السكري في الخليج الجانب المظلم للازدهار الاقتصادي

07-07-2012

السكري في الخليج الجانب المظلم للازدهار الاقتصادي

يُعتبر المواطن الكويتي ضاري الفضلي الذي يعالج من مرض السكري ضحية للجانب المظلم للازدهار الاقتصادي في بلاده. وأصيب الفضلي بمرض السكري بعدما وصل وزنه إلى 123 كيلوغراماً، وأصبح يحتاج إلى أن يحقن نفسه بالانسولين قبل كل وجبة طعام.
وبمساعدة عملية لتصغير المعدة وتقليل الجوع فقد الفضلي ما يكفي من الوزن ليتوقف عن للعلاج بالانسولين، لكنه لا يزال يتناول دواء للسكري.
وقال الفضلي (49 عاما) «كلنا نعاني من الوزن الزائد في عائــلتي... لدينــا قول مأثـور: إن لم تكن مصاباً بالسكري فإنك لست كويتياً».
ويعاني أكثر من واحد من كل خمسة كويتيين من هذا المرض. ويقول خبراء إن ذلك نتيجة للثروة النفطية. وتُسجل الكويت ودول الخليج بعضاً من أعلى معدلات دخل الفرد في العالم، لكن هذا الأمر أدى أيضاً إلى نمط حياة ينطوي على الإسراف في تناول الطعام، بالإضافة إلى العمل في وظائف مريحة، فضلاً عن الاعتماد الشديد على السيارات في التنقل، ما يؤدي إلى تفشي مرض السكري في المنطقة.
ويقول الاتحاد الدولي للسكري، الذي تنضوي تحت لوائه أكثر من 200 منظمة وطنية، إن خمساً من أصل عشر دول تسجل أعلى معدلات لانتشار المرض هي من دول مجلس التعاون الخليجي الست.
وتحتل الكويت المركز الثالث، فيما تحتل قطر المركز السادس، والسعودية السابع، والبحرين الثامن ودولة الإمارات العاشر، أما البقية فهي من دول جزر المحيط الهادئ ذات أعداد السكان الصغيرة، بالإضافة إلى لبنان الذي يحتل المركز الخامس.
ويعاني 21,1 في المئة من الكويتيين من داء السكري، في حين تبلغ معدلات الانتشار في دول مجلس التعاون الأخرى حوالي 20 في المئة، وفقاً لما أظهرته أرقام الاتحاد الدولي لمرض السكري. ويبلغ المعدل في الولايات المتحدة 9,6 في المئة، وعلى مستوى العالم 8,5 في المئة.
وقال استشاري الغدد الصماء في مستشفى «مبارك الكبير» الكويتي عبد المحسن الشمري إن المشكلة منتشرة على نطاق واسع، و«من الطبيعي الآن أن يكون نصف الحاضرين في حفل عشاء مصابين بالسكري، وأن يسألوا بعضهم بعضاً عن الأدوية التي يتناولونها بعد الأكل».
ويشير علماء إلى أن عوامل وراثية تساهم في انتشار مرض السكري على نطاق واسع في الخليج، وهو مرض مزمن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب، والأوعية الدموية، والنظر، وجلطات المخ، وأمراض الكلى. كذلك، يواجه المغتربون في دول الخليج معدلات مرتفعة للإصابة بالسكري أعلى من تلك الموجودة في بلادهم، ما يشير إلى أن نمط الحياة في تلك الدول هو أحد الأسباب الرئيسية لتفشي المشكلة.
وازدهرت متاجر الوجبات السريعة في الكويت والسعودية وغيرها من الدول حيث تمركز الآلاف من الجنود الأميركيين بعد حرب الخليج الثانية، وظلت جزءاً من ثقافة الحياة اليومية بعد انسحابهم.
وأشار الفضلي إلى أن «نمط الحياة والرفاهية التي نعيش فيها، وقلة ممارسة الحركة، وثقافة الوجبات السريعة الدسمة تساهم في تفشي المرض. الطعام يتم إيصاله والأطفال يلعبون وهم جالسون أمام أجهزة الكمبيوتر، حتى امتحان التربية الرياضية تحريري».
وتواجه الحكومات المشكلة من خلال إطلاق حملات توعية جماهيرية للتشجيع على اتباع أنظمة غذائية صحية وممارسة الرياضة والخضوع للفحص الطبي المبكر.
ومنذ العام 2007 عمل مركز «امبريال كوليدج» للسكري في لندن على حملة وطنية في الإمارات تضمنت سلسلة من اللقاءات الجماهيرية، وتحاليل الدم المجانية، وسباقا سنويا للمشي، وأنشطة رياضية في أماكن العمل. لكن خبراء يعترفون بأن تغيير الثقافة التي تساعد على انتشار السكري سيستغرق سنوات.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...