جان- بول سارتر .. هذا المعتوه الموتور

21-08-2013

جان- بول سارتر .. هذا المعتوه الموتور

الجمل- لوي- فيردينان سيلين- ترجمة: د. مالك سلمان:

لا أقرأ كثيراً, ليس لدي الوقت. هدرتُ سنوات كثيرة في السجن, وعلى ترهات أخرى! لكنهم ينهالون علي! يزعجونني! يضايقونني! يبدو أنه يجب علي أن أقرأ مقالة "ملامح شخص معاد للسامية", لجان- بابتيست سارتر ("تومب مودرن", كانون الأول/يناير 1945). أتصفح هذه الوظيفة المنزلية المتطاولة, ألقي عليها نظرة عابرة, لا هي جيدة ولا سيئة, إنها لا شيء على الإطلاق, توليفة مركبة ... أسلوب "هاوٍ", ترقيعة. جان- بابتيست سارتر الصغير هذا قرأ كتباً مثل "المشوَش", و "عاشق التوليب", إلخ. من الواضح أنه عالق فيها ولا يستطيع الإفلات ... لا يزال في المدرسة مع التوليفات المركبة, (ج- ب س) الصغير هذا ... مع "الهواة" ... وأسلوب سيلين أيضاً ... وآخرينَ كثر ... "الحثالة" ... "الانتهازيون" ... إلخ. لا شيء ذو قيمة, بالطبع! هؤلاء "الهواة" الصغار لا ينفكون يطاردونني ... ماذا يمكنني أن أفعل؟ الحثالة, المعاتيه, ماسحو المؤخرات, الأشباح, مصاصو الدماء الهواة, الديدان الهاوية, يشهرون بي, وأنا أتجاهل الأمر, هذا كل ما في الموضوع. العرصات الأشرار. دعونا نتحلى بشيء من اللباقة. آه! لا أنوي إيذاء (ج- ب س) الصغير. الموقع الذي وضع نفسَه فيه سيء بما فيه الكفاية! بما أنها مجرد وظيفة منزلية, كنت سأعطيه عليها 7 من 20 وأنسى الأمر ... ومع ذلك, في الصفحة 462 فاجأني هذا الصغير التافه! الموتور! ماذا تجرأ وكتب؟ "إذا كان سيلين قد وجد سبيلاً إلى دعم الأطروحة الاشتراكية للنازيين فهذا لأنهم دفعوا له مقابل ذلك." بالحرف الواحد. بووووووووم! تفضلوا, هذا ما كانت تكتبه خنفساء الروث هذه بينما كان يخيم علي خطر الإعدام شنقاً في السجن. أيها الصغير الإبليس الذي ينكش في الخراء, يا صانع القاذورات, أنت تصيبني بالإسهال! يا فتحة الشرج! يا قابيل! ما الذي تحاول فعله؟ تحاول قتلي! هذا ما أعتقد أنك تريد فعله! والآن جاء دوري لكي أجلدَك! إيه! أراه في صورة فوتوغرافية ... تينك العينان الكبيرتان ... الأنف المعقوف ... الفَم الضراط ... ياله من علقة! ما الذي سيتوانى عن اختلاقه ليقتلني, الوحش! لم أكد أخرج من كومة الخراء حتى هرعَ إلى توجيه الاتهامات إلي! ولكي يتوجَ إساءاته, في الصفحة 451, يستجمع كلَ وقاحته ليحذرَنا: "إن الرجل الذي يجد من الطبيعي أن يهاجم البشرية لا يمكن أن يتحلى بمفهومنا عن الشرف. وحتى أولئك الذين أغدق إحسانه عليهم, فإنه لا يراهم مثلنا, فكرَمه, ولطفه, ليسا شبيهين بكرَمنا ولطفنا. ليس بمقدورنا مَوضعَة العاطفة."
 
