النسوية الإسلامية في الغرب

22-01-2007

النسوية الإسلامية في الغرب

«النسوية الاسلامية» مفردة معاصرة. ظهرت في اوائل التسعينات في افريقيا الجنوبية، كواحدة من الرافعات الفلسفية والسياسية لحركة «الاسلام التقدمي» العاملة ضد نظام الفصل العنصري. «حركة المساجد» هي اطار اسلامي آخر جنوب افريقي، ظهر في التاريخ نفسه. إمامها، الشيخ رشيد عمر، هو الذي اطلق عبارة «الجهاد النوعي» (Gender jihad). ولعبت «حركة المساجد» دوراً حيوياً في رفع المطالب النسائية وسط مسلمي ومسلمات جنوب افريقيا.

المفردة «نسوية اسلامية» ظهرت في العالم الاسلامي، في بداية التسعينات ايضاً. في تركيا، مع كتاب نوليفير غول «الحداثة الممنوعة»، عام 1991، حيث التقطت غول مقولات نسوية وسط الاسلاميات التركيات. ثم في ايران، عام 1992 مع مجلة «زنان»؛ والمجلة كانت تعبر عن خيبة النسويات الايرانيات من الثورة الايرانية؛ وقد نفينَ في مطلع التسعينات.

النسويات الاسلاميات هن بنات «الدياسبور» المسلمة المهاجرة الى الغرب، والآخذ حضورها بالتوسّع في السنوات الاخيرة؛ خصوصاً بعد إحتدام معالم «الصراع الحضاري» بين الغرب والاسلام. يوجد بينهن بعض الاسلاميات الاوروبيات ايضا؛ لكن الوجود العربي بينهن يكاد ينعدم؛ باستثناء المغرب، وكتابات فاطمة المرنيسي خصوصاً، إضافة الى الاصلاحات التي ادخلت الى قانون الاحوال الشخصية المغربي («المدونة»). سؤال هنا: لماذا المرنيسي، وليس السعداوي؟ هل لأن المرنيسي كانت رائدة في إعادة قراءة النص الديني من منظور نسوي. فيما اكتفت السعداوي بقراءات ماركسية وفرويدية لواقع المرأة المصرية والعربية؟. والسؤال الآخر هو: لماذا لم تنوجد النسوية الاسلامية، بصيغتها المتبلورة، او الآخذة في التبلور، التي تتسم بها النسوية الاسلامية المقيمة في بلاد الغرب... لماذا لم تنوجد في كل البلدان الاسلامية، والبلدان العربية بالخصوص؟

في إشارات واضحة وتلميحات مقتضبة تجيب النسويات الاسلاميات على هذا التساؤل: انهن يتمتعن بالحرية في الغرب. انهن في «مكان آمن»، ولا خوف عليهن من حرية التفكير والتعبير. أسماء بارلس، التي نفيت من بلادها عام 1984 تقول إن النسوية الاسلامية تستطيع ان تمضي الى الامام في ظل الديموقراطية. وتتابع: «لو تبنيتُ خطاباً كهذا في باكستان، لأُلصقت بي فتوى، وصار هناك من يريد قتلي».

سبب إستعصاء المكانَين، العربي والاسلامي: سيطرة المقولات الاصولية على الحال الدينية العامة، وتقاليد الصمت والقهر والتقية. ما ضاعف المحرمات، الوفيرة أصلاً، وخلق مجالات جديدة من الاقصاء، عمادها التفتيش في الضمائر. فأُحيل اي طرح يتضمن، ولو قليلاً من الجِدّة، الى مشروع تكفير.

العلاقة بين «الدياسبورا» المسلمة والاسلاميات تجدها في الهوية. في المسجد حيث يتوافر للجاليات المسلمة المجال الحيوي لتأكيد وإعادة تأكيد هويتهم الجمعية. تجد العلاقة ايضاً في المنحى الذي اتخذه الحدث العالمي، وذيوله الثقافية والفكرية: الظهور الاول البطيء للنسوية الاسلامية صادف مع انهيار المعسكر السوفياتي عام 1990، وما تلاه من إنطلاق العولمة. بين هذا العام الاخير والعام 2001، عقدٌ «سلمي» للعولمة، يردّ عليه متلقّيه بالتأكيد على المزيد من الهويات والخصوصيات الثقافية او الاثنية او الدينية. تفجيرات أيلول (سبتمبر) 2001 اطلقت العنان للمزيد من التأكيد على الهويات والخصوصيات: الاسلاموفوبيا في الغرب، والكراهية الغريزية للغرب في الشرق، عزّزت هويات ضحايا الاثنين.

