المدينة الفاضلة

08-09-2008

المدينة الفاضلة

• جميعنا سفلة: حماة الشرف واللصوص والمشرعون وسائر الذين قال لهم السيد المسيح: من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.. غير أن ما يميز سافلاً عن آخر ويشفع له أمام الرب هو الصدق.. الصدق الذي أوقف الخطاة عن رجم الزانية بعدما تذكروا خطاياهم.. وأنت يا عزيزي، هل ترى خطاياك؟ إذن فلتخرس عن الخوض في أعراض الآخرين.. فكلك عورات وللناس ألسن..


• تسفح المرأة جمال جسدها وتناسقه من أجل الولادة.. يسفح الأب عمره من أجل رعاية ذاك الوليد.. يسفح المجتمع مقدراته من أجل تعليم ورعاية ذلك الطفل، وبعدما ينمو وينضج كرمح سمهري جاهز للاندماج في قوة الأمة والوطن، ترمي به الحكومة الرشيدة إلى سلة النفايات بعد أن تدونه رقماً في شريحة العاطلين.. الحكومة نفسها التي تصفق لها الصحافة والإذاعة والتلفزيون!؟


• أغلق العكيد أبو شهاب «باب الحارة» بوجه كل ما هو وافد وجديد ثم تعشى امرأته ونام مطمئناً إلى جهل المشاهدين بالتاريخ المجيد..

نبيل صالح

التعليقات

في سماء مدينتنا شهابٌ سمهريٌ يسري كل ليلةٍ فوق أزقتها باحثاً عن آخر الشموع المضيئة ليغتصب نورها برمحه الذكوري ، وهو يعاقب بالذوبان كل شمعة تخرج عن سلطته النارية ... هل أتاك حديث القنابل الذكية الأدبية حين تبحث شظايا حروفها عن كل مدّعي مراوغ يضلل البشر بلعبته السياسية وتداعياتها الصحفية الإعلامية الإعلانية بما يتفق حصراً مع مصالحه الشخصية .

نافذة بيتي الأرضي مفتوحة باتجاه الشــرق ؛ نافذتي هذه تطل على شــارع و حديقة صغيـرة فيها بضع أزهـار عبـاد الشمس . بلا إرادة مني ، أصبحت معتاداً على الشرود في حركة الشارع وأنا أشرب فنجان القهوة كل صباح أمام النافذة ، بينما أزهار عباد الشمس تدير لي قفاها مستقبلةً ربها . هذا الصباح فوجئت بإحدى تلك الأزهار تتظر إلى نافذتي و لسان حالها يقول : ساعدني ، فغمرني شعور بأني سأخرج من كآبتي ، و لكن ما إن لمست أوراقها و ساقها حتى انفجر صوت حارس الحديقة : إرفع يدك الخبيثة عن زهرتي أيها السافل ، ثم أشاحت هي بوجهها عني وعادت تصلّي إلى شمسها . وعدت أنا إلى كآبتي و شرودي في حركة الشارع و صوت الحارس يرن في أذني ، يزيدني خوفاً من الأحكام العرفية في مدينتي .

لن نتغير ولن نحدث الفرق طالما ان الاحتلال الثماني كان حكما وطالما اننا نرضى باي شي هو فتوة و نقبل باي شي تم افتاؤه

الحصن المنيع في كل يوم نصادف او نسمع قصة , حالة دفاع عن شرف مسلوب وحصن مخترق رفعت جدرانه و وصدت ابوابه وحفرت الخنادق حوله , قصة الضحية فيها هو الاب او الاخ او ابن العم حتى امتد ليصبح معتز ابن الحارة الغيور على شرف الحارة , اما الابنة او الاخت صاحبة الدم المهدور فهي المجرمة التي لطخت شرف العائلة واستحقت ما حصل لها وكان الشرف كله مرتبط بجسد وعذرية امراة اذا فلتسرق ولتكذب ولتخرب فكلها اعمال مشرفة ولكن احذر فقد خرجت اختك من المنزل . نحن امة ارتبط شرفها بغشاء ودارت حكايتها وحتى الدراما فيها عن رجال عرفوا كيف يصونوا شرفهم . نربي ابناءنا على كيفية ترويض الاخت والزوجة في المستقبل ونربي بناتنا على الرضوخ والانصياع فالرجل لاشيء يعيبه ولن يتزوج من امراة لمس يدها في يوم من الايام فالزوجة لم يبس تمها غير امها , فالى متى سترضى نساؤنا بهذا وهذا مايثير الدهشة رضوخهن ودفاعهن عن حقوق الرجال ............الى متى ؟!!!!

من المتعجب أن آراء رجال الدين تتغير وفق تغير القمر من الهلال الى البدر بدورته التي تتغير وفقها الأعياد والمناسبات فهاهو مصطفى البغى يقول امورا غريبة عن المطالبين بتغيير القانون فهم برأيه دخلاء عليهم أن يرحلوا بعيدا عن كوكبنا

لا أحد يستطيع الحديث عن الشرف لان الشرف مسألة نسبية بين إنسان وآخر فالزانية التي تأكل من ثدييها لا تعترف بأنها غير شريفة الا عندما يقترب الموت منها أو عندما تتوب توبة نصوحةالى الله وهذا الأمر قليل في مجتمعاتنا هذه الأيام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...