المالكي:لن يكون هناك مكاناً محصناً لا مدرسة ولا بيت ولا حتى مسجد

26-01-2007

المالكي:لن يكون هناك مكاناً محصناً لا مدرسة ولا بيت ولا حتى مسجد

قتل 34 شخصا على الاقل في تفجيرات ببغداد يوم الخميس لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعهد بأن حملته الامنية الجديدة في العاصمة لن تترك للمسلحين مكانا يختبئون فيه.وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان حث المالكي السياسيين من جميع التيارات على تأييد خطته الامنية التي ستدعمها قوة أمريكية من نحو 17 ألف جندي ويعتبرها كثيرون الفرصة الاخيرة لاستئصال شأفة العنف الطائفي في العاصمة.
وقال "لن يكون هناك مكان محصن لا مدرسة ولا بيت ولا حتى مسجد او حسينية اذا كانت منطلقا للارهابيين وحتى مقرات الاحزاب اذا اصبحت مكانا لتحصن الارهابيين."
وقال المالكي ان عزمه اتى ثماره.وقال انه على علم بأن "مجرمين" كبارا غادروا بغداد وان اخرين فروا من البلاد واصفا ذلك بأنه أمر جيد لانه يظهر أن رسالة الحكومة العراقية تؤخذ مأخذ الجد.
ويخشى البعض ان يحاول المسلحون ببساطة تفادي المواجهة خلال الحملة في رهان على أن القوات الامريكية ستغادر في نهاية المطاف.
وقال السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد يوم الأربعاء "هناك قلق من أنهم قد يختفون عن الانظار ويتجنبون الصراع الان كي يقاتلوا في يوم اخر."
وتعهد المالكي الذي وجهت له انتقادات لعدم بذل ما يكفي من الجهود لكبح الميليشيات المرتبطة ببعض من حلفائه بمواجهة الجماعات المسلحة بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية والسياسية.
وقال ردا على الانتقادات بأن الميليشيات الطائفية نجحت في اختراق صفوف الجيش والشرطة "أجهدنا أنفسنا للحصول على ضباط مهنيين فقط.. فلنساعد هؤلاء الضباط لنكون هذه المرة في موقع واحد."
وصنفت واشنطن جيش المهدي وهو ميليشيا موالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بأنه الخطر الاكبر على أمن العراق وحذرت من أن نجاح خطة المالكي يعتمد على تعامله مع الميليشيات الشيعية بنفس القدر من الحزم الذي يتعامل به مع الميليشيات السنية.
واتهم رئيس الوزراء الذي يعتمد على تأييد كتلة الصدر في البرلمان بعدم اتخاذ اجراءات صارمة ضد جيش المهدي فيما سبق لكن مسؤولين في الائتلاف الشيعي الحاكم قالوا انه قبل الان بأن عليه التحرك.
وتعهد بهاء الاعرجي وهو عضو كبير في التيار الصدري بمساندة خطة المالكي في البرلمان كما فعلت الاحزاب السنية والكردية الرئيسية.ووافق البرلمان بالاجماع على الخطة.
ومنذ أعلن المالكي خطته في وقت سابق هذا الشهر وقعت سلسلة تفجيرات ولا يزال يعثر على عشرات الجثث ملقاة في جميع أنحاء المدينة فيما يبدو أنها عمليات تنفذها فرق إعدام.وعثر على 33 جثة يوم الأربعاء فقط.
وقال مصدر بالشرطة إن سيارة ملغومة انفجرت في سوق في ضاحية الكرادة بوسط بغداد مما أسفر عن مقتل 26 شخصا وجرح 64 اخرين.
وقالت الشرطة ان سيارة ملغومة اخرى ودراجة مملؤة بالمتفجرات انفجرتا في سوقين اخريين مما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص بينما قتل ثلاثة اشخاص في انفجار قنبلة وضعت على جانب طريق.
وفي وقت سابق من هذا الاسبوع أدى تفجير مزدوج بأحد الاسواق الى مقتل 88 شخصا على الاقل في وسط بغداد.
وأصاب صاروخان المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي يوجد بها مقر الحكومة وسفارات اجنبية مما أدى الى انطلاق صافرات الانذار وتحذير الناس كي تأخذ ساترا. وقال الجيش الامريكي ان ستة اشخاص اصيبوا بينهم خمسة بجروح طفيفة وان اضرارا بسيطة لحقت بالمباني.
وقال المالكي إن قوات الأمن العراقية ستبدأ في إخلاء منازل النازحين من بغداد والتي تركها أصحابها فرارا من العنف الطائفي والتطهير العرقي وسكنها آخرون تمهيدا "لعودة العوائل المهجرة الى منازلهم."
واضاف المالكي انه سيتم ابتداء من يوم الخميس أو الجمعة اعتقال الاشخاص الذين يسكنون في منازل النازحين لفتح الطريق امام عودتهم.
وفر عشرات الآلاف من السكان من الشيعة والسنة والمسيحيين من منازلهم في بغداد بسبب العنف والتهديدات التي حولت الكثير من الأحياء التي كانت تضم مزيجا طائفيا إلى جيوب تقتصر على طائفة دون غيرها.ورفض المالكي التلميحات بأن خطته الأمنية تمثل فرصة أخيرة قائلا إنه لا يوجد جدول زمني للنجاح.وقال "المعركة مع الارهاب معركة مفتوحة ومستمرة والخطة لن تكون الأخيرة."
وتعليقا على خطاب المالكي وصف توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض الخطاب بانه "خطاب حازم للغاية من جانب رئيس الوزراء. نرحب بالتأكيد به لانه يوضح نوع الشدة التي كنا نتحدث عنها والتي يتوقعها الشعب الامريكي."
وكان سنو يتحدث الى الصحفيين يوم الخميس على طائرة الرئاسة (اير فورس وان) في طريقه الى مدينة كانساس بولاية ميزوري برفقة الرئيس جورج بوش.
ومع قرب نفاد صبر الرأي العام الأمريكي من الحرب لاقت خطة بوش لإرسال 21500 جندي إضافي الى العراق معارضة شديدة من الكونجرس الجديد الذي يهيمن عليه الديمقراطيون.
ورفضت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء استراتيجية الحرب الجديدة بأغلبية 12 عضوا مقابل تسعة في قرار من المنتظر ان يصوت عليه مجلس الشيوخ بكامل هيئته الاسبوع القادم.

 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...