المسلمون في دول الاتحاد الأوروبي يعانون تمييزاً طائفياً متزايداً

19-12-2006

المسلمون في دول الاتحاد الأوروبي يعانون تمييزاً طائفياً متزايداً

جاء في تقرير للاتحاد الاوروبي نشر أمس أن مسلمي أوروبا يتعرضون لتمييز طائفي مستوطن في التعليم والاسكان والوظائف، الى تعرضهم لاعتداءات، وهو ما يمكن أن يعزلهم عن التيار الاساسي للبلاد، وإن يكن المسلمون أقروا أيضا بان عليهم بذل مزيد من الجهد للتواصل مع المجتمع.
وهذا التقرير الذي أعده المركز الاوروبي لمراقبة التمييز ومعاداة الاجانب هو الاول من نوعه عن المسلمين في كل دول الاتحاد الاوروبي ويتزامن مع الشعور المتزايد بعدم الامان بين مسلمي أوروبا بسبب الارهاب والهجرة المتزايدة من الدول الاسلامية.
ويقع التقرير، وعنوانه "المسلمون في الاتحاد الاوروبي" في 115 صفحة، ويتضمن لقاءات مع شبان مسلمين يصفون تجربتهم في التهميش داخل مجتمعاتهم حتى لو كانوا ولدوا في أوطانهم.
وقالت هولندية مسلمة إن "السؤال الذي سئلته كثيرا هو: متى ستعودين، وأقول: ولدت في روتردام فالى أين أذهب؟ انه حقا سؤال مؤلم ويجعلك تشعر بأنك أجنبي... عليك ان تقبل بانك أجنبي عند نقطة ما".
ويعيش في الاتحاد الاوروبي 15 مليون مسلم، أي ما نسبته 3,5 في المئة من سكان الدول الـ25 الاعضاء في الاتحاد ويشكلون ثانية كبرى الطوائف الدينية فيها.
وعرض التقرير عشرات من استطلاعات الرأي والدراسات في الكثير من الدول الاوروبية، وأفاد ان مسلمين كثراً وخصوصاً من الشبان، يعانون القيود المفروضة على زواجهم وأيضا مشاكل متعلقة بالتقدم الاجتماعي ثم تنتشر بينهم "مشاعر اليأس والابعاد".
وأوضح أن الرهاب من الاسلام "إسلاموفوبيا" الناتج من الميل المتزايد الى الربط بين المسلمين عموماً والاعمال الارهابية التي تنفذها قلة، تضافر مع شعور معاداة الاجانب الموجود سلفاً ليعزز التمييز في الكثير من نواحي الحياة. وقال إن "البيانات المتاحة تظهر أن المسلمين الاوروبيين هم عادة غير ممثلين على نحو مناسب في المناطق ويعانون احوالا سكنية فقيرة، بينما يتدنى ما يحققونه في مجال التعليم عن المتوسط، كما تزيد معدلات البطالة بينهم عن المتوسط".
وأجمع من أجريت معهم لقاءات على ان المسلمة المحجبة تجد صعوبة أكبر في ايجاد وظيفة، وأن كثيرين من أصحاب الاعمال يخشون ان تنفر المحجبات الزبائن.
وفي هولندا، قال بعض الشبان المسلمين إنهم وضعوا في فصول مدرسية على أساس الخطوط العرقية والطائفية وصنفوا على أنهم "أجانب" على رغم انهم ولدوا في هولندا.
وقال ألماني من أصل تركي ان مدرسا شرح للتلاميذ كيف ان قوات الامبراطورية العثمانية وصلت في وقت ما الى حدود فيينا. وانه اختتم الدرس قائلا: "حمداً لله اننا هزمناهم والا كنتم ستعيشون في مشكلة كبرى"، كما "نظر الى الاولاد في الفصل وقال: كلكم كنتم ستتعرضون لعمليات تطهير، ثم نظر الى البنات في الفصل، وقال: اما انتن فكنتن سترتدين الحجاب". وأضاف الالماني: "حين عدت الى المنزل كان يراودني شعور بالذنب بسبب الحضارة السيئة التي انتمي اليها".
ولفت التقرير الى أن الممارسات المتعلقة بالخوف من الاسلام هي في الغالب شفوية، ولا تترجم أفعالاً، لكنها تمر في أكثر الاحيان من دون الابلاغ عنها، مما يجعل مهمة تطوير اجراءات فعالة للتصدي لهذه المشكلة أصعب.
وفي المقابل، يرى المسلمون أن في وسعهم بذل مزيد من الجهود لمساعدة انفسهم. وعن هذا الامر، قال التقرير: "أظهرت اللقاءات أن عددا كبيرا من المسلمين يقر بان عليهم ان يبذلوا مزيدا من الجهد للتعامل مع المجتمع الواسع وتحمل مسؤولية أكبر في الاندماج... والابتعاد عن أسلوب النظر الى الداخل".
وقال بعض المسلمين ان المساجد لا تتطرق الى القضايا الملحة التي تواجههم في الحياة العلمانية في أوروبا، بما فيها العلاقات والجنس والمخدرات.
وشكا شاب من هولندا من ان "ائمة المساجد غير قادرين على اعطائنا الردود الصحيحة".
وحض التقرير السياسيين الاوروبيين على تطبيق ارشادات مناهضة للتمييز وتدريب الشرطة على التعامل مع أنواع مختلفة من الاشخاص وضمان الاندماج العنصري والطائفي في الفصول المدرسية وتشجيع وسائل الاعلام على التغطية المتوازنة لتفادي جعل المسلمين يشعرون بوصمة عار.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...