قد يصبح المرء مسلماً من دون ان يكونه تحديداً قبل ذلك... لمجرد ان هناك تمييزاً ضد المسلمين. النساء من الجيل الثاني او حتى الثالث، من ضمن الجماعات المهاجرة، هن نساء عضويات في المجتمعين: جماعتهن الخاصة، ذات الصفة الدينية، وفي المجتمع الاكبر، ذي الثقافة الغربية، في آن. مهمتهن تجاه انفسهن انصبّت على ايجاد قراءات تمكنهن من البقاء ضمن الجماعة، حفاظاً على هويتهن، دون اهدار المكتسبات النسوية الغربية الآتية من المجتمع الاكبر، حفاظا على حريتهن. اسلام مختلف ونسوية مختلفة.

تتسامى اذاً النسوية الاسلامية على الاستراتيجيات المتبعة لدى خصميها الحميمَين: النسوية الغربية المدعية الكونية، والاسلام الاصولي. كلاهما «استراتيجيات هووية» (identitaire) وكلاهما «إنتحاري» بنظرها. هي، أي النسوية الاسلامية «الطريق البديل»، هي «الخطاب البديل» عن خطاب الغرب «الذي يريد ان يفرض نموذجا نهائياً»، وبين «عالم اسلامي» يجيب على هذه الهجمة «بالانطواء على نفسه في وضعية الهوية الاحتجاجية».

والبديل هذا هو «خلق ديناميكية حقيقية لتحرر النساء في العالم الاسلامي». وذلك باعطاء المبرر والشرعية الدينيَين لحقوق المرأة المسلمة. النسويات الاسلاميات يدعين الى فتح باب الاجتهاد لإحقاق هذه الحقوق. من هنا عبارة «الجهاد النوعي» (gender jihad). والجهاد هنا ليس بطبيعة الحال رديفاً للحرب او العنف الاصوليَين، بل للنضال الاخلاقي الداخلي.

ومن الآن وحتى اللحظة الاجتهادية القصوى، تجد النسويات الاسلاميات عدداً من المطالب يمكن تحقيقها. تغيير القوانين التمييزية ضد النساء في العائلة. حق التصرف بفضاءات المسجد. الحض على المشاركة في مراكز القرار. إشراك الرجال في نضال النساء من اجل المساواة. الخ

قبل ظهور النسوية الاسلامية، لم تكن للنسوية مرجعية غير المرجعية الغربية. ولا مجال حيوياً لها غير المجال الغربي. اول مدماك للنسوية الاسلامية في نظيرتها الغربية، هو رفضها مرجعيتها الاحادية الغربية المتمحورة حول ذاتها، (ethnocentriste)، ولخطابها إلاستشراقي: استشراق وتمحور، يضعان المرأة المسلمة في خانة «الخاضعة الابدية»، التي لا يمكن ان تتحرر من غير ان تتماهى مع النموذج الغربي للمرأة المحررة.

إذاً، لا نسوية واحدة بل نسويات. والنسوية الغربية ليست كونية كما تتدعي. الكوني هو الدين. النسوية حجبته دهراً، في دينها وفي غير دين. ولكن طلع من بينها من يدعو الى التحرر، وباسم الدين ايضاً: النسويات المسيحيات والنسويات اليهوديات؛ وهن المقصد التوحيدي للنسويات الاسلاميات.

فاللفظ الاسلامي للنسوية الغربية ورفضه لها يعود الى حساسية العالم الاسلامي من النسوية الغربية ومن الحداثة التي حملتها. انها مرتبطة بالاستعمار الذي عمل المستحيل من اجل نصب التعارض الجذري بين الدين الاسلامي والحداثة الغربية. بل ان مشروع تحرر المرأة الغربي نُظر اليه في العالم الاسلامي بصفته مشروعاً «كولونيالياً» وجبت «مقاومته»، وإلاّ حيدَ عن الهوية الاسلامية. لذا وُجب اخذ المسافة من النسوية الغربية؛ بل الاعتزاز بأن النسوية الاسلامية اكثر «جذرية» من النسوية الغربية. والسبب: ان الاولى، الاسلامية، تشدد على المساواة التامة بين الرجال والنساء في المجالين الخاص والعام. فيما الثانية، أي النسوية الغربية، تكتفي بالتشديد على المساواة بين الجنسين في المجال العام، وعلى التكامل بينهما في المجال الخاص.

فوق ذلك، عرّت النسوية الغربية جسد المرأة، و«جنسنته» في الصورة كما في الواقع. وهذا ما تأباه النسوية الاسلامية؛ وترى انه نظير الاصولية الاسلامية، المعكوسة الاتجاه؛ لأن الهمّ الاساسي لهذه الاخيرة هو تغطية هذا الجسد بالكامل. والاثنان، الاصولية الاسلامية والنسوية الغربية، يلتقيان حول جسـد المرأة، تعرية او حجباً. والاثنان يقصران المرأة على هندامها الخارجي.

النسوية الاسلامية هي من اشد الناقدين للاصولية الاسلامية وللتراث الذكوري في الاسلام. الرسالة الدينية برأيها طُعنت. فبدل المساواة التي نادت بها، حوّل النظام الذكوري، الأبوي، هذه الرسالة الى اداة لإضطهاد النساء. وبعدما حقق الاسلام تحرر النساء وأوصى به في كتابه المنْزل، صادرته «التقاليد الأبوية التمييزية» ضد النساء. وهي، أي النسوية الاسلامية، ترى أن «الخطاب النظري» الاسلامي «التقليدي» حول المرأة، والقائل من غير كلَل ان «الاسلام اعطى مرأة كامل حقوقها» وأنه «كرّمها» و«حماها»... هو خطاب «فقير بمحاجته» (argumentation). وبدل ان يقنع، فهو يعبّر في الواقع «خير تعبير عن اضطراب عميق وظاهري».

الخطاب الاسلامي اليوم، ذو المنحى الاصولي، قصر الرسالة الروحية للاسلام على مسألة «الهندام»، و«أخطار الفتنة النسائية»، ومفاصل ووظائف ونتوءات الجسد النسائي. نقد الموقف من الحجاب هو الابرز لدى النسويات الاسلاميات. الحجاب عندهن اختياري. وفرضه على النساء هو شكل من اشكال التمييز ضدهن. على النساء وحدهن الاختيار بارتدائه ام لا. (في المؤتمر العالمي عام 2005، والنيجيريات بلباسهن التقليدي، والماليات كن سافرات، والحجاب، إن لُبِس فكان رخواً وزاهياً).

النسويات الاسلاميات يدأبن على ادانة القراءة الأبوية، التي سمحت بالعنف والتمييز. ولازمتهن: «ليس الاسلام هو الذي يضطهد النساء، بل القراءة الذكورية للاسلام هي التي تضطهدهن». ولتأكيد فكرة العدالة بين الجنسين في القرآن الكريم ترجع النسويات الاسلاميات الى مفهومي «العدالة» و»الخلافة» في القرآن، والمطلوبين من الجنسين. وذلك استناداً الى مفهوم «العدالة» القرآني، العابر للآيات، او المتضمّن بها.

الدين ليس كما هو شائع، مصدر اضطهاد للنساء، والدليل استمرار اضطهاد المرأة الغربية. والنسوية الاسلامية تسأل: اذا تحررت المرأة الغربية من النظم الدينية، مصدر الاضطهاد، او ارادت لنفسها ان تتحرر منها: هل زال نهائيا اضطهاد النساء في الغرب؟ هل حلت مسألة المساواة بين الجنسين؟ هل بلغت المرأة الغربية تحررها النموذجي الذي انصبت عليه وانتظرته؟ كلا طبعا.

الا ان القراءة النسوية للاسلام تتم عبر اللجوء الى العلوم الانسانية الغربية، بفروعها ومناهجها وقواعدها البحثية؛ وهي تعتبرها «اساسية». فما من «دَين» تجاه العلوم والنسوية الغربيين اعظم من «دَين» اكتشاف المفهوم-المفتاح، الأبوية، الذي يسمح باعادة قراءة النصوص. لكن هذا يأتي متلازماً ايضاً مع العلوم «الكلاسيكية»، من اجتهاد وتفسير.

النسويات الاسلاميات مؤمنات قبل ان يكن نسويات. ومدينات للغرب، لكنهن يجدن انفسهن على رغم ذلك بين «حدّين»: الاسلامية الاصولية والنسوية الغربية المتفقان على ان «الدين يتوافق بالضرورة مع اضطهاد النساء».

ما هي النصوص التي تعيد قراءتها النسوية الاسلامية؟ لسن جميعهن متفقات. البعض يقرأ القرآن فقط (أمينة ودود محسن)، الآخر يقرأ فقط الشريعة (عزيزة الهبري). والاخير يقرأ الحديث النبوي (فاطمة المرنيسي).

اما مقاربات هذه القراءات فهي موزعة ايضاً: بين تصحيح وتفسير الآيات التي حرّفتها الأبوية لغير مصلحة المرأة. (مثل الآيات المتعلقة بحواء في الجنة). وبين ذكر واعادة ذكر الآيات «الايجابية». وغالبيتها تلك التي تتضمن مبادئ المساوة والنفس الانسانية الواحدة (مفهومي التكليف والخلافة). مثل «النساء والرجال اولياء على بعضهم البعض». (آية 71. سورة 9). واخيراً إعادة تفسير الآيات التي قد تتضمن للوهلة الأولى تمييزاً ضد النساء.

تبعث النسوية الاسلامية بإشارات مختلفة للتعبير عن انفتاحها الذهني. تقول حول جملة من القضايا المهمة ان لا شيء «نهائي». لا فكرة متبلورة بما يسمح بتكوين مرجعية. فالاوضاع في نظرها تتغير ويجب دائماً اعادة التفكير فيها مجدداً، والاخذ بتراكم تجاربها المختلفة. وهي تقول بوجود «نسويات» (feminismes) لا نسوية واحدة أحادية. وتضع نفسها في الوقت نفسه بمواجهة غير صدامية مع التشدّد الذي يسود في الاسلام اليوم. وتدعو الى حوار بين الاديان التوحيدية الثلاثة، لا سيما مع النسويات المتدينات هذه الأديان.

الاكثر اشكالية هو الاثاث الثقافي المعتمد لدى النسوية الاسلامية. اولاً اللغة: الانكليزية ليست فقط لغة التداول بين المؤتمرات النسويات، بل هي ايضاً لغة القراءة والكتابة. قراءة النص المقدس مترجماً، ما يعفيهن من مشقة الخوض في تفاصيل هذا النص، في متنه وتلابيبه. هذا وزر تتحمله النسويات العربيات، وهو يحول، جزئياً، من دون نمو فكرتهن. السبب الثاني هو الارهاب الديني الذي أوجده عدد من الحالات الاسلامية اليوم.

الاثاث الثاني هو اداة التواصل مع الجمهور. جمهور النسوية السابقة، «العلمانية»، «التقدمية»، كان يتثقف عبر الكتاب او المقالة المطبوعة او المجلة. اما الجمهور المعاصر، فهو يتثقف عبر الشبكة والشاشة. الانترنت والتلفزيون. ما يسهل القراءة العمومية، التعميمية، (generaliste) التي تسمح بالاكتفاء بالمبادئ العامة. ربما لهذا السبب ايضاً انصب اهتمامهن على اعادة قراءة النص المقدس، من قرآن وسنة. ولم يلتفتن الى ما لحق النص من تاريخ وثقافة، وهما الاشد عمقاً وتعقيداً.

قراءات النسوية الاسلامية يمكن مقارنتها بقراءات عمّت العالم العربي في الحقبة السابقة التي كانت تحت هيمنة الفكر الناصري، التقدمي، العالمثالثي. الامين العام في الاخوان المسلمين السوريين آنذاك؟ مصطفى السباعي، ارتأى ان يتصالح مع روح العصر، فاصدر كتاباً يوفق فيه بين الاسلام والاشتراكية (عنوانه «الاسلام والاشتراكية»). ومثل السباعي آخرون. ففي هذه القراءة يُرفع «الايجابي» من الارث الذي نود اعتماده، الى مرتبة الثابتة، ويُسكت عن البقية.

العلاقة مع العلوم الانسانية المعاصرة ليست اقل اشكالاً. هناك توتر ولّدته ظروف نشأة النسوية وواقعها. هو التناقض الذي اشرنا اليه لدى وصف العلاقة بين الهوية (الجماعة المسلمة المهاجرة) وبين الحرية (المجتمع الغربي وثقافته). قد لا يعيق هذا التوتر ما ترنو اليه النسويات الاسلاميات. ولكن اذا كن يهدفن الى ايجاد صيغة تعايش بين الصيغ المتناقضة فحسب، فقد ينجحن. وقد يخفّفن ربما من آلام وخسائر الصراع «الحضاري» المرير، الحاصل في «ساحاتهن»، من غلواء وتطرف، وانعكاساته على معيوشهن اليومي.

اما اذا كان غرضهن ابستمولوجياً، فان الاشكالية تنطوي على استعصاء ما. فالنسوية الاسلامية تمارس قياساً غير دقيق. تقول ان القراءات السائدة حول الاسلام هي قراءات أبوية. وان مفهوم البطريركية هذا ورثته عن النسوية الغربية. لتعود فتقترح قراءة غير بطريركية للاسلام: تطغى هنا الرغبة على الوعي.

الناقص في هذه المقاربة هو اعادة تفكيك الأبوية العربية - الاسلامية نفسها، بدل الاكتفاء بقراءة محمولة على مسْبق علمي. اما الاشكال الثاني فهو المزج بين علم الاجتماع الغربي، ذي النزوع النسبي بالنظر الى الاشياء والظواهر (وان ادعى الكونية)، وبين علوم التفسير، ذات النزوع نحو المطلق. زواج النسبي والمطلق. وهذا يعتبر مغامرة فكرية جديدة على المعاصرة. فهل تثمر؟ ربما. فلنترقب.

دلال البزري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...