العلامة البوطي يدعو خوارج اليوم إلى العودة لدين الله

08-02-2013

العلامة البوطي يدعو خوارج اليوم إلى العودة لدين الله

أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أنه ما من ثورة تجبر مجتمعا من المجتمعات على اتباع نظام معين قسرا وعنوة دون حوار ودون محاكمة فكرية وحرية نظم إلا وتستولد هذه الثورة ثورة مضادة أخرى تطيح بذلك النظام ولو بعد حين داعيا من يحاولون جر المجتمعات إلى العنف تحت اسم الثورة الإسلامية إلى العودة لدين الله وسيرة رسوله قبل أن تنتهي الفرصة.

وقال العلامة البوطي خلال خطبة الجمعة اليوم:" منذ ثلاثة عقود من الزمن بدأت تروج في أوساطنا الإسلامية كلمة الثورة الإسلامية على ألسنة كثير ممن يدعون بالإسلاميين بل أصبحت هذه الكلمة تزاحم الكلمة القرانية "الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى" ولكأن المراد أن تحل هذه الكلمة الحديثة محل الكلمة القرانية أو أن تكون تفسيرا لها" متسائلا أي تيه وقع فيه هؤلاء الإسلاميون فهذا النهج من شأنه أن يجر إلى المواجهة ثم العراك ثم العنف ثم الاحتكاكات الدموية.

وأوضح البوطي أن علماء السياسة الحديثة بل الناس جميعا يعرفون أن كلمة ثورة تعني جر أي مجتمع ما إلى نظام معين قسرا وعنوة وقفزا فوق الوسائل والأسباب المتدرجة المعروفة والفطرية التي أقام الله عالمنا الإسلامي عليها.. وقال:" نظرا إلى أن كلمة الثورة الإسلامية يرفع اليوم لواءها أخوة لنا ينعتون بالإسلاميين ينبغي أن نتساءل ما موقف الإسلام من هذه الكلمة ومن مضمونها.. فالإسلام إنما يخاطب العقول محاكما محاورا ولم يأت ليجر مجتمعا قسرا وعنوة إلى نظام أو ليلصق نظاما ما قسرا وعنوة بمجتمع" مستشهدا بقوله تعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

وأضاف البوطي:" ينبغي أن نعلم أنه ما من ثورة تجبر مجتمعا من المجتمعات على اتباع نظام معين قسرا وعنوة دون حوار ودون محاكمة فكرية وحرية نظم إلا وتستولد هذه الثورة ثورة مضادة أخرى تطيح بذلك النظام ولو كان ذلك بعد حين.. فالنظام الذي ينهض على ثورة يستبطن في باطنه ثورة مضادة والجدلية بين الثورات جدلية معروفة متبينة".

واستشهد البوطي بما يحدث في مصر التي يراد فيها أن يفرض الإسلام فرضا من علو عن طريق الثورة قائلا:" انظروا إلى مال هذا السبيل سرعان ما استولدت هذه الثورة من داخلها ثورة مناقضة.. وها هما الثورتان تتعالجان فيما بينهما" موضحا أن المحاكمة العقلية بعيدة عن الساحة والميدان نهائيا والمخاطبة العقلية التي بعث بها رسول الله والأنبياء جميعا بعيدة ومطوية.

وأضاف البوطي:" إنهم في تونس رفعوا لواء الإسلام.. فهل رفعوه عن طريق الدعوة.. لا إنما عن طريق الثورة تلك هي الثورة الإسلامية التي فرضت فرضا هناك.. إنها تستولد من رحمها اليوم ثورة مناقضة".

وتوجه البوطي من منطلق الحب والشفقة والاندفاع الى قرار الله القائل "إنما المؤمنون أخوة" إلى هؤلاء الإسلاميين أو الثائرين في سبيل الإسلام متسائلا:" كيف ترفعون لواء الثورة باسم الإسلام وانتم تعلمون بأنه ما من ثورة تقوم إلا وتستبطن في رحمها ثورة مضادة مؤكدا أن مخاطبة العقول وغرس الإسلام في النفوس وتهييج عوامل محبة الله عز وجل في الضمائر هي الباقية وهي الشعاع الذي يمتد.

ودعا البوطي هؤلاء الإسلاميين إلى العودة للنهج الأمثل في كتاب الله وهدي وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تنتهي الفرصة وقبل أن يصلوا إلى الجدار المغلق فيضربوا رؤوسهم به من غير طائل وقال لهم:" لا نشك في الظاهر الذي يدل على أنكم إنما تحبون الإسلام وتغارون على دين الله ولكن ما أكثر الحب الصحيح الذي يفقد النهج الصحيح ..لا يجوز أن نكتفي بالحب فلا بد أن يكون الحب محكوما بالعقلانية والعلم.. ولا بد ان يكون الحب إن وجد محكوما بكتاب الله وسيرة رسوله".

سانا

التعليقات

دعاهم في سابق الزمن من هو أفضل منه (الإمام علي)، ولم يستجيبوا، ولم يكن لهم إلا السيف، وكانت النهروان وكان استئصال الوجود المعلن لتلك الجماعات المارقة في ذلك الوقت. والآن وبعد 1400 سنة، يخوض الجيش العربي السوري معركة النهروان من جديد، لكنها ليست ضد الخوارج فقط، بل جمع فيها بين النهروان والأحزاب، والوقائع على الأرض تثبت أنه في طريقه لاستئصال شأفتهم، بشكل نهائي.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...