انتقادات لتورط واشنطن في دعم المجموعات الإرهابية في سورية بالأسلحة

16-06-2013

انتقادات لتورط واشنطن في دعم المجموعات الإرهابية في سورية بالأسلحة

أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن قوى الغرب متورطة بشكل وثيق وخطير في تدفق الأسلحة والذخيرة إلى سورية حيث سيتم على المستوى الرسمي والعلني تقديمها إلى من يعتبرهم المجتمع الدولي مسلحين لطفاء لتنتقل بشكل سريع ومؤكد إلى مجموعات مسلحة رهيبة لتبيع بدورها بعضا منها إلى القاعدة ومجموعات اخرى أشد خطرا.

وأضاف فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أن أي رد فعل عقلاني على إعلان البيت الأبيض أمس الاول بأن الولايات المتحدة الشجاعة ستزود المسلحين السوريين اللطفاء بالأسلحة هو اعتبار هذا الاعلان مجرد هراء وعلينا ان نذكر أنفسنا بأن الأسلحة لا تقتصر على البنادق والصواريخ بل تتضمن الأموال أيضا التي قدمت ولاتزال تقدم لهذه المجموعات المسلحة.

وأشار الكاتب البريطاني إلى أن الأمر سيجري على هذا النحو فمن يعتبرون في الغرب مسلحين لطفاء سيحصلون على سبيل المثال على صواريخ مضادة للطائرات وسيقدمون الشكر بالطبع للولايات المتحدة وادارتها ولكن هذه الأسلحة وحالما تدخل الحدود السورية سيتم نقلها إلى "جبهة النصرة" سواء بدفع أموال أو بالترهيب والتهديد ليستخدمها عناصرها في افعالهم الرهيبة.

وقال فيسك ساخرا إن الولايات المتحدة لا تخطط لإرسال الأسلحة إلى المسلحين الرهيبين ولا إلى عناصر "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة والذين يصورون أنفسهم في أشرطة فيديو وهم يأكلون قلوب البشر أو يشوون الرؤوس أو يعدمون تلميذ مدرسة في الرابعة عشر من العمر.. بل سترسلها فقط إلى "المتمردين اللطفاء" ممن يطلقون على أنفسهم اسم "الجيش الحر" الذين يقاتلون قوى الظلام في سبيل الحرية وحقوق المراة والديمقراطية".

وتابع فيسك قائلا.. إن كل من يصدق هذه التبريرات يكون جاهلا تماما ولايفقه شيئا في الحروب والقتل والبربرية وخصوصا الطمع وذلك لأن الأسلحة ليست مجرد بنادق بل هي تتعلق بالأموال التي تقدم بكرم إلى هذه المجموعات فالأسلحة سلع قابلة للبيع حالما يتم ارسالها عبر الحدود.. وقيمتها بالدولار أو الجنيه الاسترليني أو الليرة السورية أو الدينار القطري وهو ما يعتبره الكثيرون أهم من استخدامها في المعركة.

وكانت الولايات المتحدة قد أثبتت من جديد أمس الأول تورطها في دعم المجموعات الإرهابية في سورية عبر الاعلان صراحة عن خططها لتقديم المزيد من الدعم العسكري لهذه المجموعات وقال مصدر أميركي مطلع إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اجاز إرسال الأسلحة إلى مسلحي "المعارضة السورية".

من جهته انتقد عضو الكونغرس الأمريكي السابق رون بول بشدة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتصعيد الذي تقوم به إزاء الأزمة في سورية من خلال إرسال أسلحة الى "المعارضة المسلحة" المدعومة من الخارج.

ونقل موقع (برس تي في) عن بول قوله في بيان نشر على موقع يوتيوب أمس الأول: " سمعنا اليوم من الرئيس أوباما أنه سيتم تصعيد الحرب في سورية وأنه وافق الآن على إرسال أسلحة إلى سورية" واصفا ذلك بأنه "تصعيد للأزمة .. لأننا بالفعل شاركنا لفترة أشهر قليلة و كنا ندعم المتمردين خلال العامين الماضيين على فرض أنه لأسباب إنسانية".

ودعا بول: "الشعب الأمريكي لكي يستيقظ ويطلب من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ أن يوقفوا ذلك " موضحا أن الشعب سيسأل أعضاء الكونغرس "لماذا يجلسون ويسمحون للرئيس أن يفعل هذه الأشياء".

وأشار بول.. إلى أنه سيكون هناك نهج أكثر عدوانية بإرسالنا الأسلحة.. وهناك بعض المشاكل في هذا أولا انها الحرب.. وثانياً ليس من المفترض أن يبدأ الرؤساء الحرب دون الحصول على إذن من الشعب من خلال إعلان الكونغرس الحرب.

ورفض بول ادعاءات البيت الأبيض أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المسلحين قائلا إن الاتهامات لا تستند إلى أي أساس سليم وتشبه المطالبات الأمريكية في الفترة التي سبقت الحرب على العراق موضحاً أن "اللغة هي نفسها وأنها تستخدم نفس الحجج .. أسلحة دمار شامل .. غازات سامة ومئات الناس يموتون وأخيراً الحكومة تقوم بذلك .. بالنسبة لي كل هذا أعذار".

ومع تصعيدها العدواني تجاه سورية وتبنيها للمجموعات الإرهابية المتطرفة فإن واشنطن تعترف بان فرض منطقة حظر جوي فوق سورية سيكون أكثر صعوبة وتكلفة بشكل كبير مما كان عليه في ليبيا وانها لا تعمل على هذا الخيار حاليا.

وفي الوقت نفسه فإن أغلبية الأمريكيين يعارضون شن هجوم عسكري ضد سورية وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب الشهر الماضي الذي أظهر أن 68 بالمئة من الأمريكيين قالوا إنه لا يتعين على الولايات المتحدة أن تقوم بأي عمل عسكري في سورية.

بدوره انتقد وزير الخارجية الاسباني السابق ميغيل انخل موراتينوس سياسة الاتحاد الاوروبي في التعامل مع الأزمة في سورية داعيا دول الاتحاد إلى أن يكون قرارها استراتيجيا وأكثر وزنا بشأن مستقبل المنطقة.

ونقلت صحيفة (أوربا برس) عن موراتينوس الذي شارك في اختتام منتدى (مسار السلام) الذي عقد في إشبيلية أمس قوله: "لحل الأزمة في سورية نحن بحاجة الى مزيد من الدبلوماسية على أرض الواقع بالإضافة إلى التزام المجتمع الدولي بموقف موحد ولكن للأسف لا يوجد أي التزام لأن أوروبا تفتقر إلى استراتيجية مشتركة بهذا الشأن حيث يريد البعض رفع الحصار والآخر يريد تسليح المعارضين والبعض الآخر لا يريد أي موقف".

واعتبر موراتينوس أن دول الاتحاد الأوروبي ارتكبت العديد من الأخطاء الدبلوماسية تجاه سورية لذلك سيكون من الصعب جدا إيجاد حل للأزمة فيها.

وقالت الصحيفة: إن وزير الخارجية الاسباني السابق أكد أنه يرفض تقسيم سورية وأن هناك حاجة للجمع بين المجتمعات المختلفة التي تقاتل بعضها البعض في سورية.

ورأى موراتينوس أن "أول حركة للتفاوض في هذا الصراع هي وقف العنف وسحب البنادق وليس المزيد من الأسلحة التي لا تزال تقتل العشرات من الناس يوميا كما يجب علينا أن نبحث كيف يمكننا الوصول إلى طرق جديدة لتوفير الغذاء لوقف معاناة الكثير من الناس".

 

من جهة أخرى طلبت الحكومة الأردنية من الولايات المتحدة ابقاء مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في الأردن بعد انتهاء مناورات الأسد المتأهب التي ستختتم أواخر حزيران الجاري.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله إن "الأردن طلب من الجانب الأميركي الابقاء على بعض الأسلحة التي تشارك في تمرين الأسد المتأهب على الأراضي الأردنية والتي تشمل صواريخ الباتريوت وطائرات اف 16" معتبرا أن ذلك يأتي في اطار "الجهود المستمرة لتطوير القدرات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة الأردنية".

وأوضح المومني أن "الأسلحة ستخضع لإدارة واشراف القوات المسلحة الأردنية بدعم فني من الخبراء الأميركيين".

ويأتي الاعلان الأردني بعد أيام من اعلان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طلب عدم ذكر اسمه أن الولايات المتحدة ستبقي مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في الأردن بعد انتهاء المناورات مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية قررت ايضا بعد مشاورات مع المسؤولين الأردنيين ابقاء وحدة من مشاة البحرية مارينز على متن سفن برمائية قبالة سواحل المملكة.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر أمس أن نشر صواريخ باتريوت وطائرات اف 16 أميركية في الأردن يخالف القانون الدولي.

إلى ذلك كشفت صحيفة التايمز البريطانية أنه تم نشر 300 جندي من قوات المارينز الأميركية في شمال الأردن وذلك تمهيداً لقرار الدول الغربية وأميركا بتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة.

وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس إن القوات الأميركية المنتشرة شمال مدينة المفرق الأردنية جاءت تحت غطاء التدريبات العسكرية التي بدات هذا الأسبوع مشيرة إلى أنها ستبقى هناك لعدة شهور.

والجدير بالذكر أن العديد من التقارير الاعلامية كشفت في أوقات سابقة عن تورط واشنطن في دعم المجموعات الإرهابية في سورية بالأسلحة التي تستخدم لسفك دماء الشعب السوري ومنها ما تم كشفه في آذار الماضي عن تحول العاصمة الكرواتية زغرب إلى نقطة عبور لنقل الأسلحة إلى الإرهابيين في سورية في إطار عملية نظمتها واشنطن.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...