دعم أمريكي لـ «جيش أبو مازن» لمواجهة «حماس»

17-10-2006

دعم أمريكي لـ «جيش أبو مازن» لمواجهة «حماس»

تنشغل الصحف الإسرائيلية بالوضع الداخلي الفلسطيني، وبدأت بتسريب سيناريوهات عن مساع لتعزيز قوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي قالت الأنباء الإسرائيلية نفسها إنها تسعى إلى إقامة «توازن رعب» ضد إسرائيل عبر تهريب أسلحة إلى قطاع غزة.
وتحدثت صحيفة «معاريف» أمس عن إعداد «جيش أبو مازن» المدعوم أميركياً لغايات فلسطينية داخلية، في مقابل «جيش حماس المدعوم إيرانياً وسورياً لمواجهة إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أن «جيش أبو مازن»، سيكون بمثابة القوة الضاربة في خدمة عباس، استعداداً ليوم الحسم الداخلي، وهي قوة مدعومة أميركياً و«نظيفة» من كل العناصر المؤيدة أو المقربة من حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس».
في المقابل، يتواصل الحديث عن قيام حركة «حماس» بتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتوقعة.
وأضافت الصحيفة أن جهاز الحرس الرئاسي، الموالي للرئيس بشكل مطلق، سيكون أساس «الجيش المستقبلي»، مشيرة إلى أن «الهدف هو أن يصبح الحرس الرئاسي جهاز الأمن الرئيسي، وبعد ذلك سيكون الجهاز الوحيد، وذات يوم سيكون جيشاً فلسطينياً حقيقياً»، وفق ما نقلته «معاريف» عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى مقرّب من أبو مازن، وعلى صلة بهذا المشروع.
وأشارت الصحيفة نفسها إلى قيام الجهاز الجديد بإجراءات تجنيد واستيعاب لمقاتلين جدد. وأضافت أنه ليس «في مقدور كل واحد أن يُقبل في الجسد الجديد وذي المكانة، حتى لو كان يخدم الآن في أحد أجهزة الأمن».
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله «إن الجنود يمرون في ترشيح أمني، يخرج بنتيجته كل من له علاقات بإيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها من عناصر الإرهاب».
وبحسب «معاريف»، فإن «تشكيل الجهاز يجري بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية، المعنية بأن تخلق لأبو مازن قوة شديدة، استعداداً لبدء السلطة الفلسطينية حرب الكل ضد الكل. والميزانية لدعم أبو مازن تتضمن نحو 300 مليون دولار من أموال السلطة الفلسطينية، جرت مصادرتها مع صعود حماس إلى السلطة. وبعض الأموال تتدفق الآن في صالح الجهاز المحسّن».
وكشفت الصحيفة أن المنسق الأمني الأميركي، الجنرال كيب دايتون، هو من ينسق العمل مع الجهاز الجديد، وأنه صاغ وعرض الخطة الأمنية لإعادة تنظيم الحرس الرئاسي بحجم قوات من 6 آلاف إلى 10 آلاف جندي.
وبالنسبة لـ«حماس»، أشار المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أن الحركة تسعى إلى أن تقيم في قطاع غزة «توازن رعب» يردع الجيش الإسرائيلي من دخول واسع لقوات برية، مشيراً إلى أنه جرى تهريب أكثر من 20 طناً من المواد المتفجّرة الى القطاع منذ بداية السنة. وأضاف هرئيل أنه تم تهريب صواريخ مضادة للطائرات والدبابات. وقال إنه أُدخلت الى القطاع أخيراً شحنة من عشرات الصواريخ المضادة للدبابات من طراز روسي «كونكورس»، وهو صاروخ دقيق نسبياً، يصل مداه إلى 4 كيلومترات، ويشبه كثيراً أنواع الصواريخ التي استخدمها حزب الله لصد العدوان الإسرائيلي الأخير.
وحول الجهة التي تقف وراء دعم حماس في تسلحها، أشار هرئيل إلى أن التقدير الإسرائيلي يفيد بوجود «يد موجهة خلف هذه الخطوة، وأن قيادة حماس في الخارج مسيطرة على الخطوة وهي تستخدم الذراع العسكري في القطاع. وتستعين حماس أيضاً بخبراء تسللوا الى القطاع من الخارج، بعضهم اجتازوا تدريبات في لبنان لدى حزب الله والإيرانيين. ومن غير المستبعد أن يكون قد دخل الى القطاع خبراء قاتلوا الجيش الإسرائيلي في لبنان».
وينقل «هرئيل» عن ضباط رفيعي المستوى قولهم إن «حماس» تعمل على مستويين أساسين، الأول «تحسين قدرتها الهجومية، بالتشديد على السلاح الصاروخي (صواريخ قسّام وكاتيوشا) وإقامة منظومة دفاعية مكثفة تضع المصاعب في وجه قدرة التوغل للجيش الإسرائيلي الى المناطق المبنية في القطاع، وزيادة مدى الصواريخ، وتعظيم طاقة القتل في الرؤوس المتفجرة، ولا سيما استخدام المواد المتفجرة ذات المواصفات، التي من شأنها أن تصعّد التهديد الذي يحدق بالنقب الغربي والشمال».
وبحسب هرئيل، فإنه إذا ما نجحت «حماس» في تحسين الصواريخ التي بحوزتها، فسيكون بوسعها تخزينها على مدى أشهر، وإطلاق صليات كثيفة من الصواريخ على النقب على مدى أيام، مثلما فعل حزب الله على الجليل في حرب لبنان الثانية.
ويضيف هرئيل أن «حماس» تحسّن منظومتها الدفاعية في مدن القطاع، وتوزع رجالها الى وحدات تختص في مجالات عسكرية ملموسة، استعداداً لعدوان عسكري اسرائيلي محتمل.
في المقابل، نفت «حماس»، على لسان المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة صحة الادّعاء الإسرائيلي. وقال «إننا نمتلك صاروخ القسام وهو من الوسائل والأسلحة التي سنواجه بها العدو الإسرائيلي بقوة في حال قيامه بأي خطوة عسكرية ضد قطاع غزة». ورأى أن الادّعاءات الإسرائيلية «ليست سوى تبرير لعملياته الإجرامية التي عزم على تنفيذها على ما يبدو في قطاع غزة».
وحذر أبو عبيدة العدو الإسرائيلي من أن كتائب القسام «لن ترحم أي جندي من جنود الاحتلال الجبناء، وسيغدو حطام دباباتهم وآلياتهم دليلاً وشاهداً على خيبتهم واندحارهم من قطاع غزة».
وشدد أبو عبيدة على حق «حماس» في امتلاك الأسلحة لمواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي لا يتواني عن استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً ضد الشعب الفلسطيني.

مهدي السيد

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...