إنه يعيش في مؤخرتي, لا يمكن للمرء أن يتوقعَ لجان- بابتيست سارتر أن يرى كل ذلك بوضوح, ولا أن يعبرَ عن نفسه ببساطة, ومع ذلك يبدو وكأنه قد تنبأ بفكرة العزلة والغياب في مؤخرتي. من المؤكد أنه يتحدث عن نفسه عندما يكتب في الصفحة 451, "هذا الرجل يمقت كافة أشكال العزلة, كعزلة العبقري, أو عزلة المجرم." دعونا نفهم معنى أن يتكلمَ المرءُ حقاً ... تبعاً للصحف الصفراء, لم يعد جان- بابتيست سارتر يرى نفسَه أقلَ من عبقري. من جهتي, واستناداً إلى قوة نصوصه نفسها, لا يمكنني أن أراه إلا كقاتل, وأكثر من ذلك, كقواد ومخبر رخيص, شرير, قبيح, مزعج, جاهل بأربع عيون – لقد توترت! كبرتُ على هذه الأشياء. كنت سأترك الأمر هنا, وأشعر بالقرف, وينتهي كل شيء. الآن أفكر ... هل هو مجرم, وملهَم؟ فهذا يحدث أحياناً ... و ... هل يمكن أن تكون هذه حالة سارتر؟ كذلك الإلهام الذي يعصف من مؤخرتي؟ هاه؟ سنرى ذلك ... إيه! ... بمقدور ما يتبرعَم أن ... يزهر ... صحيح, جان- بابتيست؟ تينك العينان البدائيتان؟ والكتفان الباليان؟ ... ذلك الكرش الصغير المكوَر؟ واضح وضوح الشمس أنه دودة شريطية, دودة شريطية بشرية, عالقة تعرفون أين ... وفيلسوف! لا, هذا كثير ... لقد حررَ باريس على بسكليتة ... كان يعبث ... في المسرح ... في المدينة ... بوَيلات ذلك الزمن, بالحرب, بالآلام, بالأصفاد, بالحرائق. ومع ذلك, الزمن يمضي, ولم يعد بمقدور (ج- ب س), ذلك المتأنق المنفوخ, أن يضبط أعصابَه, لم يعد يعرف ما هو ... جنين بدائي يحاول أن يصبحَ مخلوقاً ... البسكليتة ... لقد استمنى بما فيه الكفاية, سئمَ الألاعيب ... إنه يريد محاكمات ... محاكمات فعلية ... سجون ... تكفير ... عصا ... أثخن عصا على الإطلاق ... الخازوق ... القدَر يحكم قبضته على (ج- ب س) ... الحقد الأعمى! إنه الآن في غاية الجدية ... يريد أن يصيرَ وحشاً حقيقياً! ... حتى أنه يزعق موبخاً ديغول!
يالها من طريقة يحيا بها المرء! يريد ارتكاب ما لا يمكن إصلاحه! إنه مصمم! ستقوده الساحرات الشريرات إلى الجنون, جاء لإزعاجهنَ, والآن لن يدعونه يفلت ... تلك الدودة الشريطية الخرائية, ذلك الجانح السمج, سوف تأخذ بالتهام "اللفاح" [نبات سام كان يعتقد أنه يمتلك قدرات سحرية]! سوف تتحول إلى "سقوبة" [شيطانة زعم أنها تجامع الرجال أثناء نومهم]! إن سقمَ اللعنة يجتاح سارتر ... إنه مرض قديم, قديم قدم العالم, حيث الأدب كله عفن ... قبل أن ترتكبَ أخطاءَ فادحة! تمهَل! استيقظ! اعتبر أن الرعبَ لا شيء بدون الحلم والموسيقى ... أستطيع فعلاً أن أراك دودة شريطية, حقاً, ولكن ليس أفعى كوبرا, ليس أفعى كوبرا قطعاً ... فليس لديك أذن للناي! "مكبث" ليس سوى مرح دمىً دموي, وفي أيام عطلة المسرح, بلا موسيقى, بلا حلم ... أنت لئيم, قذر, ناكر للجميل, قبيح, جاهل, وهذا ليس كل شيء يا (ج- ب س). إنه ليس كافياً ... يجب أن تعاني قليلاً بعد ... أود أن أكونَ مخطئاً بالطبع ... هذا جل أملي ... سوف أصفق لك عندما تصبح وحشاً حقيقياً, عندما تدفع للساحرات الشريرات ما تدين به لهنَ, أجرهنَ, لكي يقمنَ بتحويلك, بتفقيسك, إلى ظاهرة حقيقية. إلى دودة شريطية تعزف على الناي.
