الغزيون يستقبلون اليو ماري بالأحذية: 7 آلاف من أبنائنا في المعتقلات

22-01-2011

الغزيون يستقبلون اليو ماري بالأحذية: 7 آلاف من أبنائنا في المعتقلات

استقبل الغزّيون، أمس، وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري باحتجاج شعبي غاضب تقدمه أهالي الأسرى الفلسطينيين، حيث رشقوا موكبها بالأحذية والبيض لدى وصولها إلى القطاع المحاصر، وذلك رداً على وصفها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في غزة بأنه «جريمة حرب»، في تجاهل فظ لوجود آلاف الأسرى في زنازين الاحتلال، وهو ما دفع بالوزيرة الفرنسية إلى التراجع عن تصريحاتها، ومطالبة إسرائيل برفع الحصار عن غزة. مرافقو إليو ـ ماري يحاولون حمايتها من الأحذية والبيض في مدينة غزة أمس
واعترض عشرات الفلسطينيين الغاضبين موكب اليو ماري لدى دخولها قطاع غزة في زيارة تفقدية لمدة أربع ساعات. ورفع المحتجون لافتات تؤكد أن الوزيرة الفرنسية غير مرحب بها في الأراضي الفلسطينية، فيما قفز آخرون على سيارتها، وألقى عدد منهم بأنفسهم على الطريق أمام موكبها الذي تعرض للرشق بالأحذية والبيض.
وحمل المحتجون لافتات كتب عليها «هناك جلعاد شاليت، ولكن هناك أيضا 7 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية»، و«اخرجي من غزة».
وقال شهود عيان إن أحد المحتجين تمكن من القفز على سيارة اليو ماري، حيث قام بقرع الزجاج الأمامي للسيارة مرات عديدة بحذائه، بينما بقيت الوزيرة مكانها وابتسمت من دون أن تبدي انزعاجاً.
وفرّقت الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة المتظاهرين، فيما تمكنت القافلة برفقة عربات الأمم المتحدة من مواصلة سيرها إلى مدينة غزة، حيث أجرت الوزيرة الفرنسية محادثات مع مسؤولين في الأمم المتحدة وزارت مستشفى القدس.
وفي أعقاب الزيارة، نقلت إحدى مرافقات اليو ماري إلى مستشفى إسرائيلي لتلقى العلاج اثر تعرضها لضربة خلال الاحتجاجات، ووصفت إصابتها بأنها خفيفة.
وتأتي هذه الاحتجاجات رداً على تصريحات اليو ماري، أمس الأول، لدى زيارتها خيمة نصبها أهالي شاليت في مدينة القدس المحتلة، واعتبرت فيها أن بقاء شاليت، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، «جريمة حرب».
ووصفت حركة حماس تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية بشأن أسر شاليت بأنها تصريحات منحازة للاحتلال وتعكس ازدواجية المعايير. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن «شاليت أسر من أرض المعركة وهو يقتل مواطنين فلسطينيين على حدود قطاع غزة، بينما هناك أكثر من ثمانية آلاف أسير فلسطيني اعتقلهم الاحتلال من بيوتهم من دون أي ذنب».
لكن مدير مؤسسة «الضمير» الفلسطينية لحقوق الإنسان خليل أبو شمالة، الذي التقى اليو ماري في غزة، نقل عنها نفيها وصف أسر شاليت بأنه «جريمة حرب».
وتعقيباً على هذه الاحتجاجات، قالت اليو ماري إن «هناك أمهات من بين المتظاهرين اشعر معهنّ وأتفهم حزنهنّ. ولكن كان هناك أيضاً من لديهم خطط أخرى، يجب أن نحافظ على هدوئنا. كان هناك بين ثلاثين إلى خمسين متظاهراً، ولم يكن الأمر خطيراً».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن اليو ماري إن تصريحاتها حول شاليت لم تصدر عنها بل عن والد الجندي الاسرائيلي، فيما قالت متحدثة باسمها إن «وسائل إعلام إسرائيلية أساءت نقل تصريحات الوزيرة بشأن قضية شاليت».
وفي خطاب ألقته في المركز الثقافي الفرنسي في غزة، قالت اليو ماري إن «حصار غزة يولد الفقر ويؤجج العنف». وأضافت «باسم قيم الحرية والكرامة التي نتشاركها، تدعو فرنسا إسرائيل إلى رفع الحصار»، مشددة على أن «فرنسا لن تتخلى عن غزة، وفرنسا تعمل من اجل السلام وتنمية فلسطين. والسلام يمر عبر إقامة دولة فلسطينية تكون غزة جزءا لا يتجزأ منها مثل الضفة الغربية».
وتابعت الوزيرة الفرنسية: «لقد تم اتخاذ إجراءات لتخفيف الحصار، إنها ايجابية لكن يجب القيام بأكثر من ذلك. يجب من الآن وصاعداً السماح باستيراد مواد البناء والمواد الأولية، والسماح بالتصدير وحرية تنقل الأشخاص».
أما ممثلة فرنسا لعملية السلام في الشرق الأوسط فاليري هوفنبرغ، التي رافقت اليو ماري إلى غزة، فأعربت عن شعورها بالصدمة والدهشة من حجم «العداء» الذي رأته، مضيفة «لقد فوجئت بحجم الكراهية. عندما تتلقى (اليو ماري) مثل هذا الاستقبال يتساءل المرء لو كانت زيارتنا في محلها». وأضافت «هذه تظاهرة منظمة، أنا اشعر بصدمة كبيرة».
من جهة ثانية، قالت اليو ماري، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» إن امتلاك إيران سلاحاً نووياً يشكل «خطراً هائلاً». وأضافت «نحن مصممون تماماً على منعها من ذلك، وعلى دفعها إلى تطبيق قرارات مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية»، لكنها أوضحت أن «باب الحوار مفتوح طبعاً»، مشيرة إلى أنّ «إيران تدرك ما عليها أن تقوم به من اجل البدء بمفاوضات جدية. ولكن عليها أيضاً أن تدرك أن تزايد الضغط الدولي لن ينكفئ ما لم تغير موقفها».
وتعد زيارة اليو ماري لقطاع غزة الأولى لمسؤول فرنسي على هذا المستوى منذ زيارة قام بها وزير الخارجية الأسبق فيليب دوست بلازي عام 2005.
وتوجهت اليو ماري عقب الزيارة إلى مستوطنة «سديروت» الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، ثم توجهت إلى مطار بن غوريون، ومنه إلى مصر، ثاني محطة في جولتها الشرق أوسطية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...