المضيفات الجويات المتزوجات ضائعات بين السماء والأرض!

01-07-2009

المضيفات الجويات المتزوجات ضائعات بين السماء والأرض!

عشرون مضيفة كنّ يوماً ما «جويات» ولكن وبتطبيق قانون لا مثيل له في الكثير من شركات الطيران في العالم، أنزلن من السماء إلى الأرض، وقد هجم عليهن نصيب الزواج، فكان الفارق في رواتبهن كالفارق بين السماء وبين الأرض..!!

ولم نتمكن من معرفة رأي السيدة المدير العام بالمرسوم رقم (10) لعام 2007 الذي يلغي القانون رقم (35) السابق، والذي بموجبه يمكن للمضيفات العشرين المتزوجات العودة إلى أجواء السماء، الأمر الذي لا يبرر معه إجراء مسابقة وتعيين خمسين مضيفة جديدة، والاستغناء عن خدمات العشرين مضيفة ذوات الخبرة، وصرف مبالغ طائلة عليها من خزينة الدولة..!! ‏

‏ تقول الحكاية، التي نرويها اليوم على لسان المضيفات العشرين، إنه بتاريخ 27/1/2007 صدر المرسوم التشريعي رقم /10/ الذي سمح للمضيفات الجويات المتزوجات بالبقاء على رأس عملهن، كما سمح للمضيفات الجويات اللواتي تركن العمل بسبب الزواج بالعودة إلى عملهن السابق، و... لم تصدر التعليمات التنفيذية لهذا المرسوم إلا بعد سنة وثلاثة أشهر أي بتاريخ 20/4/2008..!! ‏

وبتاريخ 14/2/2008 أصدر السيد الرئيس المرسوم رقم (14) الخاص بتعويضات الركب الطائر الذي وضع موضع التنفيذ خلال ثلاثة أشهر من صدوره، وصدرت تعليماته التنفيذية خلال شهر واحد.. ‏

تقول المضيفات: بغض النظر عن التأخير الواضح والمتعمد لوضوح المصلحة بين أحكام المرسومين فقد كان مدير العمليات الجوية يجري اجتماعات مكثفة ويومية لإصدار التعليمات التنفيذية للمرسوم رقم /14/، فقد قامت الإدارة بتشكيل لجنة برئاسة مدير إدارة العمليات الجوية، وورد في قرار تشكيل هذه اللجنة بالحرف: «إن مهمة اللجنة هي دراسة طلبات الإعادة للعمل، المقدمة من العاملات كمضيفات جويّات بعد مقابلتهن، وإن على هذه اللجنة أن تجتمع بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، وهنا سيرد ذكر السيد مدير العمليات الجوية كثيراً لأن المضيفات يعتبرنه «المعرقل» الأول لعودتهن إلى الجو، وهو الأمر الذي نفاه قاذفاً الكرة إلى ملعب مدير عام المؤسسة..!! ‏

لكن الذي حصل أن هذه اللجنة لم تجتمع، إلا بعد طول سيرة، وإثارة الموضوع على أكثر من مستوى، ومع ذلك فإن ما ورد في قرار تشكيل اللجنة لم ينفذ حتى تاريخه إذ لم تتم إعادة أي واحدة إلى العمل ولم تجتمع اللجنة بعدها ولا مرة، فالنتائج وحتى تاريخه لم تعلن، وقد مضى ما يقارب السنة على اختبار اللجنة وعلى العكس فقد تمّ إعادة ثلاث مضيفات متزوجات، لم يجر عليهن اختبار اللجنة، بموجب المرسوم رقم /10/ لعام 2007، كما أعيدت إحدى المضيفات، وهي مضيفة جوية سبق أن تقدمت بطلب استيداع لمدة خمس سنوات قبل صدور المرسوم وتزوجت خلال هذه الفترة أي أنها أصبحت في وضع مثل وضع المضيفات، لكن يبدو أن زواجها من أحد الطيارين سهل لها الأمر وأعادها إلى الجو..!! ‏

