الصراع الاستخباري السعودي – الروسي من القوقاز إلى لبنان

الجمل: تورط المخابرات السعودية في الشأن الداخلي اللبناني أصبح يهدد بتوريط لبنان في المزيد من المواجهات الاستخبارية والعمليات السرية المتوقع حدوثها خلال الفترة القادمة على خلفية توتر العلاقات والمواجهات على خط موسكو – واشنطن.
* ماذا تقول السردية؟
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي سعت الحركات الوهابية السعودية والحكومة السعودية إلى دعم الحركات الانفصالية السنية المنتشرة في مناطق عبر القوقاز وذلك لجهة مساعدتها ودعمها في الانفصال عن روسيا وتكوين دول أو إمارات إسلامية وعلى وجه الخصوص في مناطق الشيشان وأنفوشيا وداغستان وأداييجا الشركسية وتقول المعلومات بأن مخطط انفصال هذه المناطق هو بالأساس مخطط وضعته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودفعت به الإدارة الأمريكية للسلطات السعودية لكي تقوم بالإشراف على تمويله وتنفيذه وفقاً للمخطط الأمريكي.
اعتمدت الرياض على مبدأ الحركات الانفصالية السنية الموجودة في شمال القوقاز وذلك على أساس اعتبارات أنها تتيح فرصة أوسع لتمديد النفوذ الإقليمي السعودي بما يتجاوز حدود الخليج العربي.
ولكن، بسبب الحملات العسكرية الروسية ضد مناطق القوقاز الشمالي تدهورت أوضاع المليشيات الإسلامية المسلحة، وأصبحت المخابرات السعودية ووكالة المخابرات الأمريكية تسعى جاهدة من أجل البحث عن الملاذات الآمنة لها.
* لبنان: الملاذ السعودي الآمن للشيشان:
تقول التسريبات بأن المخابرات السعودية لعبت دوراً تنسيقياً في القيام باستخدام الساحة اللبنانية كملاذ آمن للعناصر الشيشانية وتقول التسريبات أيضاً بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعاونت مع المخابرات السعودية لجملة من الأسباب أبرزها:
• أن البلدان القوقازية الموالية لأمريكا لا تصلح كملاذ آمن للمسلحين الإسلاميين المنسحبين من مناطق الشيشان وداغستان وأنفوشيا أداييجيا. لأن كل من جورجيا وأوكرانيا ومولدافيا وبلغاريا ورومانيا تتميز بتوجهاتها المسيحية الأرثوذوكسية إضافة إلى خبرة الخصومة الطويلة والعداء البارد للعناصر الإسلامية السنية وذلك منذ أيام الإمبراطورية العثمانية.
• إن المناطق الانفصالية الإسلامية والموجودة في دول القوقاز كإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لا تصلح أيضاً كمناطق لاستضافة المقاتلين الإسلاميين لأن قربها من الحدود الروسية سيجعل من المقاتلين هدفاً سهلاً للمخابرات الروسية إضافةً إلى عدم رغبة عناصر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في الظهور بمظهر الذي يقوم بدعم الحركات الانفصالية الروسية.
• المقاتلين المسلحين الشيشانيين والداغستانيين وغيرهم يتميزون بنزعتهم الانفصالية الأصولية الإسلامية والتي بالتأكيد ستدفعهم إلى رفض قبول المعونات من الأمريكيين والإسرائيليين أما من السعوديين فمن الممكن قبولها بكل سهولة وبطمأنينة باعتبار أنها معونات إسلامية المصدر، وبالتالي فقد باركت وكالة المخابرات الأمريكية قيام المخابرات السعودية بدور البروكسي في تقديم المساعدات للحركات الإسلامية الانفصالية القوقازية الشمالية.
نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمركز ستراتفور الاستخباري الأمريكي تحليلاً أشار إلى النقاط الآتية:
• أدت الحملات العسكرية الروسية إلى تفكيك وتقويض تماسك الكثير من الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة التي تقاتل من أجل الانفصال عن روسيا.
• العناصر المسلحة التي لم يتم اعتقالها أو قتلها استطاعت خلال الحملات العسكرية الروسية المسلحة الخروج من القوقاز الشمالي وأصبحت عناصرها تعمل ضمن سوق الجهاد العالمي الممتد من جنوب شرق آسيا وحتى المغرب العربي وانخرطت هذه العناصر ضمن العديد من المنظمات الجهادية الإسلامية الناشطة في أفغانستان والعراق وباكستان ولبنان وفلسطين وغيرها.
لاحقاً، بعد ذلك، عاد مركز دراسات ستراتفور ونشر تحليلاً جديداً على الموقع الإلكتروني أكد فيه النقاط الآتية:
• تزايد أعداد عناصر المهاجرين القوقازيين في لبنان وعلى وجه الخصوص القادمين من الشيشان وداغستان وأنفوشيا وأداييجيا.
• قامت المخابرات الروسية بإرسال المزيد من عناصرها للتمركز في لبنان من أجل رصد ومتابعة تحركات العناصر الإسلامية القوقازية الموجودة في لبنان.
وتشير الاستنتاجات والتوقعات إلى أن لبنان سيشهد مواجهة سرية بين المخابرات الروسية من جهة والأمريكية والسعودية من جهة أخرى إضافة إلى أن تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري وزعماء الحركات الأصولية السنية الإسلامية سيكونون متورطين بالضرورة في توفير الملاذ الآمن للعناصر القوقازية طالما أن الحريري وبقية زعماء السنة قد درجوا على القيام بدور البروكسي السعودي داخل الساحة السياسية اللبنانية!!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة