دراسة زراعية:سكان الباديةوالأرياف معرضون للخطر في أمنهم الغذائي

20-07-2008

دراسة زراعية:سكان الباديةوالأرياف معرضون للخطر في أمنهم الغذائي

جاء في أحدث دراسة صادرة عن وزارة الزراعة أن سورية تعد من الدول متوسطة الحالة الغذائية قياساً إلى الدول الأخرى وبحاجة لتأمين الغذاء الكافي والمتوازن للعديد من فئات الشعب وخاصة السكان الريفيين وسكان البادية (البدو) وللأعداد المتزايدة من السكان. كما تعاني عدة مجموعات من السكان الريفيين من بعض المخاطر في أمنها الغذائي وخاصة خلال سنوات الجفاف وبشكل خاص في البادية والمناطق الحدية والهامشية أو الجبلية المرتفعة، أو الفلاحون الذين لا يملكون أراضي أو الحائزون مساحات صغيرة، وتشير الإحصائيات الخاصة بالمنتجات الزراعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وخاصة من القمح والبقوليات الحبية والخضر والفواكه مع توافر فائض عن حاجة الاستهلاك المحلي يمكن تصديره مثل الحمضيات والبندورة والزيتون وزيت الزيتون. وتجدر الإشارة إلى عدم كفاية منتجات الثروة الحيوانية سواء من اللحم الأحمر والأبيض والمنتجات الحيوانية الأخرى لتغطية كامل احتياجات السكان من هذه المنتجات وفق المعايير العالمية لمعدلات التغذية الموصى بها من قبل خبراء الغذاء والتغذية، ما يستدعي الضرورة لإيلاء مشروعات الإنتاج الحيواني المختلفة ومستلزماتها (خاصة تغطية الفجوة العلفية) الاهتمام اللازم لزيادة مخرجاتها من هذه المنتجات سواء لتغطية الفرق الكبير في نسبة البروتين النباتي والحيواني المتاح للاستهلاك حالياً أو لتغطية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان مستقبلاً.
 وحسب تقديرات UNDP أن 10% من السكان في سورية لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم الغذائية وغير الغذائية الأساسية (الفقراء) على الرغم من التقدم المحرز الذي تم تحقيقه في مجال إنتاج الغذاء واستقراره وتحسين دخل المواطن.
وفي لغة الأرقام فقد زادت إمدادات الطاقة الغذائية من 2830 كيلو كالوري/يوم إلى 3390 كيلو كالوري/يوم. وزاد عدد السعرات اليومية للفرد من المصادر النباتية من 2635 كيلو كالوري إلى 3004 كيلو كالوري. أما السعرات (الحريرات) اليومية من المصادر الحيوانية فقد انخفضت من 418 إلى 385 ما يدل على عدم تناسب السعرات الحرارية من المصدرين النباتي والحيواني، كما زاد استهلاك البروتين اليومي للفرد من 74.8 غ/يوم إلى 86.7 غ/يوم أما استهلاك الدهن اليومي للفرد فقد انخفض من 104.5 غ/يوم إلى 96 غ/يوم.
كما أشارت الإحصائيات الوطنية إلى تحسن مستوى دخل المواطن الذي انعكس إيجاباً على مستوى الاستهلاك من المواد الغذائية وخاصة في المناطق الريفية. حيث تشير إحصائيات ميزانية الأسرة إلى أن نسبة الإنفاق على الغذاء قد انخفضت من 51.5% إلى 39.1% في المناطق الحضرية ومن 51.9% إلى 44.1% في المناطق الريفية. ومن بعض دلالات الوضع الصحي والغذائي هو انخفاض نسبة المصابين بسوء التغذية في سورية من 5% إلى 4% وساهم في ذلك الدعم الغذائي لبعض السلع الغذائية كالخبز والسكر والرز.
وتولي الحكومة اهتماماً كبيراً لتحسين الوضع الصحي للمواطن فقد زاد عدد الأطباء من الاختصاصات المختلفة وعدد المستشفيات العامة والخاصة والمراكز الصحية العامة والتخصصية وتحسنت بشكل عام الخدمات الصحية المقدمة في كافة المجالات. كما تحسن الوضع الصحي نتيجة زيادة نسبة إحلال الأدوية المحلية الرخيصة السعر مقارنة بالمستوردة ووصلت نسبة الأدوية المنتجة محلياً إلى حدود 90% من الاحتياج.
وبما أن جزءاً هاماً من الفقراء يعيشون في الريف ويعتمدون على الزراعة فقد تم التركيز على التنمية الزراعية والريفية لتحقيق التقدم في المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق أهداف الألفية الجديدة ووضعت السياسات اللازمة لتنفيذها من خلال العمل على تطوير الإنتاج الزراعي وتوفير مستلزماته وزيادة معدلات النمو الاقتصادي ومنها:
- تحسين استخدامات الموارد الطبيعية الزراعية (أرض- مياه- غابات- مراع) والاستفادة الكاملة منها بما يتلاءم مع استدامتها والمحافظة عليها من التدهور والاستنزاف والتلوث.
- تأمين حاجة الاستهلاك الوطني من السلع الغذائية الحياتية (القمح- البقوليات- وغيرها) وتحقيق الأمن الغذائي من خلال زراعة وتطوير إنتاجية المحاصيل ذات الميزة النسبية القادرة على المنافسة في الأسواق الداخلية والخارجية.
- تطوير وتحديث الزراعة من خلال تطوير البحث العلمي الزراعي والإرشاد والتعليم وتأهيل الموارد البشرية، وتشجيع وتطوير عمليات تصنيع وتسويق المنتجات الزراعية للاستفادة من القيمة المضافة وتحسين كفاءة الإنتاج الزراعي.
- تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي بالنوعية الجيدة والمواعيد المحددة وبالأسعار المناسبة وتحسين أساليب استخدامها وتوزيعها وتطوير نظام التمويل والتسليف المصرفي للمساهمة في تطوير الإنتاج الزراعي وتحديثه.
- اعتماد السياسات السعرية كوسيلة للحفاظ على البيئة واستدامة الموارد وتوجيه البرامج التنفيذية نحو تحقيق زيادة في الإنتاج وكفايته وتحسين نوعيته وتبني تعديلات هيكلية قادرة على مجاراة متطلبات التطوير المستمر بكل أبعاده. وجاء في الدراسة أن استقرار العرض من المنتجات الغذائية في تحسن بسبب توجهات سياسة الحكومة الهادفة إلى تشجيع تطبيق طرق الري الحديث لتحسين إنتاجية المساحات المروية وترشيد المياه فقد تم تعويض الانخفاض الصغير في اللحوم الحمراء بزيادة كبيرة في اللحم الأبيض وخاصة الفروج.
أما الانخفاض القليل في المتاح من الفواكه والبقول ليس له تأثير في وفرة الغذاء بسبب وصول الاستهلاك إلى مستوى جيد من هذه المنتجات. وحسب مؤشرات تطور نصيب الفرد من الغذاء المتاح خلال فترة 200-2005 يلاحظ أن معدل النمو السنوي موجب لبعض المنتجات وسالب للمنتجات الأخرى. فكانت أعلى معدلات نمو موجبة للأسماك وأخفضها لشعر القطن، بينما أعلى معدلات نمو سالبة كانت للزيتون بسبب المعاومة وأخفضها للحمضيات. وكانت التغيرات حول خط الاتجاه صغيرة لمنتجات البطاطا والبندورة والحمضيات ولحوم الأبقار والدواجن ومتوسطة لمنتجات القمح والتفاح ولحوم الأغنام.
فمثلاً في عام 2002 كان معدل استهلاك الفرد من السعرات حوالي 3153 كيلو كالوري في لبنان و3038 كيلو كالوري في سورية و2674 كيلو كالوري في الأردن، ووصلت الحريرات من المصادر الحيوانية إلى 469 كيلو كالوري في لبنان و413 كيلو كالوري في سورية كما كان استهلاك الفرد من البروتين أعلى في لبنان 85 غ/يوم منه في سورية 77 غ/يوم.
ومعدل السعرات المستهلكة يومياً 3653 كيلو كالوري في فرنسا و3670 كيلو كالوري في إيطاليا و3774 كيلو كالوري في أميركا وهي معدلات أعلى من معدل سورية بأكثر من 600 كيلو كالوري يومياً ما يعكس أثر الدخل والاختلافات في الأنماط الاستهلاكية (وينطبق الأمر ذاته على استهلاك البروتين اليومي) وعلاوة على ذلك فإن حصة السعرات من المصادر الحيوانية في تلك الدول أعلى منها في سورية 37% في فرنسا و26% في إيطاليا و28% في أميركا.
ويلاحظ أن معدل استهلاك الفرد من الحريرات يومياً في سورية هو أعلى من المتطلبات الدنيا المحددة من قبل الأمم المتحدة حسب المقاس الوسطي للمواد الغذائية (2700) كيلو كالوري.
وتتعلق إمكانية الحصول على الغذاء بعدة عوامل من أهمها السعر والدخل. وفي الواقع فإن تطور السعر والدخل لا يؤثر فقط على كميات المواد الغذائية المستهلكة وإنما يؤثر أيضاً على البنية الاستهلاكية فقد زادت الأسعار بمعدل أقل من الزيادة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ما سبب حصول أثر إيجابي للدخل مؤدياً إلى زيادة الإنفاق على السلع غير الغذائية.

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...