استمهلنا مدير العمليات الجوية الكابتن دولامة المسالخي ليأخذ الأذن من السيدة مدير عام المؤسسة، وكان اللقاء، وخلاله أكدّ أن المرسوم رقم /10/ جاء أساساً ليعدل الفقرة /أ/ من المادة 256 من المرسوم التشريعي رقم /35/ لعام 1979 المعدلة بموجب القانون رقم /31/ لعام 2001 وتصبح على النحو التالي: «تنهى خدمة المضيفة الجوية عند إيقافها نهائياً عن الطيران، أو إتمامها الخمسين من العمر، ويصدر وزير النقل التعليمات التنفيذية الناظمة لعمل المضيفة الجوية بعد زواجها، أي أقيم شرط الزواج لإنهاء الخدمة، من التعديل الجديد..!! ‏

و.. بحسب الكابتن المسالخي فإن المرسوم الجديد يطبق على المضيفة التي هي على رأس عملها وليس على المضيفة التي طبق عليها القانون السابق، وهذا ما تنفيه المضيفات بالقول: إن المرسوم صدر بالدرجة الأولى لحل مشكلتهن أساساً، وقد ناضلنا لإصداره طويلاً، لافتين النظر إلى المادة /10/ من التعليمات التنفيذية التي تقول: «يجوز إعادة المضيفات الجويات السابقات اللواتي أوقفن عن الطيران بسبب زواجهن إذا توفرت فيهن الشـروط المبينة في هذا القرار كلها، ولاسيما المادة /5/ منه» التي نصّها: «تخضع المضيفة الجوية بعد انتهاء إجازة الأمومة لفحص لياقة من الناحية الطبية أمام المركز الطبي المعتمد لبيان جاهزيتها للطيران...!! ‏

غير أن الأمر الذي يلفت الانتباه له الكابتن المسالخي هذه الـ «يجوز» غير الواجبة حسب رأيه التي تبتدئ بها المادة /10/ من التعليمات التنفيذية، وهذا الأمر الذي تعتبره المضيفات تفسيراً كيفياً للقانون الذي انتهك بعودة ثلاث مضيفات دون الالتفات للمادة الخامسة من التعليمات التنفيذية التي تؤكد على خضوع المضيفات المتزوجات للاختبار، وأيضاً ما هو المبرر لإجراء مسابقة وتعيين خمسين مضيفة جديدة ونحن –الكلام للمضيفات- موجودات وعلى رأس عملنا..؟! ‏

يذكر المسالخي، إنه ومنذ إصدار المرسوم رقم /10/ لم توقف أية مضيفة بسبب الزواج، وإن المسابقة لتعيين مضيفات جديدات كانت قبل إصدار المرسوم رقم /10/، كما أنه لا يوجد شاغر اليوم لإعادة عشرين مضيفة متزوجة للأجواء، ذلك أن أسطول الطائرات كان في السابق /14/ طائرة واليوم انخفض الأسطول إلى ست طائرات فقط، ونحن بصدد شراء طائرات جديدة وتحديث أسطول الطيران قريباً وعنده سيكون بإمكان هؤلاء المضيفات العودة إلى الركب الطائر مرة ثانية..!! ‏

كلام السيد المسالخي ترد عليه المضيفات بحدة، ويصفنه بالتسويف ويقلن بالحرف: أولاً: كان تعيين المضيفات الجديدات بعد صدور المرسوم رقم /10/ وليس قبله، ثانياً: لنفترض أن تعيين المضيفات كان قبل صدوره ألم يكن يعلم مدير العمليات الجوية، أن أسطولنا الجوي كان سينقص إلى النصف، إذاً ماذا كان وراء تعيين هؤلاء المضيفات الجديدات مادام لا شواغر لهن، وما هو المبرر للتعيين الجديد، مادام هناك مضيفات ذوات خبرة موجودات ويأخذن رواتبهن، ويكفي عددهن للطائرات القليلة، التي هي ستة اليوم فقط..؟! ‏

علي الراعي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...