ألم تتوسلني عن طريق دولان ودينويل, "أثناء الاحتلال", وتطاردني مثل كلب صيد لأشرفك بثنائي ومديحي. لا أراك ترقص, ولا تعزف على الناي, وهذه في قناعتي رذيلة فظيعة, أقول لك ... ولكننا ننسى كل ذلك! نفكر في المستقبل فقط ! دَع شياطينَك تغرس النايَ فيك. الناي أولاً! هيه, يا صبيَ المدرسة, انظر إلى شكسبير! ثلاثة أرباع ناي, ربع دم ... ربع كثير, أعدك ... ولكن دمك أولاً ... قبل دم الآخرين ... للخيمياء قوانينُها ... وشياطين الوحي لا تحب "دماء الآخرين" ... دعنا نفكر ... في نهاية المطاف, أنت حققتَ نجاحَك الصغير أثناء الاحتلال, "الذباب", في "مسرح سارة برنارد" ... لماذا لا تجلدنا بمسرحية سريعة من ثلاثة فصول, افرمها على التوالي, "الجرذان"؟ "ريڤيو" استرجاعي صغير ... سنراك شخصياً مع أصحابك الصغار, وأنت ترسل زملاءَك (المكروهين جداً) المدبوغين بعبارة "متعاونون مع العدو" إلى معسكر الاعتقال, إلى الخازوق, إلى المنفى ... ألن يكون ذلك مضحكاً؟ إن أول من يكون مقتنعاً بقدسية نصك هو أنت نفسك ... الدودة الشريطية الساخرة والفيلسوفة. يمكنني أن أرى كل ذلك الآن, الحوادث الساخرة, الهرج الذي يسود مثل هذه الكوميديا الغريبة ... هذه المسرحية الضاربة, إحدى تلك "المذابح الشائعة" التي ستهز أوروبا كلها بضحك هستيري جنوني! (لقد آنَ الأوان!) الأكثر إبهاجاً في هذا العقد! سوف يبولون في سراويلهم من شدة الضحك. سوف يسري الجنون بين صفوف المتفرجين وصولاً إلى العَرض 500 ... وبعد ذلك أيضاً! (وبعد ذلك ... هيه! هيه!) ذبح "المتعاهدين" كل واحد منهم بيد الآخر, أنت بيد بيكاسو ... وذاك بيد إيلوار! وهو بيد زوجته ويد مورياك! وهكذا حتى آخر واحد! ... هل تسمعني! "الإبادة الجماعية للمثل الأعلى المقدس!" دون إلحاق أي أذىً بهم طبعاً! ... استعراض ضخم لفتيات فاتنات, عاريات تماماً, يتبخترنَ في كافة أرجاء المكان, وفرقة ضخمة تعزف ... جاز من "أتلانتيك وول" ... "أتلانتيس بويز" ... المنافسة مضمونة ... عربدة جماعية ضخمة للغيلان في توليفة مبهرة ... 200,000 قتيل, المحكومون, المتوفون, الحثالة ... والحبيبات بشعرهنَ المقصوص! يرقصنَ "الفراندولي"! أسرَة زهور من السماء! كورَس "مشانق نورنبيرغ" ... وسيكون الكورَس, أكثر من الوجود, آنياً, مجزرياً ... فيضاً من الألم الفاغر, الآلام المعَوية, العويل والبكاء, الرنين ... "النجدة! النجدة!" ... صخب في الخلفية: "هوررا ! هوررا ! آلات" ... هل ترى كل ذلك؟ والآن إلى الحدَث الأهم, أثناء الاستراحة: المزايدة على الأصفاد! ... وكؤوس "بلودي ميري". "البار المستقبلي" واضح المعالم. لا شيء سوى الدم الحقيقي! بالبرميل, غير مغشوش, مضمون من قبل المشفى ... طازج يومياً! دم شرياني, دم جنيني, دم غشاء البكارة, دم الإعدام! جميع النكهات! آه! (ج- ب س)! ياله من مستقبل! يا لتلك الأعاجيب التي ستحققها حالما تُفطم لتصبحَ "وحشاً حقيقياً"! بمقدوري أن أراك وأنت تخرج من كومة الخراء, تكاد تعزف الناي, الناي الحقيقي! كم ستكون رائعاً ولذيذاً ... فناناً صغيراً حقيقياً بالفعل! (ج- ب س) ... والله أنت واحد فلتة!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...