العراق في مواجهة إشكالية المصالحة والاستقرار

18-07-2009

العراق في مواجهة إشكالية المصالحة والاستقرار

الجمل: سيقوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة واشنطن خلال الأسبوع القادم وتقول المعلومات أن نوري المالكي سيلتقي بالعديد من المسؤولين الأمريكيين لجهة التفاهم حول جدول أعمال واشنطن القادم المتعلق بتعزيز جهود استقرار العراق.
* العراق في مواجهة إشكالية المصالحة والاستقرار:
عندما أكملت القوات الأمريكية غزو واحتلال العراق مطلع عام 2003 سعت سلطات الاحتلال الأمريكي إلى استخدام إرث نظام الرئيس صدام حسين من أجل دفع العراقيين باتجاه المصالحة والتسوية والانخراط في العملية السياسية، والآن وبعد مضي أكثر من ست سنوات على غزو العراق فإن إرث النظام السابق لم يعد ممكناً استخدامه لدفع العراقيين للمصالحة وبدلاً عن ذلك تسعى واشنطن لاستبدال إرث صدام حسين بورقة أخرى هي ورقة العنف الإثنو-طائفي واستخدامه لردع العراقيين من المصالحة والتسوية بحيث لا يكون أمامهم إلى القبول بالانخراط في العملية السياسية الجارية حالياً أو السقوط في مستنقع النزاع والصراع الإثنو-طائفي الذي لن يؤدي سوى إلى الحرب الأهلية.
تقول المعلومات أن الخبراء الأمريكيين يقومون حالياً بدراسة إرث المصالحة الذي أشرفت عليه واشنطن في كل من الأرجنتين وتشيلي والسلفادور وهندوراس وموزمبيق وجنوب إفريقيا والأرغواي، وذلك لتبني معطيات المصالحة في تلك البلدان ضمن معطيات وسياقات تتضمن الآتي:
• كشف الحقائق ولكن ضمن شفافية جريئة.
• إعادة تحديد وصياغة الهوية بما يتيح إعادة تشكيل الانتماءات والروابط.
• تطبيق العدالة عن طريق التسوية بحيث يتم تعويض الضحايا جزئياً ومعاقبة المذنبين جزئياً.
• تعزيز روح التسامح والرغبة في فتح الصفحات الجديدة.
إضافة لذلك، فإن تعزيز هذه المعطيات والسياقات يتطلب دوراً أكبر بواسطة بغداد وواشنطن إضافة إلى تعزيز دور المنظمات الحكومية وغير الحكومية.
* جهود واشنطن من أجل التسوية والمصالحة في العراق:
يقول الأمريكيون أنهم طوال الفترة الممتدة من عام 2003 حتى الآن ظلوا يسعون إلى تحقيق ما يلي:
• دمج العرب السنة في قوات الأمن العراقية والعملية السياسية العراقية.
• تخفيف تداعيات الاغتيالات عن طريق تشجيع التسامح وتقديم التعويضات.
• التشجيع على التعاون المشترك السني – الشيعي والعربي – الكردي بما يحقق قدراً من الوحدة في مواجهة المشاكل والخلافات.
• الضغط على السلطات العراقية للقيام بإصدار التشريعات التي تسعى لإدماج الأطراف والعناصر المتمردة ضمن العملية السياسية العراقية.
يقول الأمريكيون أنهم إضافة لذلك فقد سعوا ميدانياً إلى الاضطلاع بأعباء مكافحة المليشيات المسلحة وأعمال العنف وفي هذا الخصوص فقد نجحت سلطات الاحتلال الأمريكي في تكوين مجالس الصحوة وتشكيل وحدات أبناء العراق وما شابه ذلك لجهة القيام بمحاربة تنظيم القاعدة وحلفائه.
* جهود بغداد من أجل التسوية والمصالحة في العراق:
يقول العراقيون أنهم قد سعوا من أجل المصالحة عن طريق إصدار القوانين التي هدفت لتصفية النظام السابق والقيام بمحاربة رموزه وإنشاء المؤسسات الحكومية التي هدفت لتقديم التعويضات لكافة الأطراف التي تضررت من النظام السابق.
إضافة لذلك فقد سعت بغداد إلى تكوين لجنة المتابعة للمصالحة الوطنية وما زالت تبذل الجهود لإنجاز المصالحة بين العراقيين.
* أبرز العراقيل والعقبات الماثلة أمام التسوية والمصالحة العراقية:
توجد العديد من العراقيل والعقبات التي تعوق تحقيق التسوية والمصالحة العراقية ومن أبرزها نجد:
• العنف المستمر: ما زالت عمليات العنف مستمرة وإن كان ذلك بوتائر متقطعة تتراوح بين عنف مرتفع الشدة ومنخفض الشدة.
• تزايد الأطراف العراقية: يوجد حالياً في العراق أكثر من 400 حزب سياسي ويستطيع كل واحد منها القيام بعمليات العنف وبسبب تزايد الخلافات فمن الصعب التوصل إلى إرضاء جميع هذه الأطراف.
• تنافر القضايا الرئيسية: من الصعب التوصل إلى حل واحد يلتف حوله جميع العراقيون في القضايا الرئيسية الثلاث: النفط – مصير كركوك – تصفية النظام السابق.
• النسيج الاجتماعي العراقي ما زال غير متماسك بسبب حدة التوترات والانقسامات على أساس الخطوط الإثنو-طائفية والإثنو-عرقية.
• عدم فعالية النظام القضائي: من الصعب أن يقوم القضاء العراقي بالتصدي لمعاقبة الأطراف التي ارتكبت وما زالت ترتكب أعمال العنف وبسبب كثرة عدد الضحايا فمن الصعب إقناع المتضررين بالتسامح وقبول العفو عن الذين اقترفوا أعمال العنف والذين من بينهم العديد من الرموز والزعماء السياسيين.
• تعدد مستويات الصراع: توجد طائفة واسعة من الصراعات والنزاعات فبغض النظر عن الصراع بين العراقيين والقوات الأمريكية والصراع بين العراقيين والحكومة العراقية هناك صراعات أخرى تدور بين الأطراف العراقية وبسبب اختلاف أسباب وعوامل هذه الصراعات وعمق جذورها الاجتماعية والدينية والثقافية فإن من الصعب حل هذه الصراعات ضمن جهود المصالحة الوطنية العراقية الجارية حالياً.
• تعقيدات الثقافة العراقية وتجذراتها الإثنو-ثقافية والإثنو-عرقية تجعل من غير الممكن احتواء الصراعات الجارية بين بعض المجموعات المتطرفة الشيعية والسنية وما شابهها.
هذا، وتقول المعلومات أن العراق سيشهد جولة جديدة من الصراع العراقي – العراقي بسبب سعي الأطراف العراقية إلى ترتيب المسرح العراقي من أجل خوض الانتخابات العراقية المتوقع إجراؤها عام 2010، وتشير التوقعات إلى احتمالات أن يؤدي تزايد الصراع إلى عودة القوات الأمريكية مرة أخرى إلى داخل المدن العراقية.
بكلمات أخرى فإن فشل جهود لجنة متابعة المصالحة الوطنية العراقية سيؤدي بلا شك إلى انهيار حالة الهدنة الهشة السارية حالياً بما يعطي الضوء الأخضر للقوات الأمريكية بإعادة احتلال المدن العراقية الرئيسية وستكون عودة هذه القوات هذه المرة بموجب بنود الاتفاقية الأمنية العراقية وتواطؤ حكومة نوري المالكي التي يدرك رموزها أن خروج القوات الأمريكية من العراق معناه خروج حكومة نوري المالكي من المنطقة الخضراء!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...