الذي يعيد التأكيد على القرارات السابقة«.
وكانت روسيا، التي انتقدها الغرب لتدخلها في جورجيا، وجهت الثلاثاء صفعة في نيويورك الى مجموعة الدول الست بعدما أرغمتها على إلغاء اجتماع وزاري كان مقررا امس الأول حول البرنامج النووي الايراني. وذكرت الخارجية الروسية حينها انها »لا ترى سبباً للعجلة في بحث البرنامج النووي الايراني على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة«.
وفي السياق، رأت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس أن القرار الجديد يهدف الى إظهار الوحدة. وقالت إنها لا تعرف ما اذا كانت القوى الكبرى ستتفق على قرار عقوبات رابع ضد ايران بحلول نهاية فترة ولاية الإدارة الاميركية الحالية. وتابعت »من المهم بصورة خاصة أن يعرف الإيرانيون أن عملية مجموعة الدول الست سليمة«.
في هذا الوقت، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الولايات المتحدة الى التفاوض مباشرة مع ايران. وقال لصحيفة »سودوتشي تسايتنوغ« الالمانية انه في هذا الملف »ليست أوروبا من يدير الأمر بل الولايات المتحدة. وكلما أسرعنا في إجراء مفاوضات مباشرة كلما كانت شروط التوصل الى حل أفضل«. وأضاف »اذا كانت الولايات المتحدة تجلس الى طاولة تفاوض مع كوريا الشمالية ونظامها الذي لا يُعدّ ديموقراطياً والذي يملك أسلحة نووية، فإني لا أفهم لماذا لا يمكنها التفاوض مع ايران«.
ورأى البرادعي أن »الخلاف بشأن الملف النووي لا يمكن حله إلا عبر مفاوضات مباشرة حول الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط« تشمل »بقية دول الشرق الأوسط« وخصوصا اسرائيل. ودعا الى »حل شامل«، قائلا »كل شيء يجب أن يكون مطروحا على الطاولة، بما فيه مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين«.
واستبعد المسؤول الدولي اللجوء الى الخيار العسكري لإجبار ايران، مؤكدا في الوقت ذاته أن »العقوبات وحدها لا تحل أي مشكلة«. وأوضح »أخشى انه لا خيار عسكرياً«، معتبرا أن اللجوء الى قوة السلاح ضد النظام الايراني »سيؤدي الى توحد الجميع، بمن فيهم المعارضة، وراء الحكومة وبرنامجها النووي. والأسوأ أن ذلك يوفر لإيران ذريعة لتسريع صنع أسلحة نووية«. وقال »الحل الوحيد الذي أتصوره هو المفاوضات.. حين نؤمن بالديموقراطية يتعين علينا التحدث مع أعدائنا لا مع أصدقائنا«.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت ايران في طريقها للوصول إلى وضع قوة مسلحة نوويا »فعليا«، قال البرادعي »هذا صحيح«. لكنه أضاف أن إيران لا يمكنها أن تتجه لصنع قنبلة ما دام مراقبو الوكالة الدولية موجودين في منشآتها النووية. وأوضح »يمتلكون كتاب الطهي.. (لكن) في الوقت الحالي ليست لديهم المكونات والمواد النووية الكافية لصنع قنبلة بين عشية وضحاها«.
في مقابل ذلك، وجهت طهران انتقادات الى الوكالة الذرية. وقال رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني إن التقرير الأخير للوكالة »خلط بين القدرات الصاروخية والموضوع النووي الإيراني«، معتبرا ذلك »خطوة جائرة وفتنة جديدة«. كما رأى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في مقابلة مع شبكة »بي بي اس« الاميركية، ان الوكالة الدولية لا تعمل بـ»بمهنية لأنها تتعرض لضغوط كبيرة«.
»الغارديان«:
الى ذلك، ذكرت صحيفة »الغارديان« البريطانية ان اسرائيل فكرت جديا في قصف المواقع النووية الايرانية في أيار الماضي، لكن الرئيس الاميركي جورج بوش رفض الموافقة. وأوضحت نقلا عن مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى، ان رئيس الوزراء ايهود أولمرت طرح هذه المسألة مع بوش خلال اجتماع في ١٤ أيار، لكن الرئيس الاميركي أجاب انه لن يؤيد هذه المبادرة، وانه لن يرجع عن وجهة النظر هذه خلال ما بقي له من ولايته الرئاسية.
غير ان إسرائيل نفت ما نشرته »الغارديان«. وقال المتحدث باسم أولمرت، مارك ريغيف، ان »مصدرا أوروبياً لم يُذكر اسمه نسب لرئيس الوزراء كلمات لم يقلها في أي لقاء مع زعماء أجانب«.
من جهة أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس أنها ستطلب من مجلس الأمن مناقشة »تهديدات« الرئيس الايراني لإسرائيل. وقالت خلال اجتماع للمجلس بشأن توسع الاستيطان الاسرائيلي، ان تصريحات نجاد تأتي على رأس قائمة التهديدات للسلام والأمن الدوليين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...