"تُرَهات من أجل مجزرة" (1)

19-08-2013

"تُرَهات من أجل مجزرة" (1)

الجمل- لوي- فيردينان سيلين- إعداد وترجمة: د. مالك سلمان:
 
لوي- فيردينان "سيلين" (اسمه الحقيقي لوي- فيردينان أوغست ديتوش) روائي وطبيب وكاتب كراسات سياسية فرنسي (1894- 1961). من أهم رواياته "رحلة إلى آخر الليل" (1932), "الموت بالتقسيط" (1936), "بين القصرين" (1957), و "ريغادون" (انتهى من كتابتها في سنة وفاته ونشرت في سنة 1969).  كتب ثلاثة كراسات سياسية: "ترهات لأجل مجزرة" (1937), "مدرسة الجيَف" (1938), و "الفوضى الجميلة" (1941)؛ انتقد في الكراس الأول اليهود وتأثيرهم على المجتمع الفرنسي, وقارن في الكراس الثاني بين هتلر والحزب الشيوعي الفرنسي, وعاد في الكراس الثالث إلى الموضوع اليهودي.
أكثر ما يميز سيلين الروائي هو استخدامه الدينامي للغة الفرنسية المحكية وأسلوبه المتفجر, حتى قيلَ إنه ابتدعَ لغة ثالثة بين الفصحى والعامية. يعتبر واحداً من أهم روائيي القرن العشرين. اعتبره الكاتب الفرنسي جان جنيه أستاذه.
اتهم, بعد نشر الكراسات السياسية, بمعاداة السامية والتعصب والعرقية, ومن يومها أصبح اسماً محرماً في الثقافة الغربية. مترجم "ترهات لأجل مجزرة" غير معروف, أما الكراسان الآخران فلم يترجما عن الفرنسية.
التالي مقتطفات مختارة ومعدة من "ترهات لأجل مجزرة" ترجمتها عن "الترجمة الإنكليزية".
"من يموت دون أن يصفي حساباته كلها شخص شرير لن يذهب إلى الجنة"

اليهود الذين يحكمون العالم يفهمون أسرارَ الرأي العام. يختبؤون في الزوايا, يحركون جميعَ الخطوط بأيديهم. الدعاية, الذهب, الإعلان, الإذاعة, الصحافة, السينما. من هوليود اليهودية, إلى موسكو الييدية, البوتيك نفسه, التلفون نفسه, الوكالات نفسها, نفس اليهود الذين يراقبون كل شيء, جوارير المال, والأعمال. ومن جهة أخرى, نفس الجماهير تزحف على الأرض, ساذجة, معتوهة, جماهير الآريين ... كتلة هائلة من اللحم الثمل, المَمسَحة الكونية, المروَضة, النواحة, لأقدام اليهود ... كيف يمكن للمرء أن يخدرَ ويقيدَ كلَ ذلك اللحم الداكن؟ ... المعزَز بالنقاشات والكحول؟ عبر الإذاعة والسينما! يجب أن تخلق لهم أصنافاً جديدةَ! بنفس الطريقة, أصنافاً ضرورية أكثر كل شهر! ... لا نتوجه بصلواتنا الخاشعة, وحماستنا المتوقدة, إلى الفنانين البارعين, أو العباقرة السامين ... بل إلى الأصنام, أصنام القطيع ... الأصنام الأقوى, الأصنام الأكثر واقعية ... كيف يبتدعون الأصنامَ التي تفيض بها أحلام جيل اليوم؟ كيف يمكن تحويل معتوه بائس, أو قزم مقزز, أو عاهرة رخيصة, إلى آلهة؟ ... آلهة تمَسُ أرواحاً في اليوم أكثرَ من تلك التي يمسها عيسى المسيح خلال ألف عام؟ ... الإعلان! ماذا تريد الجماهير الحديثة؟ تريد أن تجثو على ركبتيها أمام الذهب, وأمامَ الخراء! ... تتذوق الزيف, والرياء, والهراء الساخر, كما لم تفعل أية جماهير أخرى منذ العصور القديمة ... وهكذا, وبضربة واحدة, يتم حشو الجماهير بالقوة, وهي بدورها تطلب المزيدَ بكافة جوارحها ... وكلما كانت المعبودة تافهة ومبتذلة في البداية, كلما عظمت في قلوب الجماهير ... وكلما تمكنت الدعاية من الاعتماد على تفاهتها في التأثير على الناس, وتحميل كل شيء على صورة هذه المعبودة ... الأسطح الأكثر نعومة هي الأسهل تلويناً. يتم تنصيب جوزيف ستالين تماماً كما يتم تنصيب جون كروفورد, بنفس الإجراء, ونفس الصفاقة, ونفس الاحتيال, ونفس اليهود الوقحين الذين يمسكون بالخيوط. بين هوليود, وباريس, ونيويورك, وموسكو, هناك دارة متصلة من الدعاية الكثيفة. حتى تشارلي تشابلن يعمل من أجل القضية, بعظمة, بصفته طليعياً عظيماً للإمبريالية اليهودية. فهو مطلع على السر العظيم. يعيش المحتال اليهودي الطيب! يعيش التذمر الناجع! يعيش الرثاء الضخم! فهو يلين كلَ تلك القلوب الطيبة, ومع الذهب فهو يهدم كافة الجدران التي تنتصب في وجهه. يجعل كل أولئك اليهود الأغبياء أكثرَ هشاشة, أكثر عاطفية, أكثر مطواعية, أكثر فتوراً, ... بشكل عام, "إنسانيين", عالميين ... وفي خضم هذا المزيج من المشاعر, ترى اليهوديَ يقلم, ويقطع, ويعض, ويحت, ويسمم, ويزدهر. آلام الفقراء المستغَلة, العمل القسري في "ستروين", رايات الاحتجاج في "بادر", وتشابلن القادر على إنهاك مئات الملايين, بمفرده ... يعيش النواحَ الرائع! يعيش العصر الحديث! تعيش السوفييتات الرائعة, السوفييتات اليهودية الطيبة! ليس بمقدور شيء أن يقاومَ الدعاية, فكل شيء يعتمد على إنفاق المال الكافي ... واليهود يملكون كل ذهب العالم ... البكاء منعش! البكاء يجعل الأشياءَ تتحللَ! البكاء هو انتصار اليهود! ...
(ص: 37- 38)
* * *
... "فيردينان, صرتَ متعصباً جداً, ولذلك فأنت تثرثر باستمرار, لكنني أحذرك وأنصحك أن تحترس, فاليهود أذكياء جداً ... هم من يقرؤون الكتب في فرنسا, ويجمعون المعلومات, ويسيطرون على أقنية المعلومات, إنهم مسلحون بالمعرفة, ويحتلون كافة المناصب العليا, في أيديهم كافة الأسهم, ويعرفون كيف يروجون لأنفسهم ... سوف تتسبب في ذهابك إلى السجن ... سوف يقطعونك إرباً ... دون أدنى شك ..."
   "أذكياء, كيف؟ ..." سألته بلهجة انتقامية [المحاور هو غوستاف, ابن عم سيلين]. "إنهم عرقيون, لديهم المال كله, سيطروا على كل شيء, احتلوا كافة المواقع القيادية ... هل هذا ما يعنيه الذكاء؟ ... ليس هناك أي ذكاء في هذا! ... يحافظون على خط سيرهم بشكل يثير الإعجاب, وهم يصفون, ويقنعون, ويطاردون, ويصطادون كل من ينافسهم, أو يسبب لهم أقلَ قدر من الإزعاج ... إنها حملتهم ضدنا, حملة حتى الموت ... هذا هو جوهر ذكائهم! ... كل الوظائف الجيدة, وضعوها في جيوبهم ... يحتكرون كل شيء, يفصلون على الفور ودون أي تردد أي شخص لا يكون يهودياً بشكل مناسب, يهودياً قذراً ... أو مهَوَداً ... أو مؤيداً لليهود ... أو منكوحاً في إسته من قبل اليهود ... هذه هي التقنية العظيمة للبلهاء والحمقى ... وبالعربي الفصيح, لكي أوضحَ المسألة بشكل أفضل, لو لم يكن آينشتاين يهودياً, لو لم يكن بيرغسون مطهراً, لو كان بروست مجرد بريتون, لو لم يحمل فرويد العلامة, لما كان الناس يتحدثون كثيراً عن أي منهم ... هؤلاء لا ينتمون إلى العباقرة الذين كانوا سيعملون على تغيير العالم! يمكنني أن أؤكدَ لك ... فأقل ضرطة صغيرة يصدرها اليهودي تعتبر قنبلة! إحدى أهم اكتشافات العصر يا صديقي, على الفور! عبر التأثير الآلي للجهاز اليهودي العالمي ... تقرع ملايين الأجراس الصغيرة ... وتتم ترقية ذلك الفص الصغير البائس إلى مستوى المعجزة! وبسرعة هائلة! ... ولذلك فإن لوحات سيزان ومودي وبيكاسو والآخرين ... وأفلام مسيو بنهور, وموسيقى تارتيناوسكي, أصبحت فجأة حدثاً عظيماً ... فهناك حكم مسبق هائل الضخامة, على مستوى العالم, يحضر لدخول كل هدف يهودي ... اليهود, جميع النقاد في الكون, كافة الدوائر الفنية ... كل وسائل الإعلام! ... جميع وكالات العالم اليهودية تستعد لإطلاق الرعد, بعد أي همهمة أو رعشة من الإبداع اليهودي ... وتقدم الدعاية العرقية اليهودية صدىً رائعاً في وسائل الإعلام المحكية ... اليهود لا يمتلكون ملكة الفنون, من الناحية البيولوجية, بسبب طبيعتهم ... فاليهود يفتقرون, بشكل كارثي, إلى العاطفة والانفعال الفوريين ... يفضلون الكلامَ على الفعل ... يعقلنون الأمور قبل الشعور بها ... وبالمختصر المفيد, لا يمكنهم أن يفعلوا أي شيء ... فهم متبجحون ... نظامهم العصبي انعكاسي وسلفي, ويبقى جنينياً, عمومياً, وعادياً جداً, على الرغم من كافة الجهود التي يبذلونها, على الرغم من كافة مزاعمهم وادعاءاتهم الضخمة ..."
(ص: 46- 48)
* * *
... عبادة الإغريق, والنسخ اللاتينية, والثرثرة المتكلفة والمغرضة والمهَوَدَة ... دائماً صحيحة في ذهن الخريجين, مقابل التجربة المباشرة والانفعال المباشر اللذين تفيض بهما الحياة البسيطة ويمتلىء بهما العيش المباشر, بكل مخاطرهما الشخصية ... الحياة بازار ضخم يدخل إليه البرجوازيون, يدورون, يأخذون ما يريدون ... ثم يغادرون دون أن يدفعوا مقابل ما أخذوه ... سوى مبالغَ زهيدة ... الجرس الصغير لدرج المال ... هذا هو الانفعال البرجوازي ... البرجوازيون, بما في ذلك الأطفال البرجوازيون, لم يحتاجوا قط إلى مراجعة المحاسب ... لم يختبروا الانفعالَ أبداً ... الانفعال المباشر, الألم المباشر, الشعر المباشر, الذي يحيق بفقراء هذه الأرض, بدءاً من سنوات الحياة الأولى ... لم يشعروا بشيء أبداً باستثناء انفعالات المدارس الثانوية, الانفعالات العائلية أو النابعة من الكتب, ثم بعد ذلك, في الحياة, بعض الانفعالات "المميزة" ... أي الانفعالات "الفنية" ... ولا يمكنهم بعد ذلك أن يؤسسوا على أي شيء في "أعمالهم" ... فيما عدا رقع من النسخ المعاد طبعها, لأشياءَ تُرى عبر زجاج أو ساتر ... أو ببساطة أشياء مسروقة من أعماق المكتبة ... مترجمة, ومعدَلة, ومنقحة عن الإغريقية, أو من "الموتيفات" الكلاسيكية. ليس هناك أية إنسانية مباشرة على الإطلاق ... لقد تم تحييدهم عن أي انفعال مباشر, تم تحليفهم على الثرثرة الأزلية منذ ساعات الطفولة الأولى ... كما تم ختان اليهود وتحليفهم على الانتقام والثأر ... كل هذا بيولوجي, ثابت, لا يترك المجالَ لقول أي شيء آخر. القدر الموحَد لأطفال الآريين البرجوازيين, والأطفال اليهود, المترابط دوماً, المتجذر, المعلب من قبل العائلات, والمدارس, والنظام التعليمي, يتكون قبل كل شيء من تجريدهم من الحساسية, من الناحية الإنسانية. المهم هو تحويلهم إلى مخادعين, ماكرين, ممثلين, مستأثرين بكل شيء, باردين اجتماعياً, فنانين في "الخداع" ...
اللغة الفرنسية, الفرنسية, الرفيعة, "النظيفة", تخضع للتكييف لخدمة هذه الأهداف.
إنها مشد الخصر الضروري والحيوي لهذه الحيوانات التي تعرضت مشاعرُها للإخصاء, يدعمهم, يزرع فيهم الثقة, يخدرهم, يقدم لهم الزيفَ والنفاق اللازمين لكل مناسبة ... هذا الأسلوب الرفيع ليس "لازماً" فقط, لكنه ينطوي أيضاً على معجزة! إذ يزود كل هؤلاء المنافقين, كل هذه النماذج الباردة المفترسة! ... يزودهم بوسيلة إلهية, لغة دقيقة متوازنة موسوسة بالتفاصيل, تجد ملجأً رائعاً لتفاهاتهم, منسكاً لكل ما هو مبتذل. إنه إطار صارم ﻠ "الأسلوب", ادعاءٌ لولاه لوجدوا أنفسَهم عراة بالمعنى الحرفي, في مهب الرياح الوحشية, دون أن يملكوا أي قوام راسخ, أو أية ميزة محددة ... أي حد أدنى من الوزن, أو الجاذبية ... ولكن في مشد الخصر الكلاسيكي المتباهي ذاك, الذي يتم تدعيمه بالصيغ, والمقاطع والمراجع, يمكنهم أن يلعبوا أدوارَهم, وكيف! الأدوار الأكثر أهمية في المسخرة الاجتماعية ... المثمرة بالنسبة إلى هؤلاء المخصيين! كل ما هو مزيف, ورخيص, وبائس, وحثالة تقليدية, يتم فرضه على الجماهير, الكذبة نفسها دائماً! الأصالة, قطعاً لا ... من تلك النقطة, ينتهي كل شيءَ حُسمَ الأمر وانتهى ... هذه هي "فرنسية" المدارس الثانوية, "الفرنسية" المصفاة المنقاة, الفرنسية المعَقمة, الفرنسية الباردة, الفرنسية المنَعَمَة (الطبيعية, المحدَثة), الفرنسية الجلفة, فرنسية مونتان وراسين, الفرنسية اليهودية المخصصة لمقالات الامتحانات المدرسية الثانوية عن أناتول يهوذا [الإشارة إلى أناتول فرانسوا تيبولت, 1844- 1924], فرنسية غونكور, الفرنسية الأنيقة إلى درجة القرف, المقولبة بعناية ... شاهدة قبر العرق الفرنسي ربما ... لم يعد المرء بحاجة إلى أي انفعال كان ليعبرَ عن نفسه بفرنسية "المدرسة الثانوية" ... الادعاء يكفي. إنها الفرنسية المثالية للإنسان الآلي. الإنسان المثالي النظيف الذي يتدافع جميعُ الأدباء للكتابة عنه اليوم هو إنسان آلي ... لقد قدرَ للإنسان الآلي أن يصيرَ التحفة المركزية في "قصر الاكتشاف" ... فمنذ عصر النهضة ظهر الميلُ للعمل بحماس متزايد لبناء "مملكة العلوم" والإنسان الآلي الاجتماعي ... وقد وصلنا إلى هذه المرحلة وانتهى الأمر ... لم يعد من الضروري الحفاظ على الروح مقابل واقع الموت, لكي يعبرَ الإنسان عن نفسه بإنسانية ...
جميع أولئك الكتاب الذين تباهوا بهم قبلي, الذين يفترض بي أن أعجبَ بهم ... لن يشعروا أبداً بلمسة خفيفة من الانفعال المباشر. سيتابعون عملهم على طريقة "المساحين" إلى أن يأتي وقت قريب جداً يتوقفون فيه عن فعل أي شيء سوى المساحة ... ربما في اللحظة الأخيرة, في لحظة الموت, يمكن لهم أن يشعروا بمسحة خفيفة جداً من الانفعال الحقيقي, بلدغة خفيفة من الشك ... أسلوب الكلاسيكية الجديدة الناعم الذي اشتهروا به, درع الصدر اللماع ذاك, المركب والمعَدَل بدقة هائلة, بلا شفقة, المعصوم عن الخطأ, الذي حماهم من تطفل الحياة منذ المدرسة الثانوية, لا يسمح لأي شيء كان باختراق جثثهم, وإلا فإنه سيتحلل على الفور ويذوب في أمواج الحياة من جديد ... أقل قدر من الاحتكاك بتيار الانفعال الإنساني, ومن ثم يأتي الموت! ... هذه المرة, بلا أية عبارات ... إنهم يتحركون تحت التيار, في أعماق النهر, تحت وطأة جثث غدارة, في بزاة غطس غريبة, مكبلين بألف تحذير وتحذير. لا يتواصلون مع العالم الخارجي إلا عبر مكبرات صوت موجهة نحو السطح. يتكلمون مثل الأساقفة بأسلوبهم "العام" الذي لا يأتيه الباطلُ من أي صوب, لصالح كل شيء وضد كل شيء, أولئك المعاتيه, البهلوانيون, المشعوذون ... لقد كبروا وهم يرتدون درع الصدر ... وسوف يموتون وهم يرتدون هذه الدروع, التي يحتضنونها ويثبتونها بدقة هائلة ... الأشخاص الآليون الراقون ... يزحفون في بزاة الغطس تحت غطاء ضخم من الممتلكات الشخصية ... لا شيء يشع من ثقوب دروعهم, من مفاصل هؤلاء الأشخاص الآليين "النخبويين" سوى رذاذ خفيف ... من الغرغرات الميكروسكوبية التي تخرج فقاعاتها إلى الهواء الطلق ...
اليهود العقيمون, المتباهون, المدمرون, الخبيثون, المصابون بجنون العظمة إلى درجة وحشية, يعملون الآن ... على تحقير وسحق وتدمير انفعالاتنا الطبيعية كما تظهر في فنوننا الجوهرية الغريزية, في الموسيقا, في الرسم, في الشعر, في المسرح ... استبدالُ الانفعال الآري بطبول الزنوج.
السريالية, التي هي امتداد للطبيعة, هي فن الإنسان الآلي الكريه, وسيلة من وسائل الاستبداد اليهودي, والنفاق اليهودي, والخبث اليهودي ... امتداد للطبيعة البلهاء ... السريالية هي سجلٌ لتجريدنا من الانفعال ... ميدان لمجزرتنا, القبر الجماعي للآريين الوثنيين, المخدَرين والمخدوعين على نطاق كوني ... على بوابة السريالية, نرى جميعَ كتابنا العظماء, أو معظمهم, الذين يرتعشون من نفاذ الصبر والاختزال والموضوعية ... يتوقونى إلى كل ما هو متناهٍ في الصغر, إلى فقدان ذلك "الجرس الرنان", إلى فقدان آخر شذرة من المعنى والقيمة. ولو حدث أن حاولوا التصرف يشكل سيء, لو حاولوا استكشافَ استيهاماتهم, لو انجذبوا إلى المثالية أو الرومانسية, فهناك دوماً أولئك الذين يسارعون إلى تلطيفهم, بشكل قاتل, بعد تحليلات كثيرة, وإعادتهم إلى الطريق المؤدي إلى السريالية ...
... الغزو السريالي, كما وجدته, على أهبة الاستعداد, وسوف يتقدمون دون تردد, اعتماداً على قانون الأرقام ... بحيث لا يبقى أي شيء يُقال عن الفن الآلي, قبل اجتياحه للساحة وإقامته فيها ... الأدبُ المعاصر نَعش فجائعيٌ متداعٍ من العبارات, والقصائد المنمَقة, والادعاءات الفارغة, الجافة, المتصدعة المتشققة, حتى أن الدودَ لم يعد يقترب منها, جثة بلا غد, بلا حياة, شبَحية, قيحٌ بلا لون ولا رعب ... أدبٌ أكثر موتاً من الموت ...
(ص: 120- 